“بحق.. الجحيم…” تمتم هولاك و هو يراقب اغرب مشهد رأته عيناه

*اوووومممنننـ*

الشمس الارجوانية كانت تقريباً بنفس حجم رأس بايثور في تحوله كثعبان، ضخمة لكن ليس كثيراً. ككرة مثالية من اللهب الارجواني الداكن حولت المدينة بالكامل لنفس لونها الكئيب، لكنها لا تشع حرارة بل هالة قامعة مدمرة للحواس، هولاك كان يقف بعيداً عنها و مع ذلك شعر انه يريد الهرب لمسافة ابعد اكثر.

و مع ذلك، كل ما يصدر من ذلك النجم كان مجرد هالة، مجرد شعور سئ… الخطر الاكبر، و الحدث الاكثر غرابة كان يجري اسفلها

*شششيييـــ*

بايثور في هذه اللحظة كان يخوض تحولاً اخر.

لا يتحول لعملاق من نوعٍ ما او ثعبان اكبر، بل يبدو انه يتحول من الحالة الجامدة للسائلة!

بداية من القرون ثم البلورة فالرأس و الانياب، و حالياً وصل التحول لحتى البطن.. حراشف بايثور كانت تتلاشى كالرماد و يظهر من تحتها سائل هلامي ارجواني يمكن الرؤية من خلاله

“هسسس…” بايثور رفع رأسه الهلامية نحو السماء ينظر للشمس الارجوانية، و اغلق عينيه

*دروب* *دروب*

بضع نقاط من السائل افلتت من فمه المفتوح و نزلت نحو الارض *تسسسسـ* فوراً صنعوا بضع ثقوب و بدأ البخار يصعد بكثافة منهم، ذلك البخار و صوت الصهر لم يتوقف حتى لبعد دقيقة كاملة، عمق تلك الثقوب لم يعد قابل للحساب!

*ششششيييـ* تحول بايثور اجتاز جزعه و وصل للمنطقة التي تم تثبيت جسده فيها بالرمحين، فوراً الرماح بدأت تسبح داخل جسد بايثور، ثم تحولوا لبخار ثم اختفوا في غمضة عين.

“…؟!” هولاك اخذ خطوة للخلف، لقد استخدم تلك الرماح و يعرف قوتها، كما ان بايثور اطلق عليها نفَس التآكل قبل قليل و لم تتآثر إلا قليلاً، لكنها الان اختفت في لمح البصر، إلى أي مدى وصلت قوة التآكل لديه؟!

*شششيييـــ—* اخذ هولاك خطوة اخرى للخلف، لقد اكتمل تحول بايثور، جسده ما يزال محتفظ بنفس حجمه و شكله كثعبان ذو ثلاث قرون، لكنه اصبح هلامي شفاف بالكامل، هولاك حرفياً يمكنه الرؤية من خلاله، الارض من تحته تصدر صوت صرير و دخان كثيف لا تطيق تحملها فوقها، “…تسك، لا تحسب انك اصبحت منيع الان لأنك تقشرت كالبيضة النيئة!!”

*باام* بعدما صرخ هولاك ضرب قدميه في الارض و اندفع بقوة نحو بايثور رافعاً يده السليمة في وضعيه الكف، الوشم الذي يغطي جسده بالكامل بدأ يومض، و بعدما اقترب للمسافة التي يريدها، ضرب للأمام بكل قوته، “هييياااااااااا—!!”

*قعقعة* كف هولاك دمر الفضاء نفسه في تلك النقطة و جمع كل الهواء في المنطقة عند راحة يده كأنما احدث ثقب اسود صغير، ثم *بووووووووم* حاجز الصوت كُسر، كل الهواء الذي انضغط امام كف هولاك انطلق للأمام، فقط الهواء من ذلك الكف يمكن ازاحة مدن من مواقعها و تدمير جيوش، بلا شك هو الهجوم واسع المدى الاقوى في ترسانة هولاك!

“همم؟” انزل بايثور رأسه و فتح عيناه عندما شعر بالهول القادم، لكن الاوان قد فات

الهواء الناتج عن هجوم هولاك ارتطم بوجه بايثور الهلامي مباشرةً و *شووووشششـ* وجه بايثور و الجزء العلوي من جسده اختفى، تحول لمطر حمضى و تناثر على ما تبقى من المدينة خلفه!

