بعد ثلاثة ايام–
*ووش* *ووش*
من عدة فتحات في سقف بدأ ينسل عدد كبير من انصاف القطاط، مثل كيري بالضبط عندما جائت اول، بأعين مغمضة و ايدي مُكتفة فوق صدورهم هبطوا واحداً تلو الاخر و كأن السقف يمطر
و مع ان التجويف كان بالفعل ممتلئ بالسكان و البيوت الطينية التي تبدو كخرابة عمرها عشرة الاف عم، إلا ان السكان لم يمانعوا القادمين الجدد، بل وقفوا فوق الاسطح رافعين ايديهم و يصيحوا بفرح، “مقاتلي الحرية! مقاتلي الحرية!!”
منظر اولائك الشباب و الفتيات الذين يهبطوا وسطهم متحمسين رافعين اسلحتهم كان يُشرح الصدر و يرجع الاحساس بالامل المفقود، هذه كانت اول مرة يجتمع جيش واحد مكون من كل القوات المتوفرة في العشائرة المختلفة تحت سقف واحد و قيادة واحدة منذ نكبة وادي الظلام
*ووش* و بعدما انتهى سيل الجنود، اخيراً تبعتهم كيري *باا* التي نظرت حولها نحو التجويف الخرِب الذي لم يعد فيه مكان للوقوف، و بالفعل عدد كبير من مقاتلي الحرية بدأوا بالطيران في الارجاء بسبب هذه المشكلة، لكن امام هذا المنظر، إبتسمت… هذه ستكون اخر مرة تراه!
“مقاتلي الحرية، إستمعوا لي!” رفعت كيري خنجرها الطويل و بصيحة واحدة جذبت الانظار، “…قبل اليوم اضطررنا و بكل أسى للإنقسام لسبعة اماكن مختلفة حتى نحفظ سلالتنا، و مع ذلك و في قمة انحدارنا و شدة ضعفنا تمكنت كل العشائر من القتال بشكل منفرد و سحق اعدائنا اينما ظهروا!”
“برر!!” انصاف القطاط رفعوا اسحلتهم
“لقد ظهر لنا غازي جديد، لديهم اسلحة و اساليب اكثر تقدماً من سابقيهم، لكنهم ايضاً حمقى لا يعرفوا كيف تسير الحروب، فقط بمئتي زميل تمكنا من قَلب تشكيلتهم رأساً على عقب و احداث الفوضى بينهم، و فقط انا و معي العمة جاتا تمكننا من سحب زعيمتهم بعيداً و قطع رقبتها!”
“برررر!!!” الصيحات زادت
“اليوم، لأول مرة تجتمع العشائر السبعة منذ مئات السنين، اليوم لدينا جيش قوامه عشرة آلاف مقاتل حر.. اليوم سننتصر!!” رفعت كيري سلاحها مجدداً و قبضت يدها الاخرى امام صدرها، نظرة الحزم في عيناها كانت مُعدية
“برر! برر! برر!”
بإبتسامة تنم عن الفخر و الحماسة رفعت كيري وجهها نحو السقف، تستمع لموسيقى الانتصار القريب بدمً يغل و روح عازمة
الفتاة التي فتحت اعينها فوجدت امها الملكة تتحول لهذه المومياء على يد الغزاة عديمي الرحمة، الفتاة التي كرست حياتها لينجو عرقها… يمكنها من الان رؤية مستقبل بلا دخلاء قريباً، يمكنها رؤية الجنة!!
“همم؟” بينما تنظر للأعلى لمحت كيري شيئاً غريباً على المكان، كانت دائرة زرقاء كبيرة، الفضاء بداخلها يتميع و كأنه سطح مائي مضطرب، و بعدها بدأ الجميع ينظرون للأعلى واحداً وراء الاخر بسبب الاضطرابات الحاصلة
*بزززت* يدان ذهبيتان ضخمتان خرجتا من تلك الدائرة اولاً، ثم الرأس فالجزع، ثم *ووش* دفع ذلك الضخم نفسه ليخرج بقية جسده و يظهر بالكامل للناظرين، لقد كان سيد حرب!!
سيد الحرب لم يحاول الطيران بعد خروجه بل ترك الجاذبية تقوم بعملها *بااااااااااانج*
“لااااا!!”
“امي.. امي.. واااا!!”
“اااه–!!”
هبط سيد الحرب الضخم فوق رؤوس الجميع كحجر يسقط فوق عش النمل، التجويف كله ارتجف من شدة الاصطدام و عدد من الصخور بدأ يتساقط من السقف، عشرات المنازل تساوت بالارض تحت اقدام سيد الحرب و الصخور، و بالطبع، مئات الاشخاص إرتموا بين قتيل و جريح.
