*خطوة* *كلك* *خطوة*

تقدم شخص بين التراب و الدخان، خطوات ضعيفة غير ثابتة، يستند على ما يبدو كعصا او رمح، “هوو.. هووو..” انفاسه العالية المتقطعة و صوت الخطوات المترحنة الضعيفة و ظهره المحني كانت دليلاً عن انه عجوز طاعن في السن، لكنه تابع التقدم و كأن حياته تعتمد على ذلك.

*خطوة* *…صمت*

ذلك العجوز توقف اخيراً، اخيراً وجد ضالته، شخص يجلس امامه فوق حطام احد المباني.

بكل ما اوتي من قوة، فتح ذلك الشخص شفتيه، و تمتم بصوت منخفض غير مفهوم، “…أعدها… لي.”

“……”

*قطرة* *قطرة*

قطرات الدم المتساقطة من اصابع الشخص الجالس كانت الشئ الوحيد الذي رد عليه… سانداً ظهره على حطام، فارداً قدميه امامه بلا قوة فيهم، و كفاه مُستسلمتان فوق فخذيه يواجهان السماء.

جلده كان شاحب كالشبح، خيط الدماء الذي ينزل من شعره مروراً بعيناه و شفتاه بدى و كأنه يتحرك على ثلج، و الاهم… عينا ذلك الشخص كانت بيضاء، فارغة من أي حياة
*صمت..* لا صوت لدقات قلب، لا صوت انفاس، هذه كانت جثة بلا ريب، و من مظهرها المرعب، واضح ان صاحبها يبدو انه مات منذ مئات السنين.

لكن ذلك العجوز المُتعكز لم يستسلم، “اعدها.. لي..”

*تحرك* إصبع الشخص المستند على الجدار تحرك، بصعوبة شديدة رفعت الجثة رأسها و تلفتت حولها، ثم بصوت عميق بدى و كأنه قادم من باطن الارض فتحت الجثة فمها، “هممم؟ الحزام الكوكبي اليافع؟” ثم رفع يده المُثلجة و بدأ يقلبها يميناً و يسارا، “انسان؟ ياللمفاجأة، لم يجرؤ احدهم من زمن.”

وجه العجوز لم يكن ظاهر من وراء الغبار الكثير، لكن من البصاق الذي بدأ يخرج لا اراديا من فمه كان يمكن توقع مدى غضبه من التجاهل، إستجمع كل ما لديه من قوة و صاح على الجثة: “أعدها.. لـــي..!!”

“اوه؟” الجثة نظرت للعجوز بإهتمام، و نطق الشخص بنفس الصوت العميق، “أعد لك ماذا، ايها الفاني؟”

*خطوة* *كلاك* *خطوة*

اخذ العجوز بضع خطوات اخرى بصعوبة حتى كاد يسقط، لكنه تمكن من المتابعة حتى ظهر كلياً، “أعد لي.. قوة حياتي التي سرقتها!!”

اسنانه سقطت، التجاعيد جعلت ملامحه غير قابلة للتعريف و صوته تغير، لكن على الاقل درعه ما يزال يشير لهويته… ذلك الشخص كان المارشال سيربال!

*ووش* الجثة لوحت بقوة فتطيار الغبار من المكان كلياً، مظهرة وجه يشبه قيصر، لكنه لم يكن قيصر. تلك العين شديدة البياض، تلك الإبتسامة التي تخترق الأرواح و تلك التعابير التي تنظر نحو المارشال بنهم، لم تكن لقيصر.

“…” قيصر نظر للمارشال من الاعلى للأسفل، ثم تحولت إبتسامته الباردة لضحكة تخترق العظام، “هاها مثير للإهتمام… هاهاهاهاااا!”

“إييك!!” المارشال العجوز فقد سمعه قليلاً، لكن حتى هو شعر بقلبه يتوقف للحظة.

