“تعالي نتأمل معاً في غرفتي اليوم هيهي” ضحك روبين ضحكة عديمة الحياء، لقد مر عشرون عاماً تقريباً منذ اخر زيارة له لبيت الدعارة في القرية المجاورة للكهف…

إحمر وجه ميلا و ضربت بقدمها الارض، “إنس الأمر، لن يحدث أي *تأمل* قبل حفل الزواج!”

رفع روبين كتفه قائلاً، ” هذا لن يحدث في أي وقت قريب إذاً، حدث زواج سموك سيكون بالتأكيد شئ كبير جاذباً لأنظار المملكة كلها، و انا لست مستعداً لترك مشاغلي جانباً و الجلوس للتحضير لشئ كهذا، العائلة ايضاً لا تملك موارد ولا رجال ولا طاقة متفرغة للتحضير لحدث كبير…”

تقدمت ميلا أمسكت بذراع روبين بلطف و ضمته نحو صدرها اكثر، ” انا لم أطلب ان تقم حفل الزواج الان، لكن على الاقل أعطي بعض الأفضلية لعائلة خطيبتك، حسناً؟”

” … ايها الشيطانة ، حسناً! لقد بعت زوج الخواتم للعائلة الملكية مقابل 20 الف عملة ذهبية، لكن هذا لأني وعدتهم بعمل تخفيض كبير مقابل حمايتي، يمكنني عمل زوج خواتم من اجل عائلة برادلي مقابل 100 الف للزوج الواحد.” ثم سحب يده و أكمل طريقه نحو مسكنه برفقة زارا التي ما تزال لا تفهم ما علاقة التأمل بالزواج..

” لا اصدق انك تعطي عائلة حماك خمسة أضعاف سعر الغرباء!!” ضربت ميلا قدمها بالأرض و صاحت

” اشكري السماء انك تعجبينني و إلا لما أعطيتهم شيئاً، أراك لاحقاً~” ضحك روبين بصوت عالٍ و أكمل طريقه، تاركاً ميلا لا تعرف ما إن كان عليها الشعور بالإطراء لها ام بالإهانة لعائلاتها…

لكن بعض بضع ثوان تذكرت انها تسكن معه حالياً و لحقت به بصمت.

———————–

فور وصول روبين لمسكنه أخبر الفتاتين ان لا تطرق احداهما الباب مهما حدث، و إن احضرت احداهما الطعام تتركه امام الباب فحسب، ثم توجه مباشرةً لغرفته التي إختلى بنفسه فيها سابقاً،

بالكاد مرت ساعتين منذ خرج منها بعد عُزلة دامت شهور، و الأن إليها مُكرهاً…

اثناء خِلوته السابقة إستطاع روبين عمل تقنية يمكن من خلالها إستعادة القوة الروحية المُستنزفة بسرعة و التالي فإنتاجية الرسامين سترتفع بشكل كبير

و إعتماداً على هذه التقنية الغير مسبوقة ضربته فكرة اخرى فبدأ بمباشرتها فوراً… الفكرة ببساطة هى : بما انه استطاع تسريع عملية تعافي الروح، لماذا لا يدفع الحدود قليلاً و يزيد الحد الأقصى لتلك الطاقة الروحية

و هذه العقلية مهدت الطريق لعمل تقنية أساسية لتقوية القوة الروحية!!

تقنية تقوية الروح ما تزال في طورها الأولي نوعاً ما و الزيادة التي تمنحها لمُمارسها بمرور الوقت ليس كبيرة جداً، لكنها ما تزال جيدة جداً بالنسبة لفئتها، فبماذا يمكن يُقارن بها؟ انها أول تقنية تم إختراعها لتقوية ما يسمى بالطاقة الروحية!

لهذا عندما خرج روبين من غرفته كان سعيد جداً، كان ينوي التفاخر بالتقنيتين و تعليمهم للرسامين الجدد الذي قام بجمعهم، ثم البدأ بتعليمهم طرق الرسم لإنشاء مصنعه الخاص
لكن موضوع التمرد غير كل شئ.

فكرة عمل مصانع لإنتاج العتاد تتطلب مشاركة آلاف العُمال من أراضي تعتبر عدائية، و حتى إن لم تكن عدائية.. وضع الثقة في آلاف الاشخاص على عملية حساسة كهذه يعتبر حماقة، أي واحد منهم قد يسرب أسرار ما ينوي روبين عمله

هنالك ايضاً مشكلة العائلات التي سيتم تسليمها تقنية قانون ثانوي مقابل القسم بالولاء، من يمكنه ضمان ولاء هؤلاء؟ بعد اخذ التقنية قد ينقدون القسم ببساطة بحاجة انهم اعداء منذ البداية، و مواطني الاراضي الجديدة سيصفقون لهم على دهائهم و انهم ضحكوا على الغزاة… بل لو واحد منهم سرب التقنية لنبلاء مملكة دوليفار ستكون مشكلة!

