“ريتشارد، اجلب لي ذلك الهرم.” قال روبين بصوت ثابت يشوبه مزيج من الهدوء والسلطة، مشيرًا بإصبعه نحو المارشال زانوكس دون أن يلتفت إليه. كانت عيناه لا تزالان مثبتتين على بايثور، و كأنه هو فقط كان يحمل بعض التهديد في نظره، خصمه في معركة الشطرنج اليوم!
“مفهوم.” أتى رد ريتشارد سريعًا، بلا تردد. في أقل من لحظة، رفع كعبه الأيسر عن الأرض، ثم أعاده سريعاً مكانه هذه المرة مصحوبة بإنفجار طاقة خضراء حُقنت في الارض في لمح البصر، شااااا.
بدى الزمن و كأنه توقف لدى الجميع، بخلاف روبين الذي قام بتفعيل عين الحقيقة بشكل خافت ليراقب كل ما يحصل بدون ان تهرب منه اي حلوظة، و ريتشارد نفسه صاحب التقنية، كل ما امكن للبقية فعله هو فتح اعينهم و انتظار المحتوم، و ذلك المحتوم لم يتأخر كثيراً، بووووم
انفجرت الأرض تحت قدمي المارشال زانوكس، انبعجت بشكل وحشي لتطلق منها خازوقًا صخريًا، يشتعل باللهب الأخضر. كان الهجوم مباغتًا وسريعًا، و الأسوأ الذي جعل صدر المارشال يضيق هو ان ذلك الخازوق لم يكن يستهدف الهرم الأزرق الداكن كما طلب روبين، بل كان يتجه مباشرة نحو قلب زانوكس، ذلك الولد كان يريد اخذ الهرم من جثته!!
“اللعــنــة..!..!” صرخ زانوكس، وكان أول من شعر بالموت القادم نحوه. غريزة البقاء بداخله اشتعلت، لكنه لم يكن يملك وقتًا كافيًا حتى لإلقاء نظرة خاطفة نحو الأسفل. تشششـــ مع أول فكرة راودته، اندفع الضباب الأرجواني من فمه بكثافة، منتشرًا كستار دفاعي يحاول مواجهة الموت القادم.
بسهولة تمكن الضباب الأرجواني من تآكل قمة الخازوق الصخري المدببة، محولًا إياها إلى غبار متناثر. لكن الهجوم لم يتوقف. الخازوق واصل اندفاعه و ارتطم بجسد زانوكس بقوة جعلت صوت الاصطدام يُسمع كصاعقة تضرب الأرض. بااااام.
طار جسد زانوكس في الهواء بعنف، وهو يطلق صرخة ألم مكبوتة، “أررغ!!”
“تعال هنا!!” دوى صوت ريتشارد مجددًا، هذه المرة مليئًا بالغضب والإهانة. لم يتوقع أن يُفلت هدفه من الهجوم الأول، بل و ان يتمكن من اخذ الهرم الصغير معه. ضرب الطاولة الأرضية أمامه بكلتا يديه، فانطلقت موجة من الطاقة الخضراء جعلت الأرض تهتز تحت قدميه. وبعد لحظة، اندفع ريتشارد طائرًا في الهواء مطاردًا زانوكس، يجب ان يحصل على ذلك الهرم منه سواءً كان حي او ميت!
“أين تظن أنك ذاهب؟!” صرخ أحدهم فجأة، قاطعًا المشهد بضراوة. الجميع لم يتمكنوا من التدخل في التبادل الذي حدث بين زانوكس و ريتشارد لكنهم رأوا كل شئ و عرفوا ان الوضع سئ على صاحبهم. في لحظة خاطفة، قفز المارشال سيربال من مكانه، ملوحًا بسيفه العظيم الذي كان يخبئه خلف كرسيه. ذلك السيف لم يكن مجرد أداة قتال، بل كان تحفة ملحمية من الماضي، يزن أكثر من طن، لكنه في يد سيربال بدا كريشة خفيفة. وكان هدفه واضحًا: قطع ريتشارد إلى نصفين عندما يمر من فوق!
شوالاااا.
*شوالاااا* لكن عيناه اضائت فجأة بلون داكن جعل الدنيا تسود في وجهه، “ااارغااااا!!!” صرخ سيربال بغضب ورعب مختلطين. تلك النار السوداء بالتأكيد ليست نار عادية، بل بدت و كأنها تأكل كيانه!
“من سمح لك بمهاجمة أخي الصغير يا هذا؟!” قال قيصر بصوت مزلزل. عيونه كانت تلمع بالغضب الصافي، وجهه صارم، وكلماته كانت كالصاعقة التي لا مفر منها. “إن كنت تريد تسريع موتك، فأنا سأوصلك له!”
كان ريتشارد بالنسبة لقيصر أكثر من مجرد ابن أباه بالتبني. ربما هو ابن روبين جسدياً، لكن عندما وُلد كان هو، السيد ميلا و بيلي من اعتنوا به حتى وقعت الكارثة، نظرته لريتشارد هى انه اخ صغير بل و إبن! قطعاً لن يسمح لأحد بإيذاءه و هو موجود!!
