“لقد كان صوت جابا.”
“ماذا؟!” ريتشارد فتح عيناه على اخرها، مع انه لم يُعاصر جابا لا في الماضي ولا الحاضر، إلا انه سمع الكثير عنه
“….” اما روبين فعيناه تسمرت لحظة، بدى و كأنه نسي التنفس
عندما بدأت الانفجارات بذلك الشكل جال في رأس روبين مئة سيناريو، جابا كان واحد منهم… ذلك السيناريو كان الابعد من حيث الاحتمالية في وجه نظره، لكنه كان الاقرب لقلبه، الوحيد الذي كان يريد تصديقه
ثم تابع ساكار: “لقد ارسل لي رسالة قصيرة، بإختصار قال انه علينا الهرب او الاحتماء بسرعة، او انه غير مسؤول عن ما سيحصل بعد 10 ثوانٍ، ما تواصل معي كان بصمة جابا الروحية بلا شك.”
ابتسامه خفيفة ظهرت على وجه روبين، “هيهي” ثم ازدادات، “هاهاهاهاها، ألم اخبركم؟ ألم اخبركم انه لن يخونني ابداً ايها الحمقى؟”
“…” ساكار تابع المولى و هو يضحك بشكل هستيري، و ظل صامتاً..
في حين ان ريتشارد ابتسم راضياً، و اومئ بضع مرات، لقد علم ان جابا يشكل شرخاً عميقاً في قلب والده، انه لخبر ممتاز ان يلتئم ذلك الجُرح في يوم انتصار كهذا، “هذا رائع، كيف فعل شئ كهذا؟ عندما ذهبت لإلتقاط ابي وجدت المكان كله مدمر، الطبقة الارضية هناك اختفت!”
“هاها هذا بالتأكيد له علاقة بأبحاث الدم التي يتخصص فيها جابا! هل نسيت التقرير انه وزع عدد منهم تقنية تجعلهم اقوى او شئ كهذا؟ لعله فعل شئ ما بها.” رفع روبين صوته ضاحكاً، لولا انه يضع احدى يديه على جبهة قيصر لبدأ بالتصفيق بالفعل.
ريتشارد اومئ مبتسمأً، ثم تذكر بدى و كأنه تذكر شئ: “لكن لماذا قام بكل هذا؟ حتى في اجتماع التفاوض طول لسانه عليك و ذكر امي بالسوء، حتى انك—”
“…اجل، كدت ان اقتله قبل معركتي مع بايثور.” عند سماع هذا السؤال توقف روبين عن الضحك فجأة و إلتفت نحو ساكار، “لولا انك طلبت مني التوقف… اعتقد انه شئ اخر علي ان اشكرك عليه.”
“لا داعي.” هز ساكار رأسه، “ادرك انك لاحظت نفس ما لاحظته، لكنه قرر تجاهله لسببٍ ما.”
اومئ روبين… ساكار كان يتكلم عن الجزئية عندما قال جابا ان السيد الاعلى دخل نطاقه الروحي و تصفحه كأنه يقرأ جريدة.
تلك الجزئية لم تكن مهمة في كلمات جابا ذلك الوقت، لو كان اتخذ جانب امبراطورية الثعبان العظيم بالكامل لكان عليه ان يختار كلمات يبرز بها عظمة السيد الاعلى، لكنه بدلاً من ذلك اختار كلمات تنم عن الخوف.
هذه الجزئية عبرت على الجميع كأي شئ اخر قاله، لكن بالنسبة لأشخاص مثل ساكار و روبين الذين يحبوا تحليل الكلام لأقصى درجة، استوقفتهم الجملة.
اما عن سبب تجاهل روبين لها لاحقاً، “…ظننت اني ابالغ في التفكير بعدما تابع الكلام عن كراهيتي لجنس العمالقة، ظننت اني احاول ايجاد اسباب لأحميه فقط.” تنهد روبين و سند جبهته على يد واحدة
“هذا ما ظننته ايضاً.” ساكار رد بشكل مقتطب.
ثقة ساكار في ذكاء المولى تخطت الحدود، و حِنكته في التفكير كثيراً جعلته يصل لنفس الإستنتاج، ان المولى يريد ارغام نفسه على قتل تلميذه مع انه يشك في خيانته… لذا صرخته على روبين كان ليخبره فيها انه ايضاً لاحظ تلك الجزئية، و انه عليه التمهل قبل اتخاذ القرار.
