بعد يوم كامل–
*سووش*
انطلقت كيري بكل ما اوتيت من قوة، مستواها كإمبراطورة قتالية متوسطة المستوى جعلها تثني عشرات الامتار تحت قدميها في كل خطوة
*حفيف* *حفيف*
الغابة الكثيفة والوحوش الصغيرة التي تشبه العظاءات ذا الـ 8 ارجل و السنوريات مختلفة الاحجام و الاشكال لم تتمكن من ابطاء كيري و لو قليلاً، بل لوحظ ان بعض النباتات ذات الوعي البسيط كانت تتحرك من امامها خوف ان تُستحق!
بعدما وصلت كيري لنقطة معينة شديدة الظُلمة و التشابك، وقف للحظة و ألقت حولها نظرة فاحصة، ثم صاحت بقوة: “القط السعيد لا يعيش طويلاً في الادغال!” ثم حضنت نفسها و اغلقت عينها.
*هووووم* الارض تحت قدمها إنشقت و اُبتلعت بالكامل، ثم بـ *هووووم* اخرى اغلقت مرة اخرى و عادت الغابة لهدوءها التام
*وووش* كيري شعرت بمحيطها يتغير بسرعة و الهواء يرفع شعرها القصير للأعلى، لقد كانت تسقط بسرعة، مكان ضيق جداً يساع بالكاد لشخص واحد يمكنه ان تشم التراب الذي يكاد يحك انفها!
بعد بضع ثوانٍ من السقوط الحرب اخيراً إرتطمت قدما كيري بالأرض *باااا* اخيراً فتحت عيناها و بدأت تمشي للأمام بثقة، “لقد عدت.”
ما فتحت كيري عينها عليه كان تجويف كبير تحت الارض، على مرمى البصر يوجد عدد كبير من بيوت مصنوعة من الطوب الطيني مكونة من دور واحد و شوارع ضيقة يمكن بالكاد لشخصين المرور بجوار بعضهم فيها، الشئ الوحيد الذي يضئ المكان بإضاءة خافتة هو النجوم المتواجد في سقف التجويف، لكن بالتركيز عليه قليلاً سيكون من الواضح انه من الحشرات الكبيرة المتوهجة!
“الاخت الكبرى كيري!”
“الزعيمة كيري قد عادت اخيراً!”
عدة اطفال ذوي أذان مزغبة و كفوف ممتلئة جاؤوا فاتحين أذرعهم فرحين بالفتاة، و من بعدهم جاء عدد من كبار السن وثم بدأ يظهر عدد من الشباب المتحمسين، بالكاد الفتاة ظهرت لكن ظهر امامها المئات من الاشخاص من مختلف الاعمار!
لكن كيري لم تفرح بهذا المنظر ابداً، كل ما فعلته هو الايماء و التربيت على رؤوس الاطفال… ما تراه الان هو نتاج حشر اعدادهم الكبيرة نسبياً في مساحة صغيرة، التجويف مهما كان كبير فهم يختبؤوا فيه منذ مئات السنين و قد اضحى صغير عليهم، و مع ذلك، ايجاد اماكن اختباء اخرى جيدة لم تكن بالمهمة السهلة.
“زعيمة، هل انتصرنا بعد؟!” عينا احد الشباب لمعت، و البقية صمتوا منتظرين الرد
لقد خرجت كيري و معه عدد من المقاتلين قبل اسابيع لتحاول استعادة السيطرة على الكوكب بعدما اخبرتهم الاستخبارات ان المارشال قد غادر، و هذه اول مرة تعود فيها
“لقد اقتربنا كثيراً.” ردت كيري رد غير مُرضي للكثيرين لكنها لم ترد المتابعة، بعدها تركتهم و غادرت
*صرير* في منتصف التجويف وجدت كيري منزلاً لا يختلف كثيراً عن المنازل القذرة المحيطة، و فتحت بابه ببطئ، “مليكتي… امي، انا عدت!”
“… كيري، أهذا حقاً انت؟” كان هنالك شخص واحد بداخل ذلك المنزل، امرأة عجوز من جنس انصاف القطط، نحيفة جداً و تجلس على كرسي مُحطم في وسط غرفة كبيرة، بعدما سمعت صوت ابنتها بالكاد حاول ان تُحرك يدها نحو الباب لتلمس ابنتها لكن لم تستطع رفع اصبع، عيناها البيضاء الخاوية كانت تكفي لتقول عن حالة نظرها ايضاً…
“اجل.. اجل انه انا.” اخذت كيري بضع خطوت و ركعت امام والدتها و لعقت يداها الاثنتين، سيل من الدموع هرب من عيناها لم تستطيع كبحه
مع انها لم تكن اول مرى ترى امها في هذه الحال إلا ان في كل مرة تبكي، فهذه المرأة كانت عظيمة الشأن ذات يوم، لقد كانت الملكة تاو.
