روبين ألقى رأسه للخلف قليلاً، تعلو وجه تعابير تنم عن الدهشة، لقد سأل بايثور ذلك السؤال كنوع من الإهانة، لم يتوقع انه سيأخذ بشكل فعلي
“تريد مني تقنية قانون مدمج يكون قانون التآكل الثانوي جزء منها؟ هل تدرك ما قيمتها؟” ضحك روبين، مكرراً كلمات بايثور نفسها، “لا بأس، سأكون مسئولاً عن كلماتي… يمكنني اعطائك مثل هذه التقنية، لكن على شرط، تُفكك امبراطورية الثعبان العظيم و تتبعني بولاء تام لعشرة آلاف عام اولاً، بعدها سأعطيك التقنية و ستكون تلك التقنية لك وحدك يُحرم على تمريرها لأحد.”
“…..” بايثور ظل يحدق في عينا روبين لبضع ثوانٍ اخر، قبل يعود يريد ظهره على العرش، و يتنهد، “لا بأس، سأحتفظ بما لدي.”
“هاها لماذا، ألم تكن تنوي بيع كواكبك قبل قليل؟” ضحك روبين بصوت عالٍ، كان جواب متوقع، لكن وجهه تحول للجدية قليلاً، “في الحقيقة انت اعطيتني فكرة جيدة، لما لا تتبعني؟ ستكون احد جينرالاتي العظام، معاً يمكننا غزو الحزام الكوكبي اليافع كله و الدخول بقوة على الحزام الكوكبي المتوسط في الوقت المناسب، لماذا تقاتلني هنا؟ عندما نتحدث عن كل تلك الاشياء العظيمة ثم تعود و ترى مكاسب هذه الحرب، هل تر شيئاً ذا فائدة؟ بالنسبة لسيدك الاعلى او اياً يكن، سنفكر في شئ.”
“…روبين بورتون، إتضح انك بذرة مختار حقيقة عظيم، انا قد اكون متغطرس بعض الشئ، لكني اعرف على الاقل ان لديك وعي و ذكاء قد يفوقني، لذا أجبني انت على المثال الفاني…” اشار بايثور نحو غريمه ببطئ، “…لو كنت مالك مطعم كبير، وضعت عرقك و دمك فيه لعشرات السنين تُكبره و تشهره، اصبح المطعم جزء من شخصيتك، شغفك الوحيد و هدفك المستقبلي! …ثم ذات يوم فتح امامك مباشرةً مطعم صغير جديد، صاحب ذاك المطعم لديه وصفات سرية عبقرية جعلت مطعمه يشتهر بسرعة، الجميع توقع لذلك المطعم ان يكون الاشهر في البلاد كلها خلال بضع سنين قليلة!”
عند هذه النقطة حدق بايثور في عينا روبين مباشرة، “ماذا ستفعل انت يا مالك المطعم القديم في هذا السيناريو؟ هل ستغلق المطعم و تذهب للعمل كنادل في المطعم الجديدة؟”
ابتسامة خفيفة ظهرت على وجه روبين، لقد فهم بايثور مباشرةً، “…كلا، يستحيل ان اترك مطعمي لأعمل نادل لدى احد.”
بايثور اعلن انه ينوي الموت قبل الإستسلام.
“جيد انك تفهم.” اومئ بايثور ثم بدأ يمسح ساحات القتل بعينه، “ربما كان يمكن للمطعمين التعايش، ربما المطعم القديم كان يمكنه البقاء في حاله و يرضى بما لديه، لكن للأسف، قُدر لأصحاب المطعمين ان تقع بينهم مشاكل، الان يجب على احدهم ان يغلق للأبد، و يموت بحصرته.”
“الجيد في الامر، انه على ما يبدو ان الميت لن يكون انا هيهي.” ثم عاد بايثور للنظر نحو روبين مبتسماً، “لقد اخطأت يا روبين بورتون، اخطأت عندما وزعت جيشك على كواكبي الثمانية و تركتهم للتهلكة بدلاً من الحفاظ عليهم، اخطأت عندما سمعت عرض التفاوض ولم تسحبهم خشية ان تفقد الكواكب، من اجل ربح قليل و تأثير نفسي ضدي، من اجل غطرسة فارغة و ارضاء لنفسك، ظننت انه يمكنك الخروج من هنا حياً بدون قواتك الكاملة… ربما مختاري الحقيقة ليسوا بهذا الذكاء في النهاية.”
