تطَلع ساكار و قيصر في وجه القادم الجديد، ريتشارد.

الفتى كان ما يزال شعره يشتعل باللهب الاخضر الكثيف، يعتلي وجهه ابتسامة كبيرة من الاذن للاذن و كأنه يقصد عرض اسنانه المرصوصة كالؤلؤ، و عينا مفتوحتان على اخرها بالتأكيد مستعد للمساعدة كما عرض، لكن *بششتــ* *بششتــ*

“…” الاوردة و العروق في ذراعه و عروقه كانت ممزقة بدرجات متفاوتة، الاثنان يمكنهما و بالعين المجردة رؤية دمه يتصفى امامهم!

“..ريتشارد، هل انت بخير؟” قيصر طاف للأمام قليلاً

“بالطبع انا بخير، لماذا قد تسأل؟” ضحك ريتشارد بصوت عالٍ، ثم بسهولة مرر حسه الروحي في خاتم الفضاء و اظهر شئ في يده، “انظر هنا!”

“هذا؟” ساكار و قيصر عقدا حاجبيها بسرعة، ذلك الشئ كان الهرم الازرق الداكن، طالما هو في يد ريتشارد فهذا يعني، “ماذا حل بالمارشالين زانوكس و لاكروس؟”

“هاها قتلتها بالطبع، كانا جيدين في الاختباء، لكن إلى متى يمكنهما الاختباء مني؟ هاهاها.” *ببششتـــ* اثناء ضحكة انفجرة عدة اوعية دموية في رقبته و الدم قفز في وجه قيصر مباشرةً.

“…” قيصر مسح وجهه ببطئ و نظر في عينا ريتشارد بخوف

لقد رأى ألم مُغلف بالحماسة، و ضعف مُغلف بعدم امكانية التوقف… ريتشارد كان يحاول تخبئة مقدار الضغط الذي يمر به جسده عبر التظاهر بأن لا شئ يحدث! …هذا او انه قد جُن حقاً.

تقدم قيصر و ربت على كتف ريتشارد، “…اخي الصغير، لا اعتقد انك في حالة تسمح لك بالـ–”

“توقف عن القلق الزائد، نحن في حرب.” ساكار تدخل بسرعة ثم اشار نحو الجانب الايمن، “ابن المولى، سأعتمد عليك في الدفاع عني من هذه الناحية، اقحواناتي الخمسة سيتكفلوا بالمهمة الهجومية.”

“مفهوم!” انطلق ريتشارد لتلك النقطة سريعاً و فوراً وجد لنفسه خصم و قبض رقبته بكلتا يديه، “هياااااا!!!”

“…الولد ليس بخير، لعلك لاحظت، لماذا ارسلته للقتال مجدداً؟” قيصر تكلم بضعف و هو يراقب ريتشارد

“حالته افضل مني و منك!” ساكار ضحك بسخرية

هو جسده ملئ بالإصابات الجنونية و ذراعه يكاد يسقط، بينما قيصر يبدو كجثة متحركة، لكن لديه وقت ليقلق على ريتشارد لأن يفقد بضع ليترات من الدم!!

———–

*خطوة* *زلزلة*

“اطلقوا! اطلقوا عليه بكل ما لديكم!!” احد الجينرالات من جيش امبراطورية الثعبان العظيم صاح بقوة

*بااام* *بااام* *بااام*

عشرات الآلاف من جنود امبراطورية الثعبان العظيم اطلقوا على اكبر و اسهل هدف رأوه في حياتهم.

*بوووووووووووم*

جسد امون الضخم اشتعل و انفجر و تجمد و تآكل، و كل هذا في لحظة واحدة، مهما كان المرء قوياً، تلقي ما يقارب المئة الف هجوم في نفس الوقت لن يكون شعور جيد
“….اوووووه!!” صرخ آمون من شدة الآلم و تراجع للخلف *خطوة* *خطوة* *زلزلة* لكنه تمكن من موازنة نفسه قبل ان يسقط

“إحموا المبجل الشيطاني العظيم عااا!!!” جيش العفاريت شعر بالخزي انهم سمحوا لهجوم ضخم كهذا بالحدوث و بالدفع اكثر، لكن فارق العدد بينهم و بين جيش امبراطورية الثعبان العظيم كان كبير جداً و لم يتمكنوا من الوصول لأولائك الواقفين في الخلف.

“……!!!” فتح العملاق آمون فمه و اطلق صرخة منخفض التردد لم يسمعها احد، لكن الهواء من حولهم اهتز بسببها و قلوبهم انتفضت

جسده انفجر بالدماء من جميع الثغرات المفتوحة، ذلك الدم بدا يطفئ النار و يلغي مفعول الهجوم قبل ان يجد طريقه لدخول جسده مجدداً، بعدها و بصعوبة، رفع ساقه مجدداً و بدأ يتقدم.