“إبن المولى، احتمي!!” ساكار صرخ بقوة، كان هو اول من لاحظ كمية المطر الحمضى المتناثرة و الرياح المدمرة التي تتجه نحوه بفضل حسه الروحي المُفعل دائماً

*سووش* *سووش* اقحوانات العالم السفلي كلها تركت مهمتها و تحولت كدرع امام ساكار

“…!!” ريتشارد لم يلاحظ ما يجري، كل شئ حدث في جزء من الثانية، لكنه وثق في الجينرال الاعلى لدى والده، مباشرةً بعد سماع الصيحة قام بتجميع لهب الحياة المتناثر حوله و شكل درع كثيف حول نفسه

*سووش* *سووش* *سووش* الرياح المدمرة التي تحمل المطر الحمضى جائت اخيراً وضربت الجميع كنهاية العالم، جزء كبير من اقحوانات ساكار تلاشت فوراً و البقية اصطدموا به كالمطارق و ارسلوه طائراً، اما ريتشارد فقبل ان يعرف ما يجري شعر بلهب الحياة و هو يحرق المطر الحمضي، لكن الرياح الناتجة من ضربة هولاك ارسلته كطائرة ورقية في منتصف عاصفة

*اضطراب* *اضطراب* منذ انطلاق الرياح من كف هولاك و اختفائها في الافق مر اجزاء من الثانية، الرياح تابعت التقدم حتى ارتطمت بجبل قريب من المدينة و دمرت نصفه بسهولة

*سووش* مر هولاك من تحت الشمس الارجوانية كالشهاب، ينظر للأسفل نحو ما بقي من *جثة* بايثور بضحكة تملئ فمه

“هاهاها هذا ما تجنيه من العبث مع الأقوى! انا هو الثعبان العظيم لكل ثعبان، انا هو البداية الحقيقية لكل حالم، انا الملك هولاك و لا احد غيري!!” صاح هولاك بقوة اثناء طيرانه بفخر لا نظير له، لا احد في محيط مئات الاميال فشل في الإستماع لتلك الكلمات شديدة الغطرسة

—-

*بام* ساكار و ريتشارد خرجوا من تحت ركام الصخور، ” ابن العاهرة، اؤكد لك انه فعلها عن قصد!!” صرخ ريتشارد بعين مليئة بالدماء و الكراهية

*كراك* الاقحوانات حول ساكار أزالت الاحجار من حوله و بدأت تنظف الاتربة من عليه، اما هو فوجه كان متجه صوب المدينة التي اضحت الان على بعد عشرات الاميال: “تلك القوة الجنونية… تفاهة ذلك الشخص تجعلني انسى من هو احياناً.”

ثم نظر حوله مشيراً، “على الاقل اعطانا بعض المساعدة.”

المئة و بضع حراس امبراطوريين و نخبة مارشالات كانوا جميعاً تحت الانقاض يتألموا بسبب اطراف ناقصة، بعضهم مات مباشرةً.

زرار الحمض الارجواني ذاك كان قوي جداً، اقوى من تحتمله اجساد الحراس، دماء دورغر التي تجري في اجسادهم لم تشفع لهم عند التعرض لهذا القدر من قانون التآكل السماوي!!

“من يهتم بقوته؟ هل تعتقد انه قصد المساعدة؟ هل سمعت ما يقول عن ابي؟” ريتشارد بدأ يوجه قوته نحو قدمه، يريد ان ندفع نحو المدينة، “سأحطم رأسه اليوم!”

لقد انهار جبل كامل فوق رؤوسهم لأن الرياح المدمرة حملتهم في طريقها، اقحوانات العالم السفلي حاوطت ساكار و طاقة الحياة الكثيفة شكلت غطاء كثيف حول ريتشارد حمتهم من اي ضرر كبير و لم يلمسهم رزاز الحمض الارجواني، و مع ذلك الاثنان تعرضا لبضع كسور!

“انتظر!” ساكار قبض على معصم ريتشارد، ثم اشار تحته، “انظر…”

رزاز الحمض الارجواني في جميع انحاء الجبل بدأ يتحدرج ببطئ نحو المدينة، سرعته تزيد شيئاً فشيئاً.

من Zeus

-+=