“أنت في عداد الموتى!” أخرج المارشال سيليبوس سيفه العريض وأخذ خطوة نحو جابا.
“ويحك!” المارشال لاكروس وقف أمامه ومد ذراعيه. “دعك منه، هو لا يستحق العناء. لا توسخ يدك معه.”
“لاكروس، لماذا تدافع عنه؟ ابتعد عن طريقي!” دفع المارشال سيليبوس صاحبه للجانب، إذ كان غاضبًا بما يكفي ويشعر بإهانة عميقة من طريقة معاملة روح الكوكب له. لن يسمح لمجرد بشري أن يُكلمه بهذه الطريقة، ليس في هذا الموضوع بالذات!
هذه ليست أول روح كوكب يتعامل معها. لقد وصل مع روح كوكب أخرى إلى نسبة صقل 95% وما يزال يتقدم ببطء، هذا جعله يعلم يقينًا أنه ليس سيئًا لدرجة أن الأرواح قد ترفضه، لذا عندما عومل بهذا الشكل كانت صدمة بالنسبة له.
في هذه اللحظة، جاء صوت بايثور الهادئ: “يكفي، سيليبوس. لكنت أحب أن أقتله بنفسي، لكن أيدينا مغلولة، وهو يعرف ذلك. سيكون علينا الوقوف أمام السيد الأعلى للمساءلة إذا حصل له شيء.”
“…؟!” تفاجأ سيليبوس عندما سمع تلك الكلمات. منذ متى يعمل صاحبه بايثور حسابًا لأي أحد؟! لكنه سرعان ما تذكر شيئًا وأعاد سيفه إلى مكانه. “أنت هو مختار الحقيقة الرابع؟”
“أوه، تعقلت أخيرًا و عرفت مركزك؟” ضحك جابا وعاد لينظر بعيدًا. “ما زلت أنتظر اعتذارك بشأن محاولة صقل ما وُعد لي. حتى لو فشلت، ما زلت قد حاولت و هذا يعتبر قلة احترام اتجاهي.”
“لا حاجة لي بتوضيح أي شيء لطفل. أنت لست شيئًا ذا قيمة كما تعتقد. اجلس بصمت حتى يتم ترحيلك إلى الحزام المتوسط ويتم إجبارك على العمل حتى تحترق مؤخرتك هناك.” بصق سيليبوس بجانبه. محاولة صقل ما هو له؟ هل عليهم خوض حرب كتلك وفي النهاية تمرير الكوكب لطفل لا يعرفون عنه شيئًا؟ مستحيل.
الخطة كانت أن يصقل جزءًا من الكوكب سريعًا ويخبر السيد الأعلى أنهم كانوا في حالة حرب حرجة، وأنهم احتاجوا لنسبة الصقل. عندها سيعفو عنهم ويأخذ جابا إليه، وكلاهما سينسى الأمر!
مختار الحقيقة جابا سينسى كوكب يدعى نيهاري فورما يحظى بإقامة في الحزام الكوكبي المتوسط و يرى خيراته، بينما السيد الاعلى سينسى اي قلة احترام فورما يبدأ بتلقى القرابين!
“سيليبوس، كن لطيفًا.” كان صوت بايثور أكثر حزمًا هذه المرة. كلام صاحبه بدا وكأنه لا يعطي اهتمامًا لأوامر السيد الأعلى.
أما جابا، فرفع كتفيه بغير اهتمام. “لا أحتاج لسماع تبريرات من أحد على أي حال~ لكنك ستعتذر عن الاستنقاص مني، عاجلًا أم آجلًا.”
“في أحلامك.” عارفًا أنه لن يستطيع فعل شيء حياله، اختار المارشال الأول تجاهل البشري المزعج وذهب ليجلس على الطاولة بجوار صاحبه بايثور. ثم لحق به المارشالات الثلاثة الآخرون.
بعدها، تقدم الحرس الإمبراطوري ليقفوا صفًا واحدًا خلف بايثور، أيديهم وراء ظهورهم، واقفين بثبات كالجبال. وخلفهم ثلاثمائة إمبراطور قتالي عادي وقفوا فوق الأسطح بشكل منظم!
بايثور في المنتصف، وعلى كل جانب يجلس مارشالان. خلفه مئة حارس، وخلفهم 300 إمبراطور قتالي، جميعهم يرتدون عتادًا ملحميًا. بايثور ابتسم ورفع رأسه. إن لم يكن هذا تعريف الهيبة والسلطة، فلماذا سيكون؟
بعد بضع ثوانٍ من الابتسام والنظر حوله بفخر، اختفت ابتسامة بايثور وسأل المارشال لاكروس عاقدًا حاجبيه: “…أين ابني السابع؟ لماذا لم يأتِ بعد؟ ألم يصله الاستدعاء؟”
ابنه السابع يحمل معه أحد المكعبين المتبقيين، وحسب ما سيجري اليوم فقد يكون بحاجة إليه!
