**مدينة الأمل**
*زيييب* *شووو*
“اجعلوها أضيق.”
*تششششـــ*
“همم، الآن هذا مثالي!” فتح بايثور يديه ليكونا بمستوى كتفيه، ودَار دورة كاملة حول نفسه ببطء، يفحص مظهره في المرآة الضخمة أمامه.
كان يرتدي ثوبًا أرجوانيًا شديد البهرجة مطرزًا بأثمن الخامات وأندرها، ضيقًا عند الوسط والذيل، وواسعًا عند الأكمام ومنطقة الكتف والصدر. حتى شعره الكثيف الذي يشبه الثعابين كان لكل واحدة منه ثوبها الارجواني الخاص.
“هممم~” ابتسم بايثور وأومأ معجبًا بمظهره الجميل والأنيق، ثم إلتقط احد زجاجات العطر و بدأ يرش على نفسه بخفه معجباً بما يراه، ثم وضع الزجاجة برفق و سأل بصوت منخفض و هو ما يزال ينظر للمرآة، “هل عاد سيليبوس وزانوكس بعد؟”
“أجل، جلالتك. الجميع ينتظرون عند البوابة.”
إحدى الفتيات الثلاث حول بايثور خفضت رأسها قليلًا ووضعت يديها على فخذيها الممتلئين قبل أن تتكلم بشكل رسمي. كانت ترتدي قطع دروع متفرقة من دروع الحراس الإمبراطوريين تجعلها شبه عارية، تتصرف كأنها خادمة، مع أن ملامح وجهها توحي بالنبل، وتُظهر أنها تمتلك كمية ليست بالقليلة من دماء دورغر، كما أن على وجهها وجسدها كدمات متفرقة.
“هممم…” أخذ بايثور نظرة أخرى على نفسه ثم نظر نحو تلك الفتاة. “ما رأيكِ يا هيثي؟ هل أنزل عند البوابة لاستقبال روبين بورتون معهم، أم أبقى هنا وأجعله يأتي لي؟ أنا أميل للثانية كثيرًا~”
“من رأي هيثي البسيط، لو استقبله جلالتك بنفسك واقفاً بين جنرالاتك، ستفقد مكانتك ومبادرتك. ستكون أقرب لانتظار صديق بالأحضان بدلًا من بدء مفاوضات لإنهاء حرب، حيث عليك أن تكون في مركز قوة.” ردت هيثي بنفس الشكل الرسمي، “مع ان روبين بورتون يفترض انه لديه نفس مكانة جلالتك، إلا انه يجب ان تظهر انك اعلى منه، لأنك ان لم تكن اعلى في نظرك عدوك، فأنت أقل.”
“إذًا أنتِ تدعمين خياري أيضًا، هاها!” ضحك بايثور بصوت عالٍ. “ما رأيكِ أنتِ يا هيثار؟”
“من رأي هيثار البسيط، روبين بورتون يرى نفسه ندًا لند مع جلالتك. لو قيل له إنه عليه اتباع بضعة أشخاص أقل شأنًا منه حتى يصل إليك، قد يغضب ويعود أدراجه، أو قد يبقى في مكانه ويطالب بحضورك. عندها ستتعطل المفاوضات، أو سيكون على جلالتك الذهاب في النهاية، ما سيُدمّر مظهرك أكثر من الخيار الأول.” ردت الفتاة الأخرى بنفس النبرة والهدوء. جسدها النصف العاري لم يكن في حال أفضل من أختها.
“همم، مشكلة فعلًا. ذلك البشري لا يعرف مقامه الحقيقي، قد يجعله الغرور يفكر بشيء كهذا، لا يمكنني ان افقد الفرصة و اتركه يعود ادراجه…” سند بايثور ذقنه المربعة على أطراف يديه، ثم نظر للثالثة. “ما رأيكِ أنتِ، تيثا؟”
“من رأي تيثا أن تبقى جالسًا على عرشك، لكن في مرمى رؤية روبين بورتون، ليأتي إليك بدون أن تكون لديه فرصة لإحداث جلبة. عندها ستحافظ على المبادرة ولن تكون لديه فرصة لقول شيء.” أضافت الثالثة، وأومأت الفتاتان الأخريان تأييدًا.
“هممم، هذا معقول. حسنًا، اذهبن وابدأن نصب العرش وطاولة مناسبة بجوار بوابة الفضاء.” أومأ بايثور ثم لطم أقرب فتاة على مؤخرتها العارية. “قوموا بكل شيء على نحو مثالي وإلا بابا سيغضب!”
“حاضر، جلالتك.” انحنَت الثلاثة قليلًا ثم خرجن تباعًا.
“هااااه~” بعد متابعته الثلاثة أثناء خروجهن، عاد بايثور لينظر إلى نفسه في المرآة بابتسامة و بدأ يدور حول نفسه مرة اخرى.
