“…هل إلتقيت بالسيد الاعلى ذلك؟” مشيراً نحو بايثور، روبين سأل جابا

“….” حافظ جابا على صمته، لكن جسده انتفض قليلاً

“هاها بالطبع إلتقاه، بمجرد رؤية عظمة سيدنا الاعلى تحول على الفور للجانب الفائز.” ضحك بايثور بصوت عالٍ، “أتسائل، هل تلميذك الشخصي لم ير سيدك الاعلى ابداً؟ ربما هو خجول جداً او شئ كهذا؟ حتى السيد الاعلى في كوكب جودا رآه الجميع! ام ان سيدك الاعلى ضعيف جداً، لذا فور رؤية مختار الحقيقة جابا لسيدنا الاعلى عرف فوراً من الاقوى؟”

“اريد ان اسمعها منك.” روبين لم يلتفت نحو بايثور، عاد ليسأل جابا مجدداً بنبرة أشد حزماً، “كيف كان لقائك مع ذلك السيد الاعلى؟”

“…لقد إلتقيت شظية روح فقط، تلك الشظية كانت قوية بما يكفي لتدمير كوكب نيهاري لو أرادت.” اطلق جابا زفيراً طويلاً عندما تذكر ذلك اليوم، عيناه المغلقتين ارتعشتا قليلاً، “حتى اليوم ما زلت أرتعد من تذكرها.”

بايثور اومئ عدة مرات مبتسماً عندما سمع تلك الكلمات، ثم عاد لينظر نحو روبين ليزيد التأثير عليه، لكنه رآه ما يزال يواجه جابا غير مهتماً بوجوده مطلقاً

“أكان هذا كفيلاً بكسرك؟” نبرة روبين تحولت للبرود، “الشخص الذي رفع راية المبادئ و الدفاع عن الوطن و تخل عن مُعلمه بملئ ارادته ليحمي شعبه، أسقط كل شئ و ساعد في تدمير كوكبه لأنه… خائف؟”

“الناس تتغير كل يوم، لا تتكلم عن المبادئ و انت لا تدري شيئاً عنها.” نبرة جابا بدت غاضبة هذه المرة

اجابة جابا أغضبت روبين قليلاً، “لقد كنت ثابت منذ يومي الاول، لم اقل شيئاً و ارجع فيه، و بالتأكيد لم اخن احد لأني خائف!”

“كلامك يناقض الحقيقة التي تعرفها جيداً في قلبك!” اخيراً جابا وقف و اشار نحو روبين غاضباً، “ذلك اليوم الذي قابلت فيه شظية روح السيد الاعلى، بكل سهولة فحص نطاقي الروحي كأنه يقرأ جريدة و لم يجد اثر لتقييد الروح. اين هو لوح القسم الذي استخدمناه انا و انت و اورزون ذلك اليوم، اللوح الذي ادخلت فيه روحك و اقسمت على انك لا تنوي بعرق عمالقة نيهاري شراً و انك ما جئت إلا لتكون نزير و لتساعدنا على اجتياز المحنة، هيا اخرجه و أرهِ لي ان كنت تستطيع!”

“….” لسان روبين عُقد تماماً لا يعرف ماذا يقول، سؤال جابا كان محدد جداً، و واضح انه لم يسأل منتظراً اجابة بل كان يعرفها سلفاً، “…أحرقته في اليوم الذي رأيت فيها ريتشارد اول مرة.”

“..؟!” جالساً بجواره، ريتشارد إلتفت بسرعة نحو روبين بعينان مفتوحتان على اخرهما.

“انت… ايها الوغد الأناني، من اجل زوجتك، من اجل ابنك، من اجل شخصين!!” اشار جابا نحو روبين بغضب رافعاً صوته، “…من اجل شخصين اثنين حكمت على عرق كامل بالفناء؟ عِرق الشخص الذي تبعك و ساعدك لتقوي امبراطورتك؟ مرت سنين منذ تلك الحادثة، اكثر من 20 عام و انا اخدمك بكل حواسي، و مع ذلك حقدك و كراهيتك اتجاه عرق عمالقة نيهاري لم يتزعزع بل و رفضت المساعدة في المهمة التي بُعثت من اجلها!!”

“امبراطوريتي، حربي، قوانيني. لماذا علي ان انصت لك عندما تأمرني بالتحرك و الذهاب لنيهاري؟ لدي طريقتي الخاصة للتعامل مع الحرب و مع عرق العمالقة، لم اقل اني انوي ابادتهم ابداً، و لم اقل اني انوي المشاهدة بدون فعل شئ، كل ما كان عليك فعله هو ان تثق بي.” رد روبين بثبات، “لكنك كنت اكثر غطرسةً من ان تنصت، أليس كذلك؟ لأنك كنت احد كبار الامبراطورية إعتقدت لسببٍ ما انه يمكنك ان تملي علي الاوامر و انا استجيب!”

