“…انتظر، لا تقتل جابا!!!” صيحة ساكار الخشنة جائت بسرعة و بقوة، خاشياً ان يفتح المولى شق الفضاء و يقفز فيه قبل ان ينهي كلامه

“….؟” و قد اثبتت صيحته انها فعالة، الجميع حوله سمع تلك الصيحة و ثبتوا في اماكنهم للحظة قبل ان يتابعوا معاركهم الخاصة، حتى هدف روبين نفسه ثبت في مكانه و نظر للخلف بعينان يملأهما الخوف و عدم التصديق، ثم تابع الطيران بعيداً بسرعة.

اما روبين فتسمر في مكانه و إلتفت نحو ساكار ببطئ، عيناه مفتوحتان على اخرهما، “انت، من بين الجميع؟ هل نسيت ما حصل لمورين و لنصف جيشك؟ أم تعتقد اني ضعيف و لا استطيع فعلها بنفسي؟…اعطني سبب، لو كان شئ تافه مثل: *لا تفعلها، لأني اريد ان اقتله بنفسي* فإستعد للعواقب.” عندما وصل لنهاية جُملته تعابير الغضب وجدت طريقها لوجهه.

فإستعد للعواقب… حتى ساكار صُدم عندما سمع تلك الكلمات!

هذه كانت اول مرة يهدد فيها روبين احد كبار الشخصيات في امبراطوريته بأنه سيعاقبه، فأياً كانت الطريقة. قيصر، ريتشارد، ساكار و حتى الجينرالات العاديين في العادة يكون لديهم تصاريح للخطأ بدون عواقب، فـ روبين لا يريد ان يشعر جميع من حوله انه يترصد لهم الاخطاء ليعاقبهم، و بالتالي يحد من تفكيرهم و قدرتهم على حل المشاكل بمفردهم.

لكنه كان يقصد كلماته اليوم بالتأكيد. في يوم هجوم الظل طلب ساكار ان يقتل جابا على كل ما فعله، خصوصاً انه سلم مصفوفات الانتقال الفوري لجيش امبراطورية الثعبان العظيم، لكن روبين رفض و اخبره انه يحتاج دليل شافي على خيانته، و ان حصل عليه فسيقتله بنفسه، و اليوم حصل على دليله الشافي.

طريقة كلام جابا لم تكن لشخص يُمثل او يدبر لشئ، بل شخص يعرف جيداً ما يفعله، و طالما هو يعرف ما يفعله فلا داعٍ للرد على شبهاته و مُصالحته، انه شخص راشد تخطى عمره القرن، طالما اختار طريقه يجب ان يعرف نهايته.

روبين اخذ القرار في اللحظة التي ذكر فيها جابا زوجته، نظرته نحوه تحولت من تلميذ ضال إلى شخص ميت. نظرة الشفقة و عدم الفهم التي كان ينظرها نحوه تحولت للبرود، لقد عقد العزم بقتله حينها، قتل الشخص الذي كان يعتبره اكثر يفهمه، اقرب له من ابناءه!

لذا ان خرج ساكار الان يوقفه لأنه يريد ان يقتل جابا نفسه او شئ كهذا، سيكون اهانة لعزم روبين، سيكون سبب اكثر من كافٍ لمعاقبته.

تنهد ساكار مرتاحاً عندما لاحظ توقف روبين و إلتفاته نحوه، عند هذه النقطة لم يعد عليه ان يصرخ عليه مجدداً، لكنه مايزال خشي ان يفقد صبره و يتابع ما اقدم عليه، فأخرج بسرعة خاتم الصوت من الحقيبة الجلدية الزرقاء و مرر حسه الروحي من خلاله، (“لقد اتفقنا، جابا لك، و انا ادرك ان المولى ان قال شيئاً فعله. لكن هل يمكنك تأجيل قتله قليلاً بعد؟”)

“لماذا؟” عقد روبين حاجبيه قليلاً و ارخى مسكته للرمح، كلمات ساكار هدأته قليلاً.

