المنطقة الجنوبية– مقر امبراطورية البداية الحقيقية المؤقت

تحت سفح جبل، محاطة بالاشجار العالية و مناطق الوحوش المفترسة، هذه المنطقة كانت من الاراضي القليلة التي وقع الاختيار عليها لتكون مأوىً جديد للإمبراطورية في حالة سقوط مدينة عقاب الشتاء

بعد اختيارها قام الجينرال الاعلى ساكار فوراً بإعطاء الاوامر ببناء بوابة فضاء، و بناء عدة مصفوفات دفاعية في حالة وقوع الاسوأ، و الاهم.. اعطى الاوامر بملئها بكمية من مصفوفات المشفى الميداني

قال ساكار وقتها انهم لو احتاجوا للمجئ لهذا المكان، فهذا يعني انهم سيكونوا في اشد الحاجة للعلاج… و هذا ما حصل بالضبط.

“ارغغ…”

“اااه.. ااههـ…”

عدد ضخم من العفاريت كان مُلقىً على الارض في كل مكان كالنمل، لا يوجد بينهم شخص واحد واقف، او شخص واحد جالس بجسده الكامل بدون اصابات

قبل معركة اليوم كانت جيش العفاريت يحتوي اكثر من 400 الف جندي و ما يقارب الـ 400 امباطور عفريت… اما الان فلا يوجد اكثر من 150 الف منهم مُلقين في كل مكان كالخرق البالية، و من الصعب ايجاد 100 امبراطور عفريت ايضاً.

لم يكن هنالك اطباء ولا احد يصنع طعام، لم يكن هنالك احد لديه وقت للنظر نحو احد، فور وصولهم لهذا المكان قام المسؤولين بينهم بتفعيل مصفوفات المشفى الميداني لتغطي الساحة العسكرية كلها، ثم جلسوا امكانهم فحسب.

حتى اولائك الذين لم يتلقوا الكثير من الإصابات وجدوا انفسهم مُلقين ينظرون نحو السماء… حتى هم، العفاريت الذين وُلدوا من اجل الدماء و المعارك، لم يستطيعوا إلا ان يشعروا بالرعب من المعركة التي هربوا منها بالكاد، فقط يسترجعوا كل لحظة من تلك المعركة المرعبة، متفاجئين انهم ما يزالوا احياء

لكن بغرابة شديدة، العفاريت لم يكونوا الأسوأ حالاً اليوم.

“…..” القديسين و الحكماء البشر الذين كونوا مصفوفات سيد الحرب كلهم انتشروا على الارض كالسكارى بدون كلمة، ربعهم موتى بالفعل، الاخرين تم استنزاف كل ما لديهم، كيف لا و كل سيد حرب كانوا يتولى 20 حارس امبراطوري بمفرده!

ما كان يحركهم حتى هذه اللحظة كان غريزة البقاء، الغريزة التي اختفت عندما وصلوا لبر الامان، و حل عليهم التعب… عدد كبير منهم سمح لنفسه بالموت في سلام، مصفوفة المشفى الميداني لم تستطع فعل شئ حيالهم.

و الشئ الاسوأ من الاصابات، الاسوأ من الاجهاد.. انهم لا يعرفوا ماذا سيحدث بعد قليل.

المولى، معاليه.. اخبرهم قبل قليل ان يهربوا و يتركوا البقية عليه، منذ وقتها سمعوا عدة انفجارات و شعروا بعدة زلازل، السماء ارتعشت فوقهم و الهالة المميتة ضربت قلوبهم، منذ تم أمرهم بأن يغادروا شعروا بأنهم نمل حقيقي وسط عاصفة

لم يمر الكثير قبل ان توقف كل شئ و عاد الهدوء للكوكب، لكن يهدئ احد… لا احد يعرف ماذا يجري، لا احد يجرؤ على التنفس بصوت عالٍ.

*بزززت* الجميع سمعوا صوت بوابة فضاء فورية يُفتح وسطهم، “همم؟” كلهم نظروا بشكل تلقائي نحوها ليروا من القادم الجديد

“على مهلك يا ابي، على مهلك..” من البوابة خرج ريتشارد، يسند والده بيمينه، و يحمل جثة محترقة في شمال كأنها كيس قمامة.