“استعدوا للموجة الثانية…” الجينرال رفع يده مجدداً ثم اخذ نظرة فاحصة حوله ليتأكد ان كل شئ في مكانه، ثم انزلها بقوة “إطلا—!”

*فووووو*

*روووااااااوور*

في هذه اللحظة جاء عدد من المخلوقات الروحية، تحديداً 7 وحوش فضية، و هاجموا الجانب الايمن من الجيش، دُمروا تشكيلة كتيبة في لمح البصر و فرقوا الجنود، “سحقاً، ما الذي يفعله الامير السابع و السبعون؟!” صرخ الجينرال بصوت عالٍ”

لحظات التردد تلك كانت كافية ان يأخذ امون خطوتين اضافيتين و: “…..اووووههـ….!!!” انزل يده الضخمة من السماء كأنها نيزك!

“اوه لا….” ذلك الجينرال رفع رأسه، لكنه لم ير السماء.

*بووووووووووم*

——————

“…هذا ليس عدلاً!” اشار بايثور نحو المخلوق الروحي، الذي كان ابنه ذات يوم، “انت تستخدم فلذة كبدي ضدي؟!”

*كراك* *كراك* روبين ركل الحطام المتراكم عليه و قام ينفض نفسه، جبهته كانت تنزف بعد الرأسيتين من بايثور، لكن فيما عدى ذلك بدى بخير،”فلذة كبدك، هاه؟ ما اسمه؟”

تردد بايثور للحظة، “…موشيلا–”

“اسمه سيث، توقف عن احراج نفسك.” لوح روبين، غاضباً قليلاً من اجل سيث الذي عرف عنه القليل بعد تحطيم روحه المبدئية و امتصاصها!

“أ–!!” بايثور رفع اصبعه و كاد ان يدافع عن نفسه، لكنه لوح و نظر بعيداً، “أتعلم ماذا؟ لا يهم.”

نظرة سريعة فاحصة كانت كفيلة بإعطاء بايثور فكرة عن حالة المعارك الحالية، خاصةً اولائك الثلاثة الذين يقاتلون الان جنباً إلى جنب…

فمد حسه الروحي بسرعة و ما وجده ضربهَ كالصاعقة، “مارشالاتي الاربعة كلهم ماتوا؟!”

“كان عليك ان تخاف عليهم قليلاً بعدما علمت القوانين التي يستعملها ابنائي.” رفع روبين كتفيه قليلاً، خلال تبادلات الكلام القصيرة كان يعالج نفسه و يوقف النزيف

“……..” بايثور امضي 5 ثوانٍ ينظر في اربع اتجاهات، نحو اشلاء اتباعه، من ضمنهم ثانيتين نحو رأس صاحبه المقرب سيليبوس التي تُستخدم الان كمسند يتكئ عليه هولاك.

بعدها بدأ يلتف ليراقب بقية ساحات المعارك، حيث ساكار و ريتشارد و قيصر يُنهوا المئات من حراسه و نخبة المارشالات واحد وراء الاخر، و حيث آمون يدعس جنوده و المخلوقات الروحية تحطن اي شئ تواجهها، رأى اسياد الحرب يدفعوا خصومهم للخلف و بدأوا بقتل بعضهم ثم اقتربوا رويداً رويداً من معركة اباطرة العفاريت ضد اباطرة الثعبان العظيم لأنها المعركة الوحيدة الخاسرة في الحرب، يريد اسياد الحرب تلقي بعض الضغط معهم.

امضى بايثور بضع ثوان يراقب ما يحدث، ثم تمتم: “…الصورة التي آراها الان، أكل هذا من تخطيطك؟ أكنت تدرك ان الامور ستصل لهذا الشكل؟”

“….” روبين القى نظرة ايضاً، و ابتسم، “الشئ الوحيد الذي سأنسبه لنفسي من كل هذا هو اني اخترت رجال جيدين.”

“فهمت…” اومئ بايثور، ثم مد يده في حقيبة الترحال و اخرج جهاز الارسال مجدداً، “الابن السابع، احضر الجيش الجنوبي كله و تعال في الحال، في الحال.”

================
لدعم هذا العمل مادياً:

باي بال: paypal.me/eslam997

دفع فيزا مباشر موقع كوفي : https://ko-fi.com/teamoney

اي محفظة كاش مصر: 01020451397

بايير: P1017229514

بينانس أي دي : 39853995

إجمالي دعم هذا الشهر:125$.

سعر الفصل 5$
~~~~

لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء

~~~~~~~

الموقع القديم لمشاهدة الفصول القديمة:

novelxs.com/novel/lord-of-the-truth
~~~~~~

سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:

https://discord.gg/AxDFN6uVTE
======
فصول الشهر 48/2

من Zeus

-+=