“…هل بدأتم الحفلة من غيري؟”
خطوة خطوة
خرج بشري من البوابة، يرتدي ثوبًا أبيض نظيفًا بلا قطعة درع واحدة ويداه خلف ظهره. عيناه زرقاوان وشعره ذهبي، يتقدم بثقة وهدوء، رافعًا رأسه كأنه يتجول في الباحة الخلفية لمنزله!
“روبين بورتون!!” المارشال لاكروس وقف بسرعة ضاربًا الطاولة بكلتا يديه.
جزء منه كان يَغْبِض روبين بشدة، فهو الشخص الذي راقب كل تحركاته في نيهاري ويعرف مدى خطورة هذا الرجل وتنوع أساليبه. ومن ناحية أخرى، كان مندهشًا أن أول شخص يظهر هو الإمبراطور الكوكبي بنفسه! أليس من المفترض أن تخرج حاشيته لتأمين المكان أولاً قبل دخوله؟
“واضح أن لدي قاعدة معجبين خاصة هنا، ها؟~” ضحك روبين عندما رأى المارشال لاكروس ينتفض فور حضوره.
بايثور بالطبع لم تعجبه ردة فعل المارشال، وحدق نحوه بغضب ثم أشار له أن يجلس بسرعة. روبين لم يهتم كثيرًا بذلك المارشال بعدها، بل لم يُعِر اهتمامًا للطاولة كلها. بدلًا من ذلك، بدأ يحرك عينيه نحو الواقفين خلف بايثور، ثم أولئك الذين يعتلون المباني.
“يا له من جيش جهزته لهذا اليوم! أليس من المفترض أن هذه مفاوضات سلمية أو شيء من هذا القبيل؟”
“أخبرتك أني أريد لقاءك على انفراد، لكنك قلت إنك ستجلب مرافقين.” فتح بايثور ذراعيه، مضيفًا: “هؤلاء هم مرافقيني… أصحابي المقربين، أبنائي، وبعض الحراس لتأمين الاجتماع.”
“أصحابك؟ أربعة من مارشالاتك، أبناؤك؟ مئة مقاتل خبير من الحزام الكوكبي المتوسط تتروح مستويات من 45 لـ 48، وحراس التأمين؟ ثلاثمائة إمبراطور قتالي بين متوسط وعالي المستوى؟ إنهم ما تبقى من القوات الخاصة للمارشالات إن كان تخميني صحيحًا…” أومأ روبين عدة مرات، وقال بسخرية: “يا له من استعراض للقوة.”
“تعال اجلس، لا داعي للخوف. طالما تركّز معي، لن يمسك أحد بسوء.” أشار بايثور بابتسامة ذات مغزى نحو المقعد على الطرف الآخر من الطاولة. المقعد بدا عاديًا ولم يُعبث به بأي طريقة، وكان من نفس نوعية مقاعد المارشالات.
“لا داعي للخوف؟” ضحك روبين: “لا، ربما أنا خائف فعلًا. ربما رُكبي ترتعش و لا استطيع التقدم، ربما علي استدعاء بعض أسياد الحرب ليساعدوني على الذهاب لمقعدي. عشرة منهم فقط سيكونوا كافين. ما رأيك؟”
“…!” ضيق بايثور حاجبيه بسرعة. روبين كان يتفاخر بسلاح الدمار الشامل المسمى أسياد الحرب، بينما هو لا يملك شيئًا من هذا الطراز. لقد بدأت المفاوضات بالفعل…
ضحك روبين بصوت عالٍ ليسمعه الجميع:
“هاها، لا داعي للقلق. لم يخطر ببالي استدعاؤهم اليوم، ولم أفكر في التراجع أيضًا. قلت إني سأجلب معي أربعة مرافقين، وهذا ما سيحدث. فأنا، روبين بورتون، رجل يحترم كلمته!” رفع روبين يديه أخيرًا من خلف ظهره وفتحهما بابتسامة واثقة.
“….” الأباطرة القتاليون أعلى الأسطح تبادلوا النظرات مع بعضهم. وقوف روبين بورتون بهذا الحشد ببساطة شديدة كان يعطيهم شعورًا سيئًا للغاية. عينا ذلك الرجل تدوران حولهم كذئب وجد وكر أرانب، وكأنهم هم المحاصرون، وليس العكس!
بزززتتـ
في هذه اللحظة، أصدرَت البوابة خلف روبين صوتًا واهتزت مجددًا. هذه المرة، خرج منها بشريان تقدما حتى وقفا إلى يمين روبين ويساره.
الأول كان شابًا ذا شعر أسود يرتدي درعًا ذهبيًا أسود كاملًا، وخلفه عباءة ذهبية تنسدل من كتفه حتى الكعب. تعابيره حادة وعيناه كالصقر تخترقان كيان أي شخص يراه بلا تردد. ثقته العالية كانت واضحة، توحي بأنه قائد عسكري منقطع النظير.
