لم يأخذ روبين وقتاً طويلاً قبل ان يدرك انه لا يوجد أي سبب يدفعه لرفض عرض الزواج..
كل شئ حول ميلا سواءً الشكل الخارجي او العُمر او الموهبة يعتبر مثالي بالنسبة له، غير هذا ستُربط عائلة برادلي به بشكل وثيق غير قابل للفصل، سيكونون تقريباً مربوطين بحصانه، إن سعى المجد سيسعون معه و إن هبط سيهبطون وراءه
فـهذا ليس مجرد حلف زواج عادي، ميلا نفسها يعتبرها الجميع الدوقة القادمة لعائلة برادلي و تعتبر ممثلة لهم في أي مكان تذهب إليه
بعد بضع ثوان اخرى قهقه روبين ثم أومئ، ” إن كان حتى هذه الفتاة العنيدة موافقة، فكيف ارفض انا؟ هاها، لا مشكلة عندي ايضاً من حيث الفكرة… يمكنكم التكلم مع البطريرك براين في باقي التفاصيل، أما انا فإعذروني… سأذهب لأكمل ما كنت افعله.” ثم إستدار و اكمل طريقه لخارج الحجرة تاركاً الجميع مصدومين
ميلا رجعت لتجلس مكانها مجدد، رجعت لشرودها… لو أخبرها احد قبل بضع سنين انها ستتزوج قريباً لضحكت عليه من سخافته، فهى الفتاة المُقدر له ان تصل لقمة مستوى قديس و ربما يوماً ما تخترق لنطاق حكيم!
لكن نظراً لما حدث الان… تقنياً هى من تقدمت.. لخطبة روبين.. بنفسها..!؟
كلما جائت هذه الفكرة المحرجة في رأسها إحمر وجهها و أنزلت وجهها أكثر نحو الارض، هى لم تكن في المزاج للتحدث لأي أحد بشأن اي شئ اخر…
القديس إدوارد كان اول من كسر هذا الجو الغريب، فتكلم موجهاً حديثه للبطريرك ” إحم، طالما لدينا موافقة مبدئية من العروسين، أعتقد انه يمكننا معاودة التكلم بشأن تفاصيل التعاون ايها البطريرك براين؟”
“هاهاها اجل اجل بالطبع، لكن لماذا ما زلت تتحدث بشكل رسمي يا أبو نسب؟ نحن أهل الان هاها” هذه بلا شك احد اكثر اللحظات فخراً في حياة البطريرك براين، و ربما في تاريخ عائلة بورتون بالكامل…
في السابق ما كان ليحلم بلقاء شخصية كـ ميلا و التحدث معها وجهاً لوجه، بغض النظر عن تزويجها لأحد ابناء عائلته!
إستمرت المفاوضات بشأن أشكال التعاون و العلاقات المستقبلية لبعض الوقت بين البطريرك و القديس إدوارد، لكن الأمور سارت بشكل سلس اكثر بشكل ملحوظ
في النهاية تم تقرير انه لن تقوم عائلة برادلي بدفع *منحات الأبحاث* السنوية و لن يقوموا بإرسال موارد بدون مقابل إلا إن كانت في شكل هدايا… فهذه الإقتراحات الاولى كانت محاولات لإغراء روبين بالأموال، و هذا لم يعد له حاجة إن كانوا عائلة واحدة…
لكن ما سيتم الإبقاء عليه هو إقتراح مساعدة القديسين الخمسة لعائلة بورتون… حسب كلام روبين هو لا يحتاج حماية شخصية بسبب وجود قديسين من العائلة الملكية حوله، لكن عائلة بورتون نفسها ما تزال يافعة نسبياً و تحتاج الكثير من الدعم و إعادة البناء
القديس إدوارد مثلاً تطوع لإعادة تشكيل و هيكلة جيش عائلة بورتون في موطنهم مدينة يورا، فالجيش إنهار تقريباً في حربهم قبل 13 عام، لم يبقى سوى بضع آلاف محارب جيد و كلهم الأن في أراضي العائلة الجديدة -دوليفار سابقاً-
لذلك هنالك حاجة ماسة لجمع جيش جديد، تدريبه و تسليحه ليليق بعائلة برتبة ماركوس.. و من قد يقوم بمهمة افضل من جينرال مخضرم كالقديس إدوارد؟
بينما القديسين الثلاثة الاخرين سيعملون معه كجينرالات لتدريب و تقوية الجيش و تأمين المزادات، و يبقى أربعتهم في مدينة يورا بشكل دائم كدعم في حالة حصل هجوم على قوات إخضاع التمرد في الأراضي الجديد.
