“بحق الجحيم..؟!” ذاك الجينرال صاح بقوة بعدما استدار مباشرةً، “أهذا عفريت؟”

“ماذا تقصد بـ هذا عفريت؟ نحن نقاتلهم منذ شهور، أينما نظرت ستجد واحداً.” احد الجينرالات الاخرين ضحك، ثم إستدار ليتابع السخرية من زميله قليلاً، “…؟!”

واحداً وراء الاخر بدأ بقية الجينرالات يلتفوا، ثم عدد من الاباطرة القتاليين المتفرغين، كل واحد منهم ينظر في ذلك الاتجاه، و يبدأ برفع رأسه ببطئ للأعلى، و كلما رفع رأسه اكثر فتح فمه اكثر.

في ذلك الاتجاه تحديداً كان يوجد عملاق قادم اتجاههم، لا، بل كان جبل متحرك له ساقين!

الشئ الذي جعل الجميع يتذكر مصطلح عفريت فور رؤيته هو اللون القرمزي الداكن الذي يغطيه، و القرنان العظيمان فوق رأسه، فيما عدى ذلك، فلم لكن لديه صلة بجنس العفاريت….

ذلك الشئ بلغ ارتفاعه 300 متر على الاقل، مخالبه الهائلة كان يبلغ طول الواحد فيهم عشرات الامتار، و انيابه المتراصة تصدر صريراً تقشعر له الابدان

ذلك الكائن لم يكن لديه طبقة جلدية تغطي عضلاته المتفجرة، جلده تمزق و تساقط على جميع انحاء جسده كأنها ملابس قديمة بالية، كما ان لديه ذيل سميك ضخم يجره وراءه يدمر الارض كلما تقدم، و رائحته تبدو كمئات الاف الجثث المتحللة.

*بفففـ* *بفففـ* حصلت انفجارات في عدة مناطق من جسد العملاق اثناء سيره و اندفع منها الدم بغزارة، لكن ذلك الدم التحكم فيه و عاد نحو الجسد مجدداً ليدخل من ثقب اخر، فـ بدى جسده و كأنه محاطات دائماً بهالات من الدم.

“..اوه لا، سيدوس عليهم!!” اخيراً احد الجينرالات المأخوذين بالمنظر لاحظ لأين يتقدم العفريت العملاق و اشار هناك، لكن الاوان قد فات

*بااااااااااااااااااااااام*

قدم العفريت العملاق التي يبلغ طولها عشرات الامطار نزلت على جنود امبراطورية الثعبان العظيم الذين يحاصروا جيش العفاريت، بتلك الوطئة الواحدة تمكن من مسح احد جوانب الحصار!

“ااه.. ااهههـ!!!”

“ماذا يحدث؟!”

“من اين ظهر ذلك الشئ؟”

ما حدث للتو ارعب جميع جنود الامبراطورية بطبيعة الحال، كل واحد من المتبقين بدأ يركض في اتجاه مختلف

بعدما كانوا مركزين كلياً في معركتهم ضد مئات الاف من جيش العفاريت، جُذب كل انتباهم نحو شئ واحد، عقولهم و قلوبهم رفضت الثبات في اماكنهم اكثر… ذلك الشئ يبدو و كأنه خارج من القصص الاسطورية عن الجحيم!

“كييييه!!”

حتى جيش العفاريت نفسهم خافوا من المنظر، بعضهم بدأ يركض بعيداً و البعض سقط على ركبته من الخوف، بعضهم بعضهم لاحظ الشبه بينهم و بين ذلك الكائن فسقط ساجداً و بدأ يُبجل ما يبدو كإله العفاريت القديم!

“ما الذي تفعلونه ايها الحمقى؟ انه الملك آمون، هاهاها انه الملك آموووون!!” في هذه اللحظة ظهر مُساعد آمون اخيراً ليفسر ما يجري، “قفوا على اقدامكم و اتبعوا الملك!”

“الملك؟”

“الملك امون!”

“هاهاها، الملك امون!!!”

ما يقارب الـ 200 الف عفريت صرخوا بعلو اصواتهم، جرعة من المعنويات دخلت اجسادهم جعلتهم يتناسوا اي اصابات، جعلتهم يتناسوا انهم كانوا على شفير الموت قبل دقيقة واحدة، يُعاملوا كمعاملة السمك داخل الحوض!

