اطال روبين النظر في وجه تلميذه الملئ بالندم و الإصرار، واقف مكانه لا يعرف ماذا يفعل، كل ابواب الدنيا قُفلت في وجهه
(لكني لا افهم شيئاً، لماذا انتظر حتى اللحظة الاخيرة ليتدخل؟) ايفرجرين تكلمت بعدما اعطت روبين فرصة للتفكير بمفرده، كما ما تريده هو جذبه لأرض الواقع حتى لا يذهب رأسه لبعيد، (حسب علمك، لقد علم جيش امبراطورية الثعبان العظيم هذه التقنية من فترة، لو قام عندها بتفجيرهم لإنتهى كل شئ، حتى بايثور كان سيتحول لفُتات.)
روبين ابتسم بسخرية و هز رأسه، “…من منا يريد ان يضحي بنفسه؟” ثم عاد ليراقب جابا، “لقد راهن اني سأنتصر رغماً عن *خيانته*. واضح موضوع التقنية و المصفوفة كان مأوىً اخير لن يقرب له إلا في الحالة الحرجة.”
(إذاً عندما جاء هنا..؟) ايفرجرين تمتمت
“لقد كان يهرب مني فعلاً، لو تمكنت انا من الانتصار فعلى الارجح ما كنت لأراه مرة اخرى، على الاقل حتى يتمكن من اصلاح نطاقه الروحي.” ثم هز رأسه، “لكني فشلت في الارتقاء لتوقعاته، و احتاج ليتدخل على اي حال.”
ثم اشار نحو جسده المتحجر، “اراهن انه لم يكن يعلم عن موضوع الختم، لعله ظن ان الشئ في نطاقه الروحي سيقوم بقتله مباشرةً، عندما قال لساكار وداعاً هو كان يعنيها، لقد قام بتفعيل هذه المصفوفة و هو ينوي الموت.”
(…الحق يُقال تلميذك فعلاً نسخة منك، متناقص مثلك تماماً.) ايفرجرين قهقهت
“ماذا تقصدين؟” روبين كان ما يزال يمسح جسد جابا بعينه لعله يجد اي ثغرة في تلك التقنية
(المرأة قليلة الصبر لم تكن تسيطر على عقله عندما زرعت هذا الختم في نطاقه الروحي، لقد تبادلوا الحديث و بعدها اصبحت تابع لإمبراطورية الثعبان العظيم، يمكن القول انه خاف منها ببساطة و لم يرد فقدان حياته فأزعن لها.) ايفرجرين حللت الموقف، (هاجمك لفظياً في الاجتماع و اظهر خيبة امل فيك لأنك تنوي مسح بني جنسه، و مع ذلك لم يرفع عليك او على احد من اتباعك السلاح.)
و تابعت، (بل و غادر بنية النجاة بنفسه حتى لا يُجبر على عمل شئ يقتله، و مع ذلك عاد ليضحي بنفسه من اجل انهاء الحرب… صحيح، أتُرى التضحية كانت من اجل نيهاري، ام من اجلك؟)
“….” روبين حافظ على صمته، هو كان يعرف ما تريده ايفرجرين، انها تحاول جعله يفكر بعمق و يترك تعلقه بتلميذه جانباً.
لكن هذا ما كان يفعله بالفعل… يسأل نفسه لو كان سيقوم بأي شئ مختلف لو كان مكانه.
بعد عشر دقائق اخرى تنهد روبين و ابطل مفعول عين الحقيقة، “لا فائدة، تلك التقنية معقدة جداً، انها كحصن منيع لا ارى فيها اي ثغرات، عين الحقيقة من الدرجة الثالثة لن تساعدني، ربما لو دخلت نطاق امبراطور…”
(يمكنك ان تهدأ و تؤجل الامر فحسب، ذلك الختم مصنوع ليبقيه حياً في صورة مُجمدة، لو فككت عنه الختم الان ستجده يتابع الصراخ ظناً انه سيموت و سيتفاجئ انك واقف امامه، سواءً روح او شريان حياته، كل شئ توقف، كأنما تم وضعه في كبسولة زمنية و عندما يفتح عينه مجدداً سيكون في المستقبل!)