“….؟!”

“المولى؟”

“المولى…”

“انه معاليه!!”

“معاليك، ماذا حدث؟!”

“المولى، هل انتصرنا؟؟!!”

*اضطراب* *اضطراب* موجة من الجنود ضربت الجميع في ذات الوقت، بعد ان كان الجميع مُلقين على الارض كالجثث كلهم استعادوا حيويتهم فجأة و قفوا بسرعة كأنهم نسوا ما بهم!

“..!” حتى ريتشارد فتح عيناه على اخرها، عندما تركهم قبل قليل كان يظن انه سيعود ليجدهم كلهم موتى من شدة كئابة المكان، “اهدأوا جميعاً، معاليه مُتعب و يجب ان يأخذ قسطأً من الـ–” ريتشارد كان فضولي مثلهم، لكنه اراد ان يعطي والده فرصة ليرتب افكاره و يقول ما يشاء بعدها

“لا بأس.” روبين ضغط على كتفه ريتشارد، ثم بصعوبة وقف بدون مساعدة و رفع قبضته اليمنى، “في هذه الحرب …. امبراطورية البداية الحقيقية… قد انتصرت!”

*قعقعة* *قعقعة*

“…..عاااااااااااااااا!!!!”

“تعيش امبراطورية البداية الحقيقية!”

“يعيش المولى هاهاهاها!!!”

البشر بين الجنود غطوا اعينهم يبكون.. يبكوا من الفرحة ان الكابوس انتهى، يبكوا ان تضحيات رفاقهم لم تذهب سدىً.

اما العفاريت فصرخوا متحمسين بكل ما أوتوا من قوة، بدأوا بالفعل يفكروا في كمية الطعام التي تنتظرهم!

“…هل انتصرنا حقاً؟ هل مات بايثور..؟” ريتشارد لم يصدق ما سمعه

“سأخبركم بالتفاصيل لاحقاً،” عاد روبين ليستند على كتف ريتشارد، “خذني إلى اخاك، اريد ان اراه.”

“…” اومئ ريتشارد ثم تقدم في اتجاه معين قاطعأً الطريق بين احتفالات العفاريت الصاخبة

———–

“لقد وصلنا.” بعد بضع دقائق هبط ريتشارد امام كهف صغير في الناحية الاخرى من الجانب

في العادة كان يمكنه الوصول لذلك الكهف في لمح البصر، لكن مُساعدته لوالده لا يعني انه بخير… حالة ريتشارد كانت صعبة جداً ايضاً، حقيقة انه ما يزال واعي لهى معجزة في حد ذاتها.

*كييك* فور هبوطهما ترك روبين ابنه و وضع ثقله على قدميه مجدداً، ثم اخذ عدة خطوات لداخل الكهف، مصدوما مما يراه، “…قيصر؟ …أهذا آمون؟!”

قيصر كان لونه متغير كلياً، شاحب كالشبح و جسده متصلب كالثلج، رؤيته في هذه الحالة التي تشبه الجثة خطف قلب روبين

اما آمون فلم يكن افضل حالاً، بل ان روبين لم يعرف مباشرةً. وجه امون كان محيط و صدره مفقوع حتى ان اعضاءه الداخلية ظاهرة، اطرافه الاربعة مُدمرين و عظامه تخرج من اللحم في كل مكان.

سواءً هذا او ذاك، تلك كانت جثث!!

================
لدعم هذا العمل مادياً:

باي بال: paypal.me/eslam997

دفع فيزا مباشر موقع كوفي : https://ko-fi.com/teamoney

اي محفظة كاش مصر: 01020451397

بايير: P1017229514

بينانس أي دي : 39853995

إجمالي دعم هذا الشهر:190$.

سعر الفصل 5$
~~~~

لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء

~~~~~~~

الموقع القديم لمشاهدة الفصول القديمة:

novelxs.com/novel/lord-of-the-truth
~~~~~~

سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:

https://discord.gg/AxDFN6uVTE
======
فصول الشهر 65/45

من Zeus

-+=