بعد الانتهاء من الضحك نظر قيصر بعيناه البيضاوان لروح المارشال العجوز مباشرةً، صوته المتحجر خرج مجدداً: “انا في مزاج جيد اليوم، سأسئلك سؤال ايها الفاني، لو اجبتني، سأعطيك فرصة جديدة!” ثم رفع قيصر حاجبيه مستهزأً و حنى جسده للأمام بقليلاً عيداً عن الجدار، “…ما اسمي؟”

“….” الاستهزاء واضح، و التلاعب واضح، لكن المارشال العجوز شعر انه يجب ان يجيب، “انت.. جينرال قيصر.. ابن روبين بورتون.. امير امبراطورية البداية الحقيقي…”

“خاطئ!” هز قيصر ابيض العينين رأسه ببطئ، “ماذا لو ساعدتك قليلاً؟ سأعطيك وصفي و انت خمن.”

“…..” اومئ المارشال العجوز رأسه بصعوبة متعلقاً بالخيط الاخير، عيناه لم تعد ترى إلا ظلال.

قيصر امال رأسه للجانب قليلاً، هالة سوداوية بشعة أحاطته، الابتسامة الباردة مُسحت و تعابيره تحولت لكِبر و كراهية و استخفاف، ثم فتح فاهه، صوته المزلزل ضرب في آذان المارشال الضعيفة رغماً عنه، مُسمعة اياه لعنته الاخيرة:
“أنا الظل الذي لا يزول.”
“أنا السكون الذي يبتلع الصرخات.”
“أنا اللحظة التي ينكسر فيها الزمن.”
“أنا الإجابة على السؤال الأخير.”
“أنا الطريق الذي لا عودة منه.”
“أنا الحقيقة التي تنكرها الأنفس.”
“أنا النهاية التي لا مهرب منها.”

ثم عادت الابتسامة الباردة لوجهه، “…الان اخبرني، من اكون؟”

“أ- انت… انت المـ….” المارشال فتح عيناه العجوزتين على اخرها، اراد ان يتفوه بالاجابة، ليس من اجل ان يعيش بل من شدة الصدمة و الرعب، لكن “أ—!!”

قبض على قلبه و سقط، بعينان مفتوحتان و لعاب يسيل، لفظ المارشال اخبر انفاسه.

“هي هي هي.” قيصر قهقه بخفة و هو يرى المنظر الجميل، ثم بدأ يتلفت حوله مجدداً، مراقباً ساحات المعارك الاخرى، نظر للمذابح التي تجري و الأنفس التي تُزهق كأنها لعبة بين اطفال، “…همم ما يزال مبكراً جداً، اراك لاحقاً، يا قيصر.. روبين.. بورتون~”

*با-دوم*

“هااااااا!!!” البؤبؤ الاسود في عينا قيصر عاد، امسك قلبه بيده اليمنى بسرعة و بدأ يلهث من اجل الهواء، “هاا.. هاا.. ماذا حدث؟ هاا.. ماذا حدث؟!”

اخر يتذكره كان اقتحام جيش امبراطورية الثعبان العظيم للمدينة، لذا بسرعة استخدام نسبة 10% من قانون الموت لينهي المعركة ضد المارشال سيربال بسرعة و يذهب للمساعدة، بعدها الدنيا اسودت في عينه!

ثم وقعت عيناه على الشخص الملقى امامه، “هاا.. هاا.. الوغد قد مات حقاً.. هاها..” وضع قيصر يده على جبهته، اخيراً تلك المعركة المعركة المرهقة انتهت، رهانه قد أنتج حسناً!!

“هممم؟” اثناء إلقاء وجهه للأعلى لاحظ المعركة في السماء، ساكار كان يتلقى الهجمات يميناً و يساراً، حالته كانت تسوء بسرعة، “…يبدو اني لن اتمكن من إلتقاط انفاسي اليوم.”

================
لدعم هذا العمل مادياً:

باي بال: paypal.me/eslam997

دفع فيزا مباشر موقع كوفي : https://ko-fi.com/teamoney

اي محفظة كاش مصر: 01020451397

بايير: P1017229514

بينانس أي دي : 39853995

إجمالي دعم هذا الشهر:475$.

سعر الفصل 5$
~~~~

لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء

~~~~~~~

الموقع القديم لمشاهدة الفصول القديمة:

novelxs.com/novel/lord-of-the-truth
~~~~~~

سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:

https://discord.gg/AxDFN6uVTE
======
فصول الشهر 95/66

من Zeus

-+=