“الملك آمون حقق اختراقاً! اتبعوا الملك!!” حتى اباطرة العفاريت صرخوا حتى نفد الهواء من اجسادهم، ماذا لو كان كل واحد فيهم يقاتل اثنين من الاعداء؟ الملك امون في صفهم!!

بعد تحرير جيش العفاريت، آمون نظر للخلف، نحو النمل الذي يُهلل من اجله، “…..”

لم يسمع شيئاً…

رؤيته لم تكن افضل شئ ايضاً، بالكاد يمكنه رؤية ظلال

من اجل ان يصل لهذا الحجم قد اجبر الدماء على التغلغل في جميع انحاء جسده، اجبرها على دخول اعضاءه الداخلية و اجبرها على التمدد حتى انفجرت ثم عالجها، اجبرها على التغلغل لداخل النخاع حتى تشقق العظم و تحطم و بعدها استخدم الدم ليقوم بلِحامه، اظافره، لسانه، اعضاءه التناسلية، كل شئ انفجرت و اُعيد صنعه عدة مرات في عذاب لا يمكن لأحد تخيله

آمون الان يمكن تشبيهه بشخص قضى عدة ايام في جحيم جليدي بلا ملابس ولا طعام، يشعر بألم شديد، يشعر ان اطرافه على وشك السقوط ولا يمكنه السيطرة على جميع انحاء جسده كما ينبغي، بالكاد يحافظ على وعيه بسبب غريزة بداخله تدفعه للتقدم.

ااهـ… الألم.. الألم شديد جداً…

ما الذي كنت احاول فعله؟

…اجل، تدمير اعداء المولى

*هـــديــــــــــــــــــر*

“اررغغغ!!”

صرخة آمون المدوية خرجت بعمق شديد و قوة مهولة، الجميع رآه يفتح فمه و رأوا الفضاء يتموج بقوة امامه لكن لم يسمع احدهم صوت معين، لكن سرعان ما شعروا بعقولهم تضطرب، بعض جنود امبراطورية الثعبان العظيم و حتى العفاريت إنهاروا على الارض يمسكون بأذانهم الدامية، و الاضعف من بينهم سقطوا بنزيف داخلي!

*باااااام* *زلزلة*

مجدداً، بدأ امون بالتحرك، هذه المرة نحو المدينة مباشرةً

“إتبعوا الملك!”

“إتبعوا الملك!!!!”

جيش العفاريت اصيب بالسعار، بدون تشكيلات و بدون احتياطيات، كلهم ركضوا نحو المدينة كالمجانين، يُطاردوا الجنود الذي كانوا يحاصرونهم قبل قليل

“هذا سئ!!” احد جينرالات امبراطورية الثعبان العظيم اخذ خطوة للوراء

“ملك العفاريت امون؟ من منكم كان يفترض به قتله؟!” واحد اخر صرخ غاضباً

رداً على ذلك السؤال ضغط جينرال اخر يده بقوة، “هل تلومنا الان؟ لقد جئنا مسرعين بسبب هجوم لمخلوقات الروحية، لولا عودتنا لتدمرت الكتيبة الثانية بالكامل!”

“لماذا تبالغون جميعاً؟ لقد قاتلته و اعرف حدوده، ماذا لو تضخم قليلاً؟ انه غالباً مجرد حجم على الفاضي، يمكنني اسقاطه بسهولة!”

“…أيمكن لأحدكم الشعور بمدى قوة ذلك المخلوق؟!” احد الجينرالات تمتم و هو يتعرق، “تلك الهالة… لقد شعرت بها في شخص واحد من قبل.”

“….”

اكبر الجينرالات الموجودين عمراً و اصفاهم ذهناً نظر نحو المدينة بسرعة و نادى بعِلو صوته، “إلى جميع الوحدات، هنالك عدو قادم من الخلف، اوقفوا التقدم و استعدوا للإشتباك!”

================
لدعم هذا العمل مادياً:

باي بال: paypal.me/eslam997

دفع فيزا مباشر موقع كوفي : https://ko-fi.com/teamoney

اي محفظة كاش مصر: 01020451397

بايير: P1017229514

بينانس أي دي : 39853995

إجمالي دعم هذا الشهر:475$.

سعر الفصل 5$
~~~~

لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء

~~~~~~~

الموقع القديم لمشاهدة الفصول القديمة:

novelxs.com/novel/lord-of-the-truth
~~~~~~

سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:

https://discord.gg/AxDFN6uVTE
======
فصول الشهر 95/73

من Zeus

-+=