“بدون لف أو دوران، أنا أعلم أنك وضعت يدك على كواكبي التسعة، وأريدها جميعها.” بايثور حدق في عيني روبين مباشرةً بحزم وسُلطة، كلامه كان يبدو كأمر أكثر منه تفاوضًا!
“معقول، معقول~” أومأ روبين بضع مرات، “ماذا ستعطيني في المقابل؟”
“السلام، بالطبع.” فتح بايثور يديه بهدوء، “لقد حَمِيَت هذه الحرب أكثر من اللازم وأعلم أنك خسرت فيها الكثير. تسليمك كواكبي التسعة سيكون بادرة سلام مقبولة منك.”
“أهيهيهي~” قهقه هولاك بصوت عالٍ جاذبًا أنظار الجميع لوهلة.
حتى روبين أظهر ابتسامة خفيفة في رده، “أتفهم أني سأحظى بالسلام، لكن هذه ستكون النتيجة النهائية للمفاوضات. الآن دعنا نعود للمفاوضات نفسها؛ مقابل الكواكب التسعة، ماذا ستعطيني؟”
“السلام.” عقد بايثور حاجبيه ورفع رأسه للأعلى، مظهرًا أنه يقول كلمته الأخيرة.
“ما هذا الهراء؟” التفت قيصر نحو والده مشيرًا نحو بايثور، “أخبرتك أن ذلك الشخص لن يأتي منه خير.”
روبين رفع يده في وجه قيصر ليسكته، ثم تابع كلامه موجهًا كلامه لبايثور بنفس الابتسامة، “ماذا عن نيهاري؟”
“ماذا عنه؟” رفع بايثور حاجبًا واحدًا، “الكوكب بالكامل تحت سيطرتي، والمنطقة الجنوبية التي اتخذتها حصنًا لم تعد تحت سيطرتك. لقد دمرنا بوابة الفضاء هناك ويتم غزوها حاليًا. خلال أقل من أسبوع ستصبح تحت سيطرتي.”
“……” لسان روبين انعقد بعد سماع تلك الكلمات، وبدون ترتيب مسبق أخذ نظرة سريعة بعينه نحو كل المارشالات وكأنه يسألهم إن كان سيدهم طبيعيًا في رأسه. بعدها عاد لينظر في عيني بايثور، “ما يحدث الآن يسمى مفاوضات؛ هو أني أتنازل عن شيء وأنت تتنازل عن شيء مقابل السلام. هكذا يعمل الأمر. هل تفهم ما يحدث هنا؟”
“بالطبع أفهم، وهذا ما يحدث. أنا أتنازل عن نيتي في القضاء عليك وعلى إمبراطوريتك بالكامل.” رفع بايثور رأسه أكثر، “أنت كنت تحوم حول كوكب نيهاري لفترة طويلة. لا حاجة لي بأن أشرح لك قيمته؛ كوكب نيهاري يساوي أكثر بكثير من الكواكب التسعة مجتمعة. هذا غير أنه هدف سيدنا الأعلى الذي يريد اقتناءه بأي ثمن. هل كنت تظن أني كنت سأسلمه لك في أي حال من الأحوال؟ هذا جنون.”
“…” المارشالات الأربعة أرسلوا نظرات سريعة نحو بعضهم، لاكروس خصيصًا بدأ يتعرق قليلًا.
“أوه، فهمت، فهمت.” أومأ روبين بضع مرات، “إذًا… هذه ليست مفاوضات. نحن هنا لإعلان الاستسلام، أهذا صحيح؟”
“إنها مفاوضات.” أومأ بايثور، “فـبعد استلام كواكبي التسعة، وإن لم تعجبني حالتها، قد لا أختار عقد السلام معك.”
“يا أخ، هل أنت مجنون؟” عند هذه النقطة لم يستطع ريتشارد كبح نفسه أكثر، “هل نسيت كل ما فعلته في يورا، جرينلاند، ودم اليتيم؟ حتى الآن نحن لم نبدأ الحساب عن كل تلك الأرواح، لكنك بدأت تتفوه بحماقات؟!”
“أخرِس لسان هذا الطفل وإلا خسرته أنا للأبد.” بايثور ظل مركزًا في عيني روبين طوال الوقت. أما ما سمعه من ريتشارد فلم يكن ينوي الرد عليه.
تدمير الكواكب؟ قتل مليارات البشر؟ هذه تفاهات، من عليه محاسبتهم على جنوده الذين قتلوهم هناك!
“…بصراحة كنت أحسب أنك ستحاول بذل أي مجهود لتبدو هذه المفاوضات حقيقية، كأنك ستعرض عليّ المنطقة الجنوبية من نيهاري مقابل الكواكب التسعة.” بدأ روبين يقهقه بصوت منخفض، “لكن لا يبدو أنك تحاول حتى.”
“..؟!” المارشالات عادوا للنظر لبعضهم مجددًا. كلمات روبين تبدو وكأنه جاء مستعدًا للقتال!!