“لكن لماذا الختم..؟” سأل روبين السؤال الذي يحيره، ذلك الختم كلَف المرأة قليلة الصبر طاقة روح اكثر بكثير من مجرد قتله، ربما اكثر من صنع شظية روح قوية!
(أليس هذا سؤالاً سهلاً؟ حتى لو عارض اوامرها هو ما يزال مختار حقيقة،) ضحك ايفرجرين، ( عبر ختمه بهذا الشكل يمكنها ان ترسل احد ليجلبه للحزام الكوكبي المتوسط من اجلها، او ربما ببساطة تنتظر حتى يترقى الكوكب و تمسك به. ففي حالته تلك هو لن يتقدم في العمر، و لن يستطيع احد ايذاءه، هو جائزة تنتظر الحصاد!)
“تنتظر عشرات آلاف السنين من اجل جابا؟” عقد روبين حاجبيه، “و لِم كل هذا؟ أليس مختاري الحقيقة هو اكثر مستخدمي القوانين السيادية انتشاراً؟”
(اكثر مستخدمي القوانين السيادية هذا فقط يعني انهم اكثر من مستخدمي القوانين السيادية الاخرى في الكون، لكن أتعرف كم عدد العشائر و العائلات التي يملك اصحابها قانون سيادي يمكن توريثه؟ صفر.) هزت ايفرجرين رأسها، (مستخدمي القوانين السيادية دائماً مستوحدين ولا يورثوها لأحد، و ان وُجد واحد فهو يكون احد مراكز القوة في جيله، هذا ان ظهر أيهم في جيل اساساً.)
(اما مختاري الحقيقة فالقانون السيادي هو من يختارهم لذا اعدادهم كثيرة نسبياً، و مع ذلك هى ما تزال قليلة جداً، بل و ايجاد احدهم من اكثر المهمات صعوبة، فمعظمهم يود ابقاء الامر لأنفسهم و الإختلاء!) لوحت ايفرجرين، (لذا من الطبيعي ان يُعامل جابا ككنز، لا استبعد انها قد ترسل المزيد من الامبراطوريات للسيطرة على نيهاري فعلاً، و سيكون جزء من مهمتهم هو الحصول على جسد جابا. بل حتى لو فشلوا و حصلَت على جسده بعد عشرات آلاف السنين من الانتظار، سيكون الامر مجزياً بالنسبة لها!)
بعد الانصات لكلمات ايفرجرين، اطال روبين النظر في وجه جابا مجدداً…
كلام ايفرجرين كان صحيح، تصرفات جابا متناقضة، لكن يمكن فهمها، لقد قصد الانفصال عنه و محاولة فرد جناحه بمفرده، لكنه فوجئ بالعالم القاسي، فوجئ انه تحت رحمة شخصية لم يكن يحلم بلقائها، فظل في صراع نفسي ليل نهار بين اختيار الموت او اختيار الخيانة.. حتى في النهاية اختار الموت.
ليس ميت و ليس حي، ذلك الختم ليس بشئ يمكن لروبين الرؤية من خلاله، على الاقل ليس الان…
لكن على الاقل في حالته تلك لن يؤذيه طيلة الانتظار، يوماً ما، بطريقةٍ ما… سيفك أسره.
بعد عدة دقائق اخرى قربت روبين يده حتى كاد يلمس الحائل الارجواني، قبل ان يقبض يده و يعيدها لجواره مجدداً “…لم اقبل اعتذارك بشأن ما قلته عن زوجتي، سأتأكد من لكَمك بنفسي لاحقاً.” عينا روبين ارتعشت للحظة، ثم استدار، شق الفضاء و غادر.
================
لدعم هذا العمل مادياً:
باي بال: paypal.me/eslam997
دفع فيزا مباشر موقع كوفي : https://ko-fi.com/teamoney
اي محفظة كاش مصر: 01020451397
بايير: P1017229514
بينانس أي دي : 39853995
إجمالي دعم هذا الشهر:190$.
سعر الفصل 5$
~~~~
لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء
~~~~~~~
الموقع القديم لمشاهدة الفصول القديمة:
novelxs.com/novel/lord-of-the-truth
~~~~~~
سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:
https://discord.gg/AxDFN6uVTE
======
فصول الشهر 65/52