ثم أزاد، “ثانياً، ماذا فعلت انت عندما كسرت الروابط بيننا و رجعت لعشيرة اتحاد نيهاري؟ هل اخذوك بالأحضان عندما حاولت تقويتهم و مساعدتهم؟ ألم يهاجموك و يُخونوك؟ ألم تحتج لعزل عمالقة نيهاري و تدميرهم بنفسك؟ انت بمفردك تمكنت من تدمير كل قبائل العمالقة في المنطقة الشرقية، كلهم بلا استثناء! ماذا انقذت بالضبط بعودتك قبلي؟ الحفنة الذين وضعتهم في السجون؟”

“…..” بايثور و المارشالات حركوا اعينهم نحو جابا بفضول لينتظروا رده، هذا الحوار ممتع جداً!

“هراء! انا كنت احاول النجاة بعرق عمالقة نيهاري و ليس الحفاظ على النظام القائم، ان كان علي تدميرهم من اجل انقاذ حفنة منهم فما المشكلة في ذلك؟ اما انت.. انت كنت تنوي ابادتهم جميعهم، هذا هو السبب الذي جعلك تدمر لوح القسم!” صياح جابا زاد علواً، “لقد وقفت بجوارك لما يقارب 50 عام، بنيت مع عشيرة اتحاد نيهاري و عدت لأغزو معك كوكب يورا و جرينلاند، ساعدتك في تطوير اسلوبك القتالي و عرفتك لأول مرة على ابحاث الدم، لقد وقفت بجانبك و ساعدتك بكل روحي و دمي، لقد بنيت مصفوفة لنظام تقوية جسد جديد بالكامل من اجلك بحق الجحيم!! و في النهاية؟ حكمت على عرقي بالفناء من اجل امرأة واحدة ميتة، امرأة لم تحبها قط!”

*اضطراب* ريتشارد وقف، “قلها مجدداً، انا اتحداك!” نية قتل كثيفة اندفعت من جميع انحاء جسده اصابت الحضور بالقشعريرة، حتى بايثور و شعره الكثيف تراجعوا على مقعده حتى كادوا يندمجوا معه.

قيصر و ساكار بدى عليهما التأهب ايضاً، هما يعرفان جيداً ما الذي تعنيه ميلا في قلب روبين.

حتى هولاك هز رأسه، “تؤ تؤ، هذا مزري يا صاح~”

“…اهدأ، دعه يريني ما في قلبه.” الوحيد الذي حافظ على هدوءه كان روبين، الذي سحب يد ريتشارد واجلسه مكانه، ثم إلتفت نحو جابا مجدداً ببرود شديد، “تابع يا تلميذي العزيز، تابع.”

*باا* جابا اخذ خطوتين للخلف و انهار على مقعده، فجأة شعر ان رأسه ثقيل جداً فـ سندها بكلتا يديه، “…انا اسف، لم اقصد الأساءة لذكرى السيدة ميلا، كنت فقط… انا اسف.”

“لا داعي للإعتذار.” بعينان باردتان و نبرة ثابتة ابعد روبين عينه عن جابا، “كنت احاول فقط معرفة ما ان كنت مجبر، ام انك فعلت افعالك برضاك، و قد وصلتني الاجابة، لم يعد هنالك داعٍ للكلام اكثر.”

ثم عاد لينظر في عينا بايثور، بعينان تبدوان باردتان، لكن في عمقهما يمكن رؤية بركان يستعد للإنفجار، و كلماته التالية كانت دليل على ذلك، “انا ارفض عرضك الغبي جملةً و تفصيلا، لن اُرجع لك الكواكب التسعة بدون تعويض و لن افرط في شبر واحد من نيهاري، إن لم يكن لديك عرض معقول فستتحول جثثكم لغائط كلاب بحلول نهاية اليوم!”

================
لدعم هذا العمل مادياً:

باي بال: paypal.me/eslam997

دفع فيزا مباشر موقع كوفي : https://ko-fi.com/teamoney

اي محفظة كاش مصر: 01020451397

بايير: P1017229514

إجمالي دعم هذا الشهر:245$.

+ اي 5$ فوق الـ 150$ الاساسيين = فصل اضافي.
~~~~

لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء

~~~~~~~

الموقع القديم لمشاهدة الفصول القديمة:

novelxs.com/novel/lord-of-the-truth
~~~~~~

سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:

https://discord.gg/AxDFN6uVTE
======
فصول الشهر 49/34

من Zeus

-+=