“ليس عليّ أن أحاول تجميل أي شيء. كوكب نيهاري يجب أن يكون بالكامل ملكي. لماذا؟ لأن السيد الأعلى قال هذا.” بايثور هز رأسه عدة مرات، “أنت ضفدع في قاع بئر. لا يمكنك تخيل مقدار قوة سيدنا أو سُلطته. لا يمكنك تخيل حجم الحروب التي يخوضها في الحزام المتوسط ومدى دمارها. ما نفعله الآن هو لعب أطفال!”
ثم أمال نفسه للأمام قليلاً، “هل تسأل نفسك لماذا أتفوه بكل هذا؟ تظن أن كل هذا لا يخصك؟ هذا قد لا يكون حقيقيًا. بل حتى لو هربت اليوم بطريقةٍ ما من بين يدي هذا الجيش كما وصفته بنفسك، لا، بل ولو نزلت صواعق من السماء وقتلتنا كلنا من أجلك، هل تعتقد أن حكايتك قد انتهت؟ يا لسذاجتك، حربك ليست معنا بل مع السيد الأعلى.”
“دعني أخبرك بشيء ليُعيد مفهومك قليلاً؛ السيد الأعلى لديه العديد من الإمبراطوريات الكوكبية الأخرى في الحزام المتدني. لأنه في بداياته كان يفتقر للموارد، قام بزرع بذور إمبراطوريات كوكبية عديدة في الحزام اليافع لينتظر القرابين منها، ونحن مجرد واحدة منها. السبب الوحيد الذي يجعلنا نقاتلكم ليس لأننا مميزون كثيرًا، بل لأننا من وجدكم، ولهذا يحق لنا جزء من خراج هذا الكوكب.”
بعدها عاد بايثور ليسند ظهره على عرشه، “لا أعرف من هو سيدك الأعلى، وبصراحة لا يهم. لكن منذ جاء السيد الأعلى إلى نيهاري ورآه، كان الأمر قد حُسم؛ الكوكب من نصيبه. نحن كافون للقضاء عليكم، وإن فشلنا، فلديه العديد من الإمبراطوريات الأخرى يمكنها التجمع عليكم وسحقكم. الأمر ببساطة ليس من فينا سيتنازل ويكسب ماذا، فحتى لو هُزمنا وأُخذ منا كل شيء، أنتم أيضًا ستخسرون كل شيء. الأمر ببساطة… منتهٍ.”
“….” هذه المرة قيصر هو من أرسل نظرة نحو ريتشارد. ساكار حافظ على صمته، لكن هالته تحولت للقتامة، وحتى هولاك عاد لينظر نحو بايثور بتعابير جادة… يوجد المزيد من أولئك الأوغاد؟! كلهم فكروا في نفس اللحظة.
كلهم فورًا نظروا نحو بايثور من زاوية مختلفة، بدلاً من رؤيته كمهرج لا يعرف حجمه، بدأوا يفهمون موقفه… هو ليس أحمق لا يعرف قدر نفسه، بل شخص يعرف جيدًا قوة سيده ويتباهى بها. إنه يجلس أمامهم مجسدًا الكيان الذي يدعوه بالسيد الأعلى وكل أتباعه، وليس نفسه فقط!
المارشالات وحراسهم تضاربت مشاعرهم. سماعهم عن وجود تلك الإمبراطوريات الأخرى تحت نفس السيد الأعلى يشكل ضغطًا عليهم لكنه يشكل حماية لهم أيضًا؛ إنهم كإخوة متنافسين من نوعٍ ما
أما الحراس الإمبراطوريون المئة فلم يظهر عليهم أي تغيير. لقد رأوا فرقًا خاصة من تلك الإمبراطوريات في الحزام الكوكبي المتوسط أكثر من مرة وقاتلوا معهم جنبًا إلى جنب. إنهم ليسوا بقوة إمبراطورية الثعبان العظيم، لكنهم موجودون بلا شك، وبأمر واحد من السيد الأعلى يمكنه جمعهم كلهم هنا!
وسط كل تلك التغيرات المزاجية والتفاوت في المعنويات، روبين التفت نحو جابا، “النصف ثعبان يقول إن سيده الأعلى جاء إلى نيهاري، هل التقيت به؟”
================
لدعم هذا العمل مادياً:
باي بال: paypal.me/eslam997
دفع فيزا مباشر موقع كوفي : https://ko-fi.com/teamoney
اي محفظة كاش مصر: 01020451397
بايير: P1017229514
إجمالي دعم هذا الشهر:245$.
+ اي 5$ فوق الـ 150$ الاساسيين = فصل اضافي.
~~~~
لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء
~~~~~~~
الموقع القديم لمشاهدة الفصول القديمة:
novelxs.com/novel/lord-of-the-truth
~~~~~~
سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:
https://discord.gg/AxDFN6uVTE
======
فصول الشهر 49/33