ابتسم روبين بهدوء، واضح انه لم يعتبره ما سمعه اهانة، “هل تعلم ان لدي عدة بوابات مخفية في المنطقة الجنوبية؟ واحدة منهم استخدمها ساكار ليأتي لصخرة السم يجتمع بي، قبل ان نأتي كلنا إلى هنا، و ما يزال هنالك بوابات اخرى لم يتم تفعيلها.”
“…ما دخلي بهذه المعلومة؟ عقد بايثور حاجبيه
“مجرد ذكر حقائق.” رفع روبين كتفيه قليلاً، “ما يزال لديك تواصل مع روكي على ما اظن، لما لا تسألها عن وضع جيشي هناك؟ ادخل نطاقك الروح و دعها تريد بعينك، لك وعد مني ان لا ألمسك حتى تعاود الظهور.”
“..؟” عقد بايثور حاجبيه قليلاً، لكن فضوله دفعه ليسألها فعلاً…
روبين ضحك عندما وعي بايثور اختفى فعلاً، ذلك الشخص يثق بـ وعد من خصم تقاتل معه على ملكية كواكب، هل يجب ان يشعر بالاطراء؟ ثم إلتف قليلاً ليلقي نظرة على ساحات المعارك المفتوحة
مر بالضبط ساعة و عشر دقائق منذ أمر روبين ابنه ريتشارد بالتحرك ليجلب له الهرم، كل المعارك اشرفت على نهايتها بحلول الان، لن يمر الكثير قبل ان يبدأ المنتصرين بالظهور واحداً تلو الاخر.
“لا.. هذا مستحيل!!” تمتمات بايثور لم تتأخر كثيراً
عندما طلب من روكي ان يرى حالة جيش امبراطورية البداية الحقيقية المتبقي في كوكبه الان توقع ان يجد جيش متناثر، في بقعة يوجد بضع مئات منهم يحاولوا الوصول لكل بقاع الكوكب، ربما يجد جبل من الجثث بسبب مطر السم الذي أمر به، او حتى يراهم يحتموا بالقلاع حتى لا يُصابوا
لكن ما رآه كان الساحة العسكرية الواسعة لقصره الامبراطوري، هناك كان يرقد مئات الاف من الجنود يتثامرون و يقوموا بالشواء و التضاحك، رأى حوالي مئة الف مطية بريي و مثلهم مطية جوية، يتحركوا في ارجاء القصر الامبراطور كأنه الاسطبل الجديد الخاص بهم
رأى المئات من الاشخاص المتجمعين بفخر و ررُقي في مكان خاص، واضح ان هؤلاء هم الأباطرة القتاليين، رآى ثلاث عمالقة ترينت من الاساطير يجلسون وجهاً لوجه يشكلون شكلاً كالجبل يتحدثون مع بعض
و اخيراً رأى العديد من الكتائب الخاصة، يجلسون معاً بصفوف منسقة و ترتيب منضبط مع انهم في وضع استرخاء، دروعهم عليها نقوش مُتقطعة فردياً لكنها مُتكاملة مع الجنود الباقيين، لقد كانوا مصفوفات اسياد الحرب، حوالي عشرين منهم!!
“روبين بورتون!!” صاح بايثور بغضب، “ما الذي يجب ان افهمه من هذا؟!”
لقد فهم الان لماذا تكلم روبين عن وجود بوابات اخرى في المنطقة الجنوبية، لو جاء ذلك الجيش سيُلغى أي خطر من معركة الجيش الرئيسي الحالية، لكن ذلك ليس ما اغضبه..
المثير للغضب ان ذلك الجيش متراخي كلياً، على الرغم من توفر بوابات المنطقة الجنوبية كما قال روبين و توفر البوابة الفورية، لم يتم اخبارهم مطلقاً انهم قد ينضموا لمعركة اليوم، روبين بورتون لم يضع في حسبانه انه قد يحتاجهم!
“لا داعي للفزع، لن يتم استدعاء ذلك الجيش،” روبين تكلم بهدوء و ينظر بعيداً، “انا لا احتاجهم.”
================
لدعم هذا العمل مادياً:
باي بال: paypal.me/eslam997
دفع فيزا مباشر موقع كوفي : https://ko-fi.com/teamoney
اي محفظة كاش مصر: 01020451397
بايير: P1017229514
بينانس أي دي : 39853995
إجمالي دعم هذا الشهر:475$.
سعر الفصل 5$
~~~~
لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء
~~~~~~~
الموقع القديم لمشاهدة الفصول القديمة:
novelxs.com/novel/lord-of-the-truth
~~~~~~
سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:
https://discord.gg/AxDFN6uVTE
======
فصول الشهر 95/60