هناك ايضاً رسامين الطلاسم المحتملين.. جميعهم جاؤوا من اجل النقود، و قطعاً سيقوم أحدهم بمحاولة تسريب ما يتعلمه مقابل النقود ايضاً، اولائك الاشخاص بالذات سيكون معهم تقنية رسم الطلاسم، تقنية إنماء الروح، تقنية تجديد الروح… سيمسكون روبين من رقبته حرفياً!

هذه الفئات الثلاثة تعتبر مَقتل عائلة بورتون الحالية، لو قرر واحد فيهم ان المال أولى من الوفاء… فكل شئ سينتهي
و لهذا ظهرت الحاجة لإبتكار جديد.

حالياً روبين عليه ان :

– يصنع تقنية لقانون ثانوي ناري

– طريقة لعمل أسلحة مصنفة منخفضة المستوى على الاقل بكميات كبيرة

– إيجاد حل لمشكلة الخيانة المحتملة

و كل هذا يجب ان يحدث خلال سنة واحدة!!

قوات عائلة بورتون في الاراضي الجديدة يواجهون ضغط كبير من المتمردين الذي يحاصرونهم من كل جهة، و الان سيكون عليهم حراسة اماكن بناء المصانع الجديدة..

بل حتى بإنسحابهم و تجمعهم في قلعة او اثنتين فهذا سيعطي المتمردين فرصة للتجمع في جيش كبير!

عند تسريب الأخبار ستتزعزع عزيمة العائلات الكبرى و الفئة الفقير بعض الشئ، لكن يد مملكة دوليفار الخفية لا يمكن الإستخفاف بها…

في الحقيقة، سنة بالفعل تعتبر فترة طويلة جداً بالنسبة لهم، لقاء كل يوم يأخذه روبين لحل المشاكل الثلاث، سيموت جنود في الاراضي الجديدة…

———————————

بعد شهر…

روبين قرر البدأ بالسهل اولاً، فتفرغ لإختيار قانون ناري ثانوي و كتابة تقنية للمرحلة الاولى له…

بالنسبة للشخص الذي كتب تقنيات للمرحلة الاولى من 3 قوانين رئيسية، هذا كان كمثل لعب الأطفال!

بعد 25 يوم فقط كانت التقنية جاهزة على مكتبه تنتظر مُستخدميها.

ثم توجه لثاني أسهل مهمة… طريقة لصنع أسلحة مُصنفة.

حسب شرح الجينرال إدوارد فتصنيف العتاد يرتبط بشكل وثيق بالمعادن، و ان المعادن الأقوى تحتاج اشخاص اقوياء لتشكيلها، و لهذا فهى غير متاحة لتسليح جيوش كاملة

المشكلة هى ان المعادن لا تُصهر بالنار العادية، حتى لو قديس يستخدم قوانين النار يمكنه صهر هذه المعادن، فهى ما تزال كميات صغيرة غير قابلة للإنتاج الكمي

لهذا هنا تأتي الحاجة لنار قوية بما يكفي لإذابة هذه المعادن، و في نفس الوقت يمكن لمواطنين عاديين إستخدامها بشكل متواصل بدون خطر…

هذا الفكرة إستعصت عليه لثلاثة ايام، فقط جالس مكانه لا يدري من أين يبدأ…

الموضوع كان اسهل بكثير في رأسه، فهو كان ينوي إستخدام فكرة الطلاسم بطريقةٍ ما لتقوية النار في الأفران

لكن عملياً.. طلاسم النار هى للإستخدام الواحد، فأي جلد هذا الذي سيتحمل حرارة كهذا؟ ثانياً طلاسم النار تُحرق بعد كل إستخدام، كم طلسم يجب ان يستخدم كل يوم؟

ببساطة إن كان ينوي عمل مصنع ينتج كميات كبيرة من الاسلحة يومياً لا يمكنه الإعتماد على طلاسم الإستخدام الواحد بعد الأن.

لذلك فبعد ما كان يفكر في طريقة لصهر المعادن، اصبح يفكر في طريقة للإستغناء عن سياسة الإستخدام الواحد!

بعد يومين اخرين، تحديدا في اليوم الـ 30 منذ بدأ الخِلوة…

فتح روبين عينه و إندفع من غرفته مسرعاً نحو مكتب البطريرك!

من Zeus

-+=