(“كلمات جابا… ان لم اكن مخطئ فقد احتوي كلامه معك على عدة تلميحات.”) رد ساكار بهدوء، انه حرفياً في قلب المعمعة لكنه لم يبدو مهتم كثيراً بما يجري من حوله
المخلوق الروحي هوفنهايم خرج بشكل كامل من نطاق الروح و اشتبك مع عدد من الاباطرة، بالطبع هو لا يملك ما يكفي من قوة لهزمهم لذا اكتفى بإستخدام افرعه بالضخمة للتلويح في الارجاء و دفعهم بعيداً، مهمته كانت جذب عدد منهم فقط بعيداً عن ساكار و ابقائهم منشغلين في التصويب عليه

اما ساكار نفسه فقد تدمر عدد كبير من اقحوانات العالم السفلي لديه، ربما تحطيمهم بالاسلحة لم ينفع لأنه يعاد تشكيلهم إلى اقحوانات، لذا بدأ اخصامه يستخدموا قانون التآكل الثانوي لتحويل الاقحوانات إلى غبار واحدة وراء الاخرى، الامر الان اشبه بسباق ليروا ان كانت ستنفد الاقحوانات اولاً ام ستحترق دمائهم كلها قبل ذلك!

(“… عن اي تلميحات تتحدث؟”) هذه المرة رد روبين من خلال خاتم الصوت ايضاً، سيكذب ان قال انه لم يستنبط عدة اشياء من حديث جابا ايضاً، لكنه اختار ان يضرب بها عرض الحائط في النهاية، انها المواجهة الاخيرة، ما فائدة التلميحات الان؟ حتى لو وقف و سب أم بايثور، هل كان سيتمكن احد من وضع إصبع عليه و روبين موجود؟

(“لا اريد ان اظهر كالمهرج ان كنت ابالغ في التفكير، لذا افضل الاحتفاظ بما فهمته لنفسي حتى يتحقق.”) ساكار رد بإقتطاب، (“كل ما اطلبه هو ان تعطيه فرصة اخيرة.”)
“….” نظر روبين في الاتجاه الذي فر فيه جابا، الشاب ذا الضفائر الطويلة ما يزال يطير بسرعة، ان اغفل عنه لبضع ثوان اخرى لن يتمكن من رصده مجدداً

“هووو~” تنهد روبين ثم عاد ليجلس على عرشه، سانداً رمحه الاسود على كتفه، في اشارة منه إلى انه وافق، (“اتمنى انك تعرف ما تفعله.”)

رد روبين كان خالياً من المشاعر، يحمل ساكار مسؤولية هرب جابا بكل برود، لكنه في الحقيقة كان مُرتاح جداً، صدره المطبوق فُتح مجدداً و عاد ليتنفس بشكل طبيعي و كأن غمامه انزاحت من امامه

(“اتمنى ان يعرف هو ما يفعله.”) ساكار رد مرة اخيرة، ثم اعاد الخاتم للحقيبة الجلدية، و رجع للتركيز على المعركة

“هممم ارى انك عدت للجلوس، هل عدلت عن قرارك بقتل تلميذك؟” بايثور اخيراً نطق بعدما انتهت المسرحية المُسلية امامه، “كيف لإمبراطور كوكبي ان يمتثل لأوامر احد اتباعه بهذه الطريقة؟ ذا القرون صرخ عليك و انت جلست مكانك؟ هذا مخزي. فعلاً مختاري الحقيقة لا يمكنك ان يكونوا حُكام جيدين!”

“إهتم بشؤونك لو سمحت.” روبين فرك بين عينيه ببطئ، ثم عاد لينظر نحو بايثور ببعض الانزعاج، “يمكنك ان تجلس عندك مرتدياً الحُلي و تُلبس شعرك من نفس ملابسك كما تريد، لكني عرفت عن سجودك لسيدك الاعلى بأنفك و ذقنك يلامسون الارض، حتى أسرى الحرب في امبراطوريتي لا يتم معاملتهم بهذا الشكل.”

================
لدعم هذا العمل مادياً:

باي بال: paypal.me/eslam997

دفع فيزا مباشر موقع كوفي : https://ko-fi.com/teamoney

اي محفظة كاش مصر: 01020451397

بايير: P1017229514

بينانس أي دي : 39853995
وسيلة دفع جديدة هنا غرقوها فلوس

إجمالي دعم هذا الشهر:245$.

+ اي 5$ فوق الـ 150$ الاساسيين = فصل اضافي.
~~~~

لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء

~~~~~~~

الموقع القديم لمشاهدة الفصول القديمة:

novelxs.com/novel/lord-of-the-truth
~~~~~~

سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:

https://discord.gg/AxDFN6uVTE
======
فصول الشهر 49/40

من Zeus

-+=