“ردًا على صاحب الجلالة، سمو الأمير السابع في حرب مشتعلة في المنطقة الجنوبية. لقد تمكن من تجاوز حد 20% من السيطرة أخيرًا ويقول إنه يكاد يسيطر على ربع المنطقة الجنوبية بالكامل، وهذا يعادل ربع كوكب صخرة السم من حيث المساحة!” رد المارشال بسرعة، محاولًا تبرير رفض الأمير السابع لأمر مباشر.
ثم تابع: “عندما أخبرته أن يعود معي، قال إنه لو تراجع خطوة، سنفقد المنطقة الجنوبية بالكامل، وهذا عكس رغبة جلالتك. بل على العكس، لقد قال إنه ينتظر هجومًا كاسحًا من جيش العفاريت والجيش المحلي، وطلب تعزيزات من 100 حارس إمبراطوري من المنطقة الشمالية ومئة ألف جندي. وقد وصلوا له صباح اليوم بالفعل. قال إنه لو سارت المعركة كما يرام، قد ندمر جيش العفاريت ونسيطر على نصف المنطقة الجنوبية بحلول منتصف اليوم!”
“…سحب 100 حارس من المنطقة الشمالية؟” عقد بايثور حاجبيه قليلًا ثم بدأ يومئ. “لقد أعطيته أمرًا بفعل ما يلزم للسيطرة على المنطقة الجنوبية بأقصى سرعة. تمكن بالفعل من تدمير البوابة وإصابة قائد العفاريت، بل والسيطرة على جزء كبير من المنطقة الجنوبية… إنه ابن جيد.”
“بالطبع، جلالتك. أبناء الليث دائمًا ما يكونون أشبالًا! هاها.” لاكروس انتهز الفرصة ليطري على زعيمه.
“لكن الأوضاع في المنطقة الشمالية اهتزت صباح اليوم أيضًا، وأعتقد أن غياب الحراس المئة سيكون مشكلة.” استعاد سيليبوس شيئًا من هدوئه. “أثناء قدومي، تفقدت الأوضاع. جنس عمالقة نيهاري توحد مجددًا تحت قيادة قبيلة تُدعى أشيرا، وهم الآن يهاجمون معاقلنا في المنطقة الشمالية. الحراس المئة المتبقون منشغلون جميعهم في معارك منذ ساعات.”
“…جيشنا بالكامل بكل جينرالاته و200 حارس امبراطوري منشغلون بالكامل في الشمال والجنوب؟” خفض بايثور نبرته قليلًا ونظر نحو الطاولة. هناك شيء غير مطمئن في الموضوع، لكنه لا يستطيع وضع يده عليه.
“لا داعي للقلق بما يحدث في أي مكان آخر، جلالتك. بعد اليوم، كل شيء سيُحل بشكل طبيعي. اضرب الرأس، فيتساقط الجسد!” ضحك المارشال زانوكس، مخرجًا لسانه الطويل.
“…!” أومأ بايثور عدة مرات وأخذ نفسًا عميقًا. لم يوضع في موقف كهذا، حيث يكون له ند وعليه أن يفكر في طريقة لهزيمته وكل هذا الصداع، منذ كان مجرد حاكم صغير في كوكب صخرة السم قبل عشرة آلاف سنة. لكن افتقاره للخبرة في هذه المواقف لا يعني أنه خائف، بل العكس…
قوته الكاسحة التي راكمها على مدى السنين أعطته ثقة لا متناهية، وقواته المتواجدة أعطته دفعة جديدة وأوصلت الثقة إلى حدود الغرور.
روبين بورتون؟ إن لم يذعن، سيموت اليوم.
لا، حتى لو أتى السيد الأعلى لروبين بورتون شخصيًا، سيذعن أمامه اليوم!
بززززتتتتـ
في هذه اللحظة، تميع الفضاء داخل البوابة، مشيرًا إلى ارتباطها ببوابة أخرى. ثم خرجت منها ساق.
خطوة خطوة
“أوه، هل بدأتم الحفلة من غيري؟”
================
لدعم هذا العمل مادياً:
باي بال: paypal.me/eslam997
دفع فيزا مباشر موقع كوفي : https://ko-fi.com/teamoney
اي محفظة كاش مصر: 01020451397
بايير: P1017229514
إجمالي دعم هذا الشهر:245$.
+ اي 5$ فوق الـ 150$ الاساسيين = فصل اضافي.
~~~~
لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء
~~~~~~~
الموقع القديم لمشاهدة الفصول القديمة:
novelxs.com/novel/lord-of-the-truth
~~~~~~
سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:
https://discord.gg/AxDFN6uVTE
======
فصول الشهر 49/30