“اقـ.. اقضوا على الدخيل!!” كيري صاحت بقوة بعدما استعادت شيئاً من وعيها
*بززت* *بززت* *بززت*
ثلاث دوائر زرقاء اخرى فُتحت في الاعلى و خرج منها سيدا حرب اخرين و تبعه عدد من الاباطرة القتاليين محدثين موجة اخرى من الدمار، بعدها بدأ الجيش الذهبي ينهمر عليهم من الاعلى من البوابات الاربعة كالامطار!
“اوه لا.. لا لا لا!!” وضعت كيري كفاها على رأسها، لقد تعرفت على ذلك الجيش فوراً، انه الذي تم ارساله نحو الغرب لقتال امبراطورية الثعبان العظيم!!
“ااااااههـ–!!”
“يجب ان نخرج من هنا!!”
مع ان في جانبهم عدد اباطرة قتاليين اكبر و عدد جنود اكبر، إلا ان اول فكرة جالت في رؤوس انصاف القطاط هى الهرب… ربما السبب هو الصدمة؟ الدمار التي يحدثه الغزاة بين المدنيين؟ او ربما ضيق المكان و خشيتهم ان يُطبق فوق رؤوسهم؟
في جميع الحالات…
*بااام* *بااام* *بااام*
عدد من جنود امبراطورية البداية الحقيقية لزموا السقف و بدأوا بمهاجمة اي فجوة يجدوها، فيدمروها فوراً او يقوموا بسدها، كل المخارج و المداخل اُغلقت، الان التجويف تحت الارض عاد ليكون تحت الارض فقط!!
بعدها بدأ كل بنى اعمدته بقانون اللهب بإشعال النار في السقف و الاباطرة مستخدمي الرياح ساعدوا على تهويتها لتزداد اشتعالاً، بعدها بقي اباطرة البشر في الاعلى يحافظوا على الشعلة و يبقوها متأججة، التجويف الذي كان بالكاد مضئ بالحشرات اصبح و كأنه تحت الشمس مباشرةً!
“اااه- اااه!!” درجة الحرارة ازدادت لدرجة مخيفة بدأت تلسع المواطنين في الاسفل و تؤثر حتى المقاتلين و الاباطرة، لولا اباطرة البداية الحقيقية لديهم قطع في دروعهم تساعد على التلاعب في الحرارة لكانوا احترقوا ايضاً
و الاسوأ.. لم يعد لدى القطاط ظلال ليختبؤوا فيها، انهم عراة تماماً في وجه اسياد الحرب الثلاث و الجيش الذهبي المنظم!
“غررر!!” الهلع اصاب الجميع، كـ قطاط برية استيقظت من النوم فوجدت انفسها داخل قفص مشتعل… زعماء العشائر موجودين و ملِكتهم الغير متوجة نفسها موجودين و مع ذلك كلاٍ بدأ يتصرف على مزاجه، البعض يحاول فتح احد المخارج و البعض يحاول الدفاع عن نفسه ضد الجيش الذهبي.. لقد كانت فوضى مدمرة
*خطوة* *خطوة* تراجعت كيري للخلف، عيناها تحولتا من الامل و الفخر لصدمة و خوف، عالمها ينهار امام اعينها، حتى ذلك التجويف العفن الذي كانوا يلجؤون إليه لن يكون متاحاً بعد اليوم؟! لا… هل سيكون لهم وجود اصلاً في نهاية اليوم؟
“لا.. اقتلوهم! اعدادهم اقل منا كما انهم في ارضنا! اقتلوهم جميعاً!!” اخيراً كيري استجمعت شتات نفسها و صاحت بأمر جديد
لكن لم يتقبلها الجميع بصدر رحب: “كيري ايتها الملعونة، بما وعدوكي لتخوني بني جنسك؟!”
“اتمنى ان تذهبي للجحيم! للجحيــــــــم!!”
*بااانج*
“لا..” اخذت كيري بضع خطوت اخرى للخلف، عيناها تعكسان منظر الحرائق و الجثث المهروسة على الارض، “انا؟ خائنة..؟”
عندما حلت كارثة وادي الظلام و تدمير المدن كانت كيري ما تزال طفلة و لم تر ما حدث، لكنها ترى شئ مشابه الان… الفاجعة تتكرر الان امام اعينها، و بسبب قرارها بجمع الجيش!
“اوه لا، امي!!” إلتفت كيري نحو اتجاه معين، و طارت بسرعة
================
لدعم هذا العمل مادياً:
باي بال: paypal.me/eslam997
دفع فيزا مباشر موقع كوفي : https://ko-fi.com/teamoney
اي محفظة كاش مصر: 01020451397
بايير: P1017229514
إجمالي دعم هذا الشهر:245$.
+ اي 5$ فوق الـ 150$ الاساسيين = فصل اضافي.
~~~~
لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء
~~~~~~~
الموقع القديم لمشاهدة الفصول القديمة:
novelxs.com/novel/lord-of-the-truth
~~~~~~
سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:
https://discord.gg/AxDFN6uVTE
======
فصول الشهر 49/25