“أرغغغ… هوف… هوف!!” استعاد سيربال وعيه بصعوبة، مستخدمًا الضباب الأرجواني ليطفئ نار الموت التي كادت تلتهمه. لكن تلك الثانية الواحدة التي أطفأ فيها النار السوداء تركت أثرًا عميقًا في قلبه. “سأقتلك.. سأقتلك، سأقتلك!!” صرخ بغضب عارم، واندفع نحو قيصر بسيفه العظيم.
لكن قيصر لم يُظهر أي خوف. مع كل خطوة يقترب بها سيربال، كان الانزعاج يظهر على وجه قيصر أكثر. حاول الاتصال بخاتم الفضاء الخاص به لإحضار مطرد الموت، لكن لم تكن هناك استجابة. مواجهة ذلك السيف العملاق بدون سلاح مناسب سيكون مزعج جداً.
“دعني أعيرك بعض المساعدة.” جاء صوت روبين، هادئًا لكنه ممتلئ بالثقة. لوّح بيده بخفة، وبدأ أحد الأوشام على جسده يتوهج بلون خافت.
سوووش.
في اللحظة التالية، ظهر مطرد الموت يطفو أمام قيصر. قبض عليه قيصر بكلتا يديه، وابتسامة صغيرة ارتسمت على شفتيه. “شكرًا!” قال قيصر قبل أن يندفع ليواجه سيربال.
“هممم؟!” بايثور عقد حاجبيه بشدة
بوووووووم
تصادم السيف العظيم مع مطرد الموت المصنوع بالكامل من معدن الأوراسيليوم أحدث موجة صدم هائلة دمرت الطاولة في المنتصف فوراً، وأرسلت قيصر للخلف طائراً! سوووش
من ناحية المستوى فقيصر في المستوى 46 بينما خصمه في المستوى 48، ومن ناحية السلاح فسلاح المارشال متخصص أكثر في هذا النوع من المواجهات القريبة، ومن ناحية الجسد، مع أن قوتهما الجسدية متقاربة جداً بفضل دماء الوحوش من جانب، وتأثير مصفوفة تقوية الجسد التي صنعها جابا من جانب آخر، إلا أن المارشال يتفوق بشكل كبير من حيث الطول وهذا يعطيه أفضلية من ناحية عزم الجسد.
لذا لم يكن روبين متفاجئًا وهو يرى قيصر يخسر في المواجهة المباشرة و يطير للخلف كالقذيفة، لكن…
“أاااااههـ!!” المارشال صرخ مجددًا وسقط على ركبته، ثم بعين تملأها الدموع والدم قفز خلف قيصر، “أيها الوغد الدنيء! سأقتلك!! سأقتلك!!!” في تلك اللحظة البسيطة أشعل قيصر اللهب في مطرده وأصاب خصمه أثناء التصادم!
“روبين بورتون!!! أعطيناك الفرصة لتحظى ولو بفرصة ضئيلة للعيش وتنجي ما تبقى من الفوضى التي تدعوها إمبراطورية، لكنك اخترت تدمير كل شيء وقتل أتباعك،” المارشال سيليبوس وقف بغضب يشتعل في عينيه، ثم سحب سيفًا هلاليًا يحتوي على دُرة من عنصر النار في منتصفها.
وأشار بها نحو روبين، “الآن بعدما انفض ولداك من حولك، من بقي ليحميك مني؟ ذا القرون الذي أُصيب بشدة على يد الأمير السابع؟ أم المهرج الأزرق الذي يملك يدًا واحدة سليمة والثانية لم تصل للمعصم بعد؟” خطوة خطوة *خطوة تقدم سيليبوس بثبات تحت أنظار الجميع، عيناه تشعان بنية قتل وهيئة توحي بالسلطة المطلقة، “لقد سولت لك نفسك التعدي على كيان أكبر منك، وغرتك قوتك التافهة لتظن أن لك فرصة في النصر، دعني أخبرك بشيء، أنت مجرد–”
“ما هذا الصداع أيها الوغد الثرثار؟!” عندما اقترب سيليبوس بما يكفي وقف هولاك وأمسك بدرعه بيده السليمة ثم بااام نطحه برأسه السميك مباشرةً في أنفه.
بشتتتــ الضربة كانت قوية بما يكفي لترسل المارشال الأول سيليبوس للخلف يحرث الأرض حتى اصطدم بالمقعد الذي تركه للتو، ثم وقف بسرعة بتعابير كلها إحراج وغضب، “أتجنؤ أيها الوغن!؟” بالطبع لُغته كانت ضائعة بسبب تحطم أنفه كلياً، لكنه كان مفهومًا نوعًا ما!
“بالطبع أجنؤ، و لما لا اجنؤ؟! أهاهاها!!” قفز هولاك للأمام ضاحكاً، كان واضحًا أنه يستمتع بوقته كثيراً!
================
لدعم هذا العمل مادياً:
باي بال: paypal.me/eslam997
دفع فيزا مباشر موقع كوفي : https://ko-fi.com/teamoney
اي محفظة كاش مصر: 01020451397
بايير: P1017229514
إجمالي دعم هذا الشهر:245$.
+ اي 5$ فوق الـ 150$ الاساسيين = فصل اضافي.
~~~~
لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء
~~~~~~~
الموقع القديم لمشاهدة الفصول القديمة:
novelxs.com/novel/lord-of-the-truth
~~~~~~
سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:
https://discord.gg/AxDFN6uVTE
======
فصول الشهر 49/36