“هيه~ ذلك الولد مدين لك بحياته.” اومئ روبين عدة مرات، “بما انه اختارك ليوصل الرسالة فهذا يعني انه يعي مافعلته من اجله… تواصل معه و دعه يأتي، اخبره اني لن ألومه على شئ، يمكنه الذهاب لفعل ما يشاء بعدما نتبادل بضع كلمات.”
“….” ساكار مجدداً حافظ على صمته لبضع ثوانٍ، “بشأن هذا…”
“ما المشكلة؟” روبين إلتفت مجدداً بحاجبين معقودين
“رسالة جابا، كان بها شئ اخر..” تنهد ساكار و قرر التكلم على اي حال، “في نهايتها، لقد قال… الوداع!”
“ماذا تقصد بالوداع؟!” روبين رفع صوته قليلاً
“لا اعرف!” العفريت شعر انه يتم استجوابه، “ما قاله حرفياً كان انك *المعلم* محظوظ بوجودي معك، بعدها قال الوداع!”
“..ناداني بالمعلم؟” الاستغراب اشتد على تعابير روبين، “…لعله يريد الهرب لمكان ما ظناً اني غاضب، تواصل معه فقط و اخبره ان يأتي، من غير اللائق ان اكلمه انا مباشرةً.”
اومئ ساكار ثم اخرج خاتم فضاء من الحقيبة الجلدية الزرقاء و ظل صامت قليلاً… بعدها رفع رأسه نحو المولى مجدداً، “بصمته الروحية غير فعالة.”
“ماذا تقصد بغير فعالة؟ انها تبق فعالة طالما الروح باقية، حتى لو ذهب لكوكب اخر فقد لا تصله الرسائل لكن يجب ان تبق البصمة بعالة! ربما كنت تقصد انه لا يرد؟!” روبين صاح على ساكار، لكن عندما لاحظ صمته، ادخل هو حسه الروحي في خاتم الصوت كالمسعور و بحث بسرعة عن بصمة روح جابا فيه
لقد كانت هناك، مُسجلة، لكن مطفئة لا يمكن اختيارها.
حالة من الصمت المرعب طغت على الكهف، روبين ينظر نحو خاتمه بصدمة، بينما ساكار و ريتشارد صامتين لا يستطيعون فتح افواههم بكلمة.
“…ما الذي يعنيه هذا، هاه؟” رفع روبين الخاتم في وجه ريتشارد ثم وجه ساكار، “فليخبرني احدكم ما الذي يعنيه هذا!!”
ليفلت من السؤال، ساكار وطئ رأسه، “لا يوجد من هو أعلم بشؤون خاتم الصوت و بصمات الروح اكثر من الصانع، ايها المولى.”
“حتى الصانع يخطئ، انا لست إلهاً ليكون لدي اجابات لكل شئ!!” صرخ روبين عليه، ثم عصر الخاتم في يده عصراً
“…” درجة حرارة الكهف الصغير انخفضت و ارتفعت في نفس الوقت، ساكار و ريتشارد بلعوا ألسنتهم خشية قول الحقيقة الظاهرة، خشية ان يلقوا الزيت على النار
“…..” امام الصمت من حوله، و الشعور القاتم الذي يأكله من الداخل، روبين ابعد يده عن جبهته قيصر و رفع عينه في وجه ريتشارد، “لقد استقر نطاقه الروحي، شريان حياته استقر ايضاً، دع مصفوفات المشفى الميداني تقوم بعملها و اذهب لبحر الحمم جمع طاقة الحياة من هناك… سأذهب في مشوار قصير.”
بعدها وقف، شق الفضاء، و اختفى.
================
لدعم هذا العمل مادياً:
باي بال: paypal.me/eslam997
دفع فيزا مباشر موقع كوفي : https://ko-fi.com/teamoney
اي محفظة كاش مصر: 01020451397
بايير: P1017229514
بينانس أي دي : 39853995
إجمالي دعم هذا الشهر:190$.
سعر الفصل 5$
~~~~
لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء
~~~~~~~
الموقع القديم لمشاهدة الفصول القديمة:
novelxs.com/novel/lord-of-the-truth
~~~~~~
سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:
https://discord.gg/AxDFN6uVTE
======
فصول الشهر 65/47