“…” بايثور ظل يراقب السفن القادمة واحدة وراء الاخرى بشموخ و كأنه ينتظر سفينة بعينها، لا يهتم بالمذبحة التي تجري في هذه اللحظة و كأنها لا تعنيه، كل ما يحصل الان في نظره هو تحصيل حاصل…
قيامهَ بهذا الشكل تحت الشمس الارجوانية مباشرةً اعطاه هيبة لا تضاهى، أي احد من اي طرف تقع عينه على منتصف المدينة و يراه ذلك الوحش العظيم يشعر انه عليه ان الركوع فوراً
في هذه اللحظة سمع بايثور صوت جعله يفقد تركيزه، “يبدو ان زئيرك قبل قليل لم يكن مجرد استعراض، لقد فعلت شئ لجنودك، أليس كذلك؟”
“همم؟” حرك بايثور رأسه الضخم ببطئ و تعالي، عيناه الحادتان استقرتا على الشخص الذي تكلم قبل قليل… بطول ثلاثة امتار تقريباً و قرون حلزونية تخرج من عينه، و من حوله اقحوانات العالم السفلي تدور كعُش دبابير تم استفزازه، لكن هنالك الكثير من الاشخاص لديهم وصف كهذا
“…لم أخل اني سأتكلم مع ملك طاعون احمر متحور من قبل، فعلاً.. من يعش يرى.” تمتم بايثور ببطئ ثم عاد لينظر نحو السفن الحربية، “انت محق، زئيري كان يحمل اوامر مطلقة بالفزع نحو القتال و الانتصار مهما كلف الثمن، هذه خاصية بسيطة في جهاز ترقية العرق تضمن للمالك ان لا يخونه جيشه في اللحظات الحرجة، حسب ما رأيت سابقاً فتأثيرها اضعف بكثير مما ترى الان، لكن تحولي لمظهري الوحشي زاد المفعول، و اما تجسيد روح الكوكب فإستخدمته لزيادة مجال النداء و إرساله لجميع ارجاء نيهاري.”
“…هذه اجابة مفصلة اكثر من اللازم.” ساكار تعجب من رد بايثور، لكن كان مجرد سؤال استنكاري لم ينتظر رد عليه، هو فقط كان يريد إعلام بايثور بوجوده… و ما خطب الطاعون الاحمر ذاك؟
“هذه اول مرة استعمل تلك القدرات و اريد ان اتبجح قليلاً، ما المشكلة في ذلك؟ المعلومات لن تفيدكم بشئ، جميعكم موتى على اي حال.” بايثور رد بهدوء شديد، ثم سأل، “ربما علي اسألك انا عن سبب تحدث معي ايها الطاعون الاحمر؟ كان لديك فرصة افضل لو هاجمتني عن حين غرة.”
“انا اعرف قدراتي جيداً، إن لم يستطع هجوم هولاك قتلك فلن استطيع ايضاً، انا اريد ايقافك حتى يعود المولى فحسب، لو كان لأحدهم طريقة لقتلك فسيكون هو بالتأكيد.” ساكار تابع بهدوء، “لكن طالما انت واقف مكانك، فلماذا نضيع طاقة و مجهود بدون فائدة؟”
“اوه؟ تعاتبني على صراحتي و انت صريح اكثر مني، يعجبني ذلك هسس هسس.” ضحك بايثور بدون الإلتفاف له، “لكن أتعتقد ان لديك ما يلزم لإيقافي لو اردت فعل شئ ايها الطاعون الاحمر؟”
“لدي فرصة افضل من هولاك.” ابتسم ساكار قليلاً، اقحوانات العالم السفلي بدأت تنتشر من حوله
“ربما~” رد بايثور بلا اهتمام، عينه ما تزال على السفن القادمة، “اين الشخص صاحب اللهب الاخضر؟ كان يقاتل معك قبل قليل.”
“تركته في الجبل يقوم بدك مسامير الختم في قلوب الاحياء ممن تبقى من حراسك الامبراطوريين، و يسحب طاقة الحياة العالقة في الجو من اولائك الذين ماتوا بتأثير ذلك الرزاز الارجواني.” ضحك ساكار، “ألا تجد هذا غريباً؟ معظم جينرالاتك قُتلوا و تم استبدالهم مؤخراً، مارشالاتك كلهم دون استثناء قُتلوا، و الان كل نخبة المارشالات لحقوهم، بينما انت ساعدت في قتل 100 امبراطوري حارس هنا، و المخلوقات الروحية قتلت حوالي 40 اخرين… لو حسبنا ايضاً حراسك الامبراطوريين الذين ماتوا في صخرة السم، و اننا قتلنا قرابة الـ 2500 امبراطور قتالي من صفك منذ بدأ الحرب، ماذا بقي لديك؟ النخبة، قواعد الاساس و مراكز القوة كلهم لم يعد لهم وجود، انت تقريباً.. بمفردك.”