أما الثاني، فكان ذا شعر أبيض ينسدل كالحرير على أذنه وجبهته، وعيناه كعينا جثة بلا نور فيهما. على عكس صاحبه، لم يرتدِ الدرع الكامل. بل كان يرتدي ثوبًا أخضر ضيقًا من عند الأطراف، وحزامًا مشدودًا بقوة عند الوسط. أما قطعة الدرع الوحيدة التي يرتديها، فكانت قفازًا أسود يمتد حتى الكوع!
“….”
ضيّق بايثور عينيه عندما رأى هذين الشخصين. مجددًا، كانت هذه أول مرة يراهما، لكنه سمع عنهما الكثير من الشائعات. بعضها جاء من جيوش نيهاري التي تحدثت عن الجنرال الأعلى قيصر ووصفوه بدقة، وأخرى من أولئك الذين غزوا كوكب يورا وتحدثوا عن صاحب الشعر الأبيض الذي دمر العاصمة الامبرطورية فوق رؤوسهم… كلاهما، بلا ريب، يمكنه قتال مارشال بمفرده.
بزززتتـ
لم تأخذ البوابة وقتًا طويلًا هذه المرة حتى أصدرت صوتًا مرة أخرى. ومن خلالها خرج كائن بطول ثلاثة أمتار تقريبًا، يمتلك قرونًا حلزونية عظيمة تبرز من مكان عينيه. كان شعره الأبيض كالقطن ينسدل على ظهره حتى وصل إلى خلف ركبتيه. على غير العادة، كان يرتدي العفريت درعًا قرمزيًا وأسود يغطي جسده بالكامل، بدرع ذي تصميم متوحش كأنه جُمّع من قاع الجحيم، وليس من صُنع ورشة!
العفريت لم يحاول إطلاق أي هالة، لكن مجرد وقوفه هناك كان قمعيًا بما يكفي. خطوة خطوة، حتى وصل أخيرًا ليقف بجوار قيصر. الجميع عرف فورًا من هو…
“الجنرال الأعلى لجيش العفاريت، ساكار.” المارشال سيربال أظهر أنيابه عندما رأى القادم الجديد، لكن ابتسامة خبيثة وجدت طريقها إلى وجهه. كان يعلم أن ساكار قد تعرض لإصابة شديدة على يد الأمير السابع، واعتقد أن تلك الدروع يرتديها لتغطية الإصابات!
“تفضل من هذا الاتجاه، معاليك.”
قيصر أخذ زمام المبادرة وأشار نحو الطاولة باحترام، ثم سبق الجميع. بعده تبعه روبين، وخلفه ساكار وريتشارد.
بسرعة، وصل قيصر إلى المقعد الذي تم تجهيزه لروبين. بـبااانج، ركل المقعد كما لو كان يركل حصاة حتى اختفى في الأفق كأنه صاروخ تم إطلاقه للقمر. فورًا، أخرج عرشًا فخمًا من خاتمه الفراغي، وضبط مكانه ليكون مقابل لبايثور مباشرةً. بعدها وقف على يمين العرش منتظرًا حتى جلس روبين عليه بابتسامة رسمية.
“لم يكن لهذا داعٍ. أرى أنك تهتم بالمظاهر أكثر من اللازم. هذه ليست علامة حاكم جيد.” ايثور حاول كبح غضبه، لم يستطع تجاهل أن ذلك العرش كان أفخم قليلاً من عرشه!
“هاه هاه هاه، ماذا أقول؟ أبنائي يحبونني أكثر من اللازم. أليس هذا ما حدث في حالتك أيضًا؟ لم تكن لتنوي ضبط ذلك العرش القبيح بطريقة تجعلك تبدو أعلى مني بالتأكيد، أليس كذلك؟ كانت تلك لتكون وقاحة وعدم معرفة بحجم الذات.” ضحك روبين بسخرية، ثم أشار للثلاثة من حوله بالجلوس.
“….”
حاول بايثور كبح أعصابه وقال: “هل يمكننا البدء الآن؟”
“أعتقد أنه ينقصنا واحد…”
ضحك روبين.
بزززتتـ
في تلك اللحظة، تفعلت البوابة مرة أخرى، قبل أن تنطفئ تماماً و تعود للخمول. خطوة خطوة…
“هاااه~ مرحباً سيداتي سادتي، العرض الرئيسي قد وصل!”
فور رؤية القادم الجديد، تغيرت تعابير الجميع للأسوأ. من خرج من البوابة كان شخصًا من عمالقة نيهاري، وليس أي عملاق عادي. لقد كان شخصًا ظن الجميع أنهم لن يروه مجددًا أبدًا.
“هذا أنت؟!”
“ملك الشمال هولاك؟ أنت حي؟!”
================
لدعم هذا العمل مادياً:
باي بال: paypal.me/eslam997
دفع فيزا مباشر موقع كوفي : https://ko-fi.com/teamoney
اي محفظة كاش مصر: 01020451397
بايير: P1017229514
إجمالي دعم هذا الشهر:245$.
+ اي 5$ فوق الـ 150$ الاساسيين = فصل اضافي.
~~~~
لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء
~~~~~~~
الموقع القديم لمشاهدة الفصول القديمة:
novelxs.com/novel/lord-of-the-truth
~~~~~~
سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:
https://discord.gg/AxDFN6uVTE
======
فصول الشهر 49/31