—
**بعد ساعة تقريبًا – بجوار البوابة**
عندما شعر الجميع بالشخص القادم، ركع عدد كبير منهم:
*باا* *باا* *باا*
وانحنى آخرون فورًا.
“نحيي جلالته بايثور، الأول والأخير من اسمه، حاكم أعظم إمبراطورية في الحزام اليافع.”
هبط بايثور بجلالٍ وسط الجميع، ثم تقدّم بخطى ثابتة حتى وصل إلى الطاولة التي أمر بوضعها بالقرب من البوابة، وجلس على العرش المعدني الخاص به، ثم أشار لتابعيه: “استريحوا.”
في هذه اللحظة، كان يقف أمام بايثور المارشالات الأربعة: سيليبوس، زانوكس، سريبال، ولاكروس… وحولهم 100 شخص. هالاتهم ودروعهم الملحمية كانت تشير إلى أن جميعهم حراس إمبراطوريون!
لو تم تجاهل القوات الأرضية والجنرالات وبقية الحراس، فإن هذه البقعة الحالية تحمل القوة العسكرية لإمبراطورية الثعبان العظيم!
“زانوكس، هل أتيت بذاك الغرض؟” مباشرةً، استقرت عينا الإمبراطور الكوكبي على أحد أتباعه.
“…أجل، جلالتك.” زانوكس نظر نحو الأرض، وملامحه لم تكن طيبة.
فهم بايثور السبب تقريبًا. “أكان غاليًا لهذه الدرجة؟”
“أجل، يا صاحب الجلالة. اضطررنا لمقايضة نصف ممتلكاتنا في الحزام الكوكبي المتوسط لأجله.” شدّ زانوكس قبضته.
هم ليسوا مجرد جنود عاديين في جيش السيد الأعلى، بل الحراس الإمبراطوريون، والمارشالات، والجنرالات يُعاملون كنخبة بين جنود الجيش أينما ذهبوا. وبالتالي، فلهم حصة معقولة من الغنائم. هم أنفسهم وجدوا عددًا من الكنوز على مدار الحروب، وتمكنوا من امتلاك عدة مساكن وقطع أرض واستقروا في أحد أركان كوكب حفرة الدمار.
مقايضة نصف ممتلكاتهم وأراضيهم دفعة واحدة من أجل غرض قد لا يستخدمونه إلا مرة واحدة لهو درب من الجنون!
“ناتج معقول. بعدما ينتهي اجتماع اليوم، سنحظى بتعويض لائق.” ضحك بايثور بإجلال، ثم نظر نحو سيليبوس. “أرى أنهم تمكنوا من إخراجك أخيرًا. هل تمكنت من إحراز أي تقدم مع روح كوكب نيهاري؟”
“…إنها عنيدة بعض الشيء، لكن أظن أنني اقتربت، جلالتك.” ضغط سيليبوس على قبضتيه بقوة. تلك اللعينة لا تضعه في عينها على الإطلاق. لقد جاء اليوم بنية قتل الوغد روبين بورتون الذي تتغنى به أمامه ليل نهار!!
“أهاهاهاها.” من على الجانب البعيد، صدرت ضحكة جذبت الأنظار فورًا. “شيء متوقع. كيف لحثالة مثلك أن يُغري روح الكوكب التي رفضت هولاك ورأت شخصيات عظيمة مثل جلالته بايثور وروبين بورتون؟ تفو!”
الضاحك كان بشريًا جالسًا على درج أحد المنازل القريبة من بوابة الفضاء، حليق الرأس من الجانبين، وله ضفائر طويلة من المنتصف تنزل حتى منتصف ظهره.
“من هو ذلك القذر؟ بشري يجرؤ على الاستهزاء بي؟!” شعر سيليبوس بالدماء تندفع إلى رأسه. “سأقتلك اليوم ولو كان آخر شيء أقوم به في حياتي!!”
جابا وقف وأمسك بمطرقة الحرب التي تكبره بأضعاف، “جرّب، وسيكون آخر ما تقوم به فعلًا!”
================
لدعم هذا العمل مادياً:
باي بال: paypal.me/eslam997
دفع فيزا مباشر موقع كوفي : https://ko-fi.com/teamoney
اي محفظة كاش مصر: 01020451397
بايير: P1017229514
إجمالي دعم هذا الشهر:245$.
+ اي 5$ فوق الـ 150$ الاساسيين = فصل اضافي.
~~~~
لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء
~~~~~~~
الموقع القديم لمشاهدة الفصول القديمة:
novelxs.com/novel/lord-of-the-truth
~~~~~~
سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:
https://discord.gg/AxDFN6uVTE
======
فصول الشهر 49/29