“…هل تحاول التأثير علي ذهنياً؟ لماذا لديك هذا الذكاء و طريقة تنسيق حوار؟ يفترض انكم همج لا تعرفوا شئ غير الإفتراس و التكاثر… فعلاً ملوك الطاعون الاحمر المتحورين خطر، لم يخطر في بالي لحظة ان كوكب في الحزام اليافع قد يحتوي على اثنان منكم.” بايثور نظر نحو ساكار للحظة، هو اصبح ثاني شخص في قائمة القتل بعد روبين بورتون مباشرةً، و بعدهم آمون!
بعدها عاد بايثور ليتابع المعركة مرة اخرى، “…رداً على سؤالك، ما بقي لي هو امبراطورية كوكبية من 12 كوكب، و آلاف السنين من الرخاء لأعيد بناء كل شئ. احفظ ألاعيبك لنفسك، الحرب قد انتهت، لن نحظى حتى بفرصة للقتال يا ملك الطاعون الاحمر.”
*سووش* *سووش* لم يمر بضع دقائق منذ اطلق بايثور النداء و بالفعل وصل حوالي عشرين سفينة، كل من فيهم يتصرفوا بجنون، يهاجموا العفاريت بدون الاهتمام بحياتهم، اعداد القتلى تراكمت لرقم مخيف
ساكار بدى مرتاحاً امام كلمات بايثور الواثقة، “لقد اقمت بضع اتصالات قبل المجئ، لن اسمح للحرب ان تنتهي قبل ان يقول المولى كلمته.”
*بززت* *بززت* عدة بوابات فضاء فورية فُتحت خلف جيش امبراطورية الثعبان العظيم، عدد كبير من العفاريت بدأ يندفع للخروج منها و إلتحموا معهم مباشرةً
“التعزيزات وصلت، اصمدوا!!” مساعدي امون صاحوا بسعادة عندما رأوا اخوانهم يحاصروا الاعداء من الخلف في مثل هذا التوقيت
“….” بايثور ألقى نظرة في ذلك الاتجاه قبل ان يعود للنظر نحو السفن مجدداً، “هؤلاء العفاريت المتبقين في المنطقة الجنوبية؟ هل تحسب انهم سيسعادوا في موقف كهذا؟”
*بززت* خمس بوابات اخرى فُتحت في اماكن متفرقة، هذه المرة كانوا السكان المحليين من يدفعوا منها… بشر، اقزام، نجميين و حتى انصاف بشر و عدد من عمالقة نيهاري، كلهم خرجوا رافعين اسلحتهم بسخط و غضب شديدين، كلهم يريدوا الانتقام من الهول الذي رأوه في العامين الماضيين
لكن *بوووم* شعورهم كان بلا فائدة، كل من يخرج لم يستطع اخذ اكثر من عشرة خطوات قبل ان يُقتل.
“حقاً الان؟” بايثور إلتفت نحو ساكار، “هل خطتك الكبيرة هى حرق كل درر الطاقة اللعينة في الكوكب قبل ان احصل عليه؟!”
“رجاءً لا تستخف بهم، انهم ما يزالوا اعداد محترمة، و الأعداد تتطلب وقت للقتل.” رفع ساكار كتفيه، بالطبع هو لم يعل عليهم ان يربحوا القتال حتى لو جاء بالمليارات كلها هنا
“هسس~” إلتفت بايثور نحو البوابات بإنزعاج مرة اخرى، قلبه يدمى و هو يرى كل تلك الدرر تُستهلك من اجل قتال عديم الفائدة، بعدها نظر في اتجاه معين، “لا بأس، سأتعامل مع الابن السابع لاحقاً، ستأكد من القضاء على روبين بورتون اولاً حتى تنتهي هذه المهزلة.”
ذلك الاتجاه كان الذي تم إلقاء روبين فيه قبل قليل، لابد انه ما يزال هناك
و بالفعل عندما إلتفت بايثور وجد عينان ذهبيتان تنظر نحوه من تحت الانقاض.
================
لدعم هذا العمل مادياً:
باي بال: paypal.me/eslam997
دفع فيزا مباشر موقع كوفي : https://ko-fi.com/teamoney
اي محفظة كاش مصر: 01020451397
بايير: P1017229514
بينانس أي دي : 39853995
إجمالي دعم هذا الشهر:185$.
سعر الفصل 5$
~~~~
لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء
~~~~~~~
الموقع القديم لمشاهدة الفصول القديمة:
novelxs.com/novel/lord-of-the-truth
~~~~~~
سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:
https://discord.gg/AxDFN6uVTE
======
فصول الشهر 60/16