البطريرك لم يكن قلقاً من إعطاء مفاتيح الجيش لهم، فبعد إرتباط بهذا المستوى ستصبح قوة عائلة بورتون إمتداد لقوتهم، كلما عَلت مكانة احدى العائلتين عَلت الاخرى معها، فلماذا قد يحاولون إيذائهم؟
أما العروس شاردة الذهن نفسها فستكون حرة لتخرج و تدخل المنطقة الداخلية الإدارية لعائلة بورتون و حتى منزل الضيوف – الذي اصبح خاص بروبين الان- وقتما تشاء
تم الإتفاق ايضاً ان هدايا الزواج و موعد الزفاف و غيره سيتم تأجيلهم حتى الوقت المناسب، لكن يجب ان تعلن عائلة برادل فوراً ان ميلا أصبحت مخطوبة رسمياً لروبين بورتون… فهذا هو الأساس الذي سيُبنى عليه كل شئ اخر.
بعدها فُضت الجلسة ، قررت القديس إدوارد انه سيبقى و يبدأ بإعداد دراسات لإعادة هيكلة جيش عائلة بورتون المتهالك فوراً، و ميلا قررت انها ستبقى ايضاً في عائلة بورتون حالياً..
و أنطلق احد القديسين الثلاثة بصمت ليوصل الأخبار لمجلس شيوخ العائلة… حتى هو نفسه لم يكن يدرى كيف يخبر جالان ان إبنته قد خُطبت…
——————————-
وصل القديس بعد بضع ساعات لمدينة لؤلؤة برادلي ، و دعى لإجتماع عاجل لمجلس شيوخ العائلة…
بسرعة تجمع كل من لهم مكانة في العائلة و على رأسهم جالان، جميعهم متورتون بعدما رأوا القديس رجع عابث الوجه و صامت..
جميع الحضور يعرفون أهمية روبين، حتى بعد اخذ طريقة تصنيع طلاسم النار منه
لتوضيح مدى أهمية هذا الأمر بالنسبة لهم: بعضهم إقترح إعادة كُتيب تقنية صنع طلاسم النار لروبين و حظر تصنيعها لديهم مقابل إبقاء العلاقات الجيدة معه!
جالان كان تحت ضغط كبير من مجلس الشيوخ بسبب سماحه لعمليه الإغتيال بعدما إنتزع طريقة رسم طلسم النار من روبين، حتى ان هنالك حزب داخلي يترأسه قديس مستوى 30 ايضاً يستخدمون هذه الورقة لمحاولة اخذ مقعد الدوق منه!
جالان إنتظر حتى وصل اخر شخص ثم نظر بقلق للقديس القادم من مدينة يورا، “يمكنك التكلم الان… ماذا حدث هناك؟ هل قبل بشروطنا؟”
“كـ كلا..” رد القديس بصوت بتردد
“تباً!”
“أخبرتكم ان هذا ليس كافٍ!”
بدأ الجميع يصيحون غاضبين و يلقون باللوم على بعضهم، لم يكن هنالك داعٍ لأي اسئلة اخرى..
“انتظروا!! انا لم أكمل كلامي… صحيح ان شروطنا المبدئية لم تُقبل، لكننا تمكننا من إرجاع العلاقات بيننا و بين روبين!” القديس تدخل بسرعة
جالان الذي كان قد وضع رأيه على كفه فُزع بعد هذه الجملة و نظر للقديس بنظرة كلها حماسة ، ” ماذا قلت؟! كيف..؟ ايها الوغد لا تتركنا معلقين و تكلم مباشرةً”
” هذا.. هذا…. ” القديس تردد كثيراً و بدأ يتصبب عرقاً
“تكلم و خلصنا!! .. و أين ميلا و بقية الفريق الذي كان معك؟” قديس عالي المستوى ضرب الطاولة بقوة
“الـ الـ .. السيدة ميلا ستتزوج روبين بورتون!!”
الموضوع التاليالموضوع السابق