عند موت جدتها قبل كل تلك السنين كانت امها هى اصغر اخوتها، طفلة صغيرة لم تستطيع فعل شئ حيال الاحداث و لم يكن لها حزب، اما البقية فكلٍ أصر على ان يكون القائد الجديد و كلاٍ انشغل في مآربه الخارجية و الداخلية برفقة حفنة من اتباعه
فقط عندما كبرت هذه الفتاة الصغيرة و شدت قوتها تمكنت من اخضاع مملكة قطط الليل الحزين مجدداً و وحدتهم تحت لواء الملكة تاو ليقفوا ضد الغزاة الطامعين، لكن وأسفاه… بعد حدوث ذلك مباشرةً فعلها زانوكس مجدداً و اقام المكيدة الثانية التي دمر فيها مدن المملكة كلها و سفك دم ملايين الابرياء.
في ذلك اليوم قادت الملكة تاو كل جنودها المتبقين في وادي الظلام و هاجمت زانوكس بقلب ميت، قتال وجه لوجه لم يكن لديها نية لا هى ولا اتباعها في العودة احياء
لكن زانوكس لم يكن لديه نية في بدأ معركة حتى الموت، بعدما ارهق الجيش بالانسحابات المستمرة تمكن من عزل الملكة تاو بعيدا عن جيشها و هاجمها هو و عدد من جينرالاته معاً، عندما تمكن جيشها من اللحاق بها اخيراً و تمكنوا من طرد زانوكس و اتباعه، وجدوها على شفير الموت
مركز تجمع الطاقة لديها دُمر و ظهرت اصابات متفرقة في نطاق روحها، لو كان احد غيرها لمات فوراً، لكنها تشبثت بالحياة و هى تصرخ بغضب و سخط، لكن ذلك لسخط نحو المارشال زانوكس لم يعالجها، لم تكن لديهم طريقة لمعالجتها… فتحولت لما هى عليه الان.
السبب الوحيد الذي جعل من تبقى من مملكة قطط الليل الحزين ان يوافقوا على منحها كل انواع موارد اطالة العمر، هو ان إبنتها كيري كانت في المشهد بالفعل و شُهد لها بالموهبة، و حتى الان هى ولية العهد و ملِكتهم الغير رسمية.
“عُدتي مبكراً يا ابنتي.. هل انتهيتي.. هل قتلتي اتباع زانوكس؟” الملكة تاو العجوز حاولت التحدث، لكن فمها عديم الاسنان جعل الفهم صعباً
“اقتربنا يا امي، حصلت مشاكل مفاجئة و ظهر لنا غزاة جدد، لكنهم مجموعة من الحمقى قتلنا زعيمتهم بسهولة. جئت لأخذ الإذن بإصدار اوامر التعبئة العام، يجب ان نجمع جيشنا كله و نقضي على كل الغزاة بحركة واحدة.” عينا كيري لمعت بنية قتل
“أحسنتي، هكذا يجب التعامل مع الغزاة الطامعين، بإسلوبهم.” الغريب ان عينا الملكة تاو الفارغة لمعت بنية قتل ابشع، “افعليها… لديك رضا الملكة، خذي الرموز الملكية و ارسليها لكل العشائر بأن يرسلوا قواتهم الكاملة إلى هنا في غضون ثلاث ايام بحد اقصى… العشيرة التي ترفض الانصياع لك… لك مباركتي بقتلهم جميعاً.”
“…” اومئت كيري بقوة و عينان حازمتين، ثم إلتفت و غادرت المنزل بإحترام شديد
بالطبع هى لم يكن عليها اخذ الاذن، فالرموز الملكية بحوذتها. و لا احد يعترف بقوة الملكة تاو بعد الان، فهى حاكمتهم الحالية لكنها ترفض اخذ اللقب. هى فقط تريد ان تشعر امها بأنها ما تزال حية و لها رأي و نفوذ…
“…” الملكة تاو عادت لتوطئ رأسها للاسفل، عادت للصمت المدقع و الوحدة القاتلة، و الآلام المبرحة، الشئ الوحيد الذي يعطيها القوة لتقاوم هذا الجحيم هو انها تريد ان ترى اليوم حين يُقتل زانوكس و تشعر بدماء جنود امبراطورية الثعبان العظيم و هو تروي الارض!!
لكن الصمت لم يدم طويلاً، في هذه اللحظة سمعت صوتاً و كأنه خرج من تحت الارض: “اوه هذا كان مؤثر، كدت ان ابكي…”
“من؟!” لفت الملكة تاو رأسها بسرعة مرتعبة، ثم “ااا—”
الارض انشقت، و إبتلعتها.
================
لدعم هذا العمل مادياً:
باي بال: paypal.me/eslam997
دفع فيزا مباشر موقع كوفي : https://ko-fi.com/teamoney
اي محفظة كاش مصر: 01020451397
بايير: P1017229514
إجمالي دعم هذا الشهر:245$.
+ اي 5$ فوق الـ 150$ الاساسيين = فصل اضافي.
~~~~
لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء
~~~~~~~
الموقع القديم لمشاهدة الفصول القديمة:
novelxs.com/novel/lord-of-the-truth
~~~~~~
سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:
https://discord.gg/AxDFN6uVTE
======
فصول الشهر 49/24