اذكروا الله

**بعد نصف يوم – محيط بوابة الفضاء**
*بوووم*

“هناك! لا… هناك!!”

“أشعلوا المشاعل! أطلقوا النيران!”

“سحقاً…!!”

تماماً كالمرة الأولى التي ظهر فيها جيش البداية الحقيقية، فجأة وجدوا زملاءهم يتساقطون واحداً تلو الآخر بإصابات مختلفة. فوراً عرفوا أن جنس أنصاف القطط قد عاد، فقاموا بإسناد ظهورهم لبعضهم البعض وشددوا التشكيلات الدفاعية المتفق عليها. لكن لسوء حظهم، هجوم اليوم لم يكن كسابقيه.

“إنهم يكذبون! يستحيل أن الجنرال إليزابيث قد قُتلت على يد أولئك المحليين الأوغاد!!” أحد الضباط تحت إمرة إليزابيث صاح بغضب، عيناه ممتلئتان بالدموع. ذلك الشخص كان من عائلة ترينت وأحد المقربين جداً من إليزابيث حتى عندما كانت إمبراطورة الشجرة المقدسة.

“تباً لك يا جايمز! أخرج من حالتك وانتبه للمعركة التي أمامنا!!” واحد من الضباط الآخرين صاح منزعجاً.

موجة اليوم لم تكن كسابقتها لسببين:
الأول هو أن امرأة ضخمة ظهرت وأعلنت عن مقتل الجنرال إليزابيث. البعض صدقوا والبعض لم يصدقوا. في جميع الأحوال، هذا صنع نوعاً من الفوضى.
أما السبب الآخر، فهو أن أعدادهم أضعاف كل موجات الهجوم السابقة.

مع أنه لا يمكنهم رؤية كل المهاجمين بسبب أساليبهم، إلا أنه بقياس عدد الضحايا والأماكن التي تُهاجم في نفس الوقت، يوجد على الأقل ألف منهم!

“هاهاها!” المرأة الضخمة جاتا سحقت رأس جندي بمطرقة حرب. *باام* ثم تفاخرت على الملأ: “مجموعة من الحمقى يريدون الاستيلاء على كوكبنا؟ سَتُقتلون جميعاً كما قتلنا جنرالكم وقطعنا رأسها!” بعدها ركضت نحو الغابة.

“توقفي!!” الشخص المدعو جايمز صاح ثم حاول الخروج وراء جاتا. “تعالوا ورائي!”

“فليتبعني فريقي، سنتوجه نحو البوابة!”

“انتظروا، أنا أحتاجكم هنا، لن نتمكن من الصمود بمفردنا!”

“اصمت! يجب أن أبحث عن الجنرال، حتى لو كانت جثة يجب أن أعيدها!”

من بين ظلال الغابة، جاتا قهقهت بخبث. رؤية ما يقارب سبعة ضباط يُطلقون الأوامر يميناً ويساراً، كل على حدة، هذا هو ما كانت تريد رؤيته… ثم مررت نظرها نحو الجنود وارتسمت الابتسامة على وجهها أكثر.

الجنود كانوا في حالة يُرثى لها يتلقون أوامر متضاربة، وفي نفس الوقت يُهاجمون من حيث لا يدرون. بسبب قلة الأوامر التي تأتيهم واختلافها، بعضهم بدأوا يتصرفون من تلقاء أنفسهم فبدأوا بالهجوم بشكل عشوائي من الهلع، فقط ليصيبوا أعوانهم.

هذه هي الحفرة التي يقع فيها جميع الجيوش المنظمة فور مقتل قائدهم!

الشيء الوحيد الذي يمكن اعتباره سيئاً بالنسبة لها هو حقيقة أنهم ليسوا متجولي الظلال الوحيدين هنا. بل هناك شيء يجول في ظلال ساحة المعركة أشد منهم سواداً وأظلم تأثيراً، إنهم أولئك الأشخاص المدعوون بسيوف الظل.

أولئك الأشخاص يمكنهم إيجاد مقاتلي مملكة قطط الليل الحزين، لكن العكس مستحيل. هم يظهرون فيطعنون أحد أنصاف القطط ويتركوه يصرخ جاذباً أنظار بقية أفراد الجيش المرتدي الذهبي. فيجتمعون حوله ويقتلونه.

الشيء الوحيد المطمئن قليلاً حيال الوجود المدعو سيوف الظل هو أن أعدادهم قليلة ولا يوجد بينهم إمبراطور قتالي واحد. وإلا كانت ستحل عليهم كارثة حقيقية!

في هذه اللحظة جاءت صيحة من شخص ظهر وسط الضباط. لقد كان سيف ظل: “يكفي، جميعكم! هل تعتقدون أنكم أحرار الآن؟ هل نسيتم مهمتكم الرئيسية الموكلة لكم من معاليه روبين بورتون شخصياً؟”

“أي مهمة؟ ماذا يمكن أن نفعل بدون الجنرال؟” صاح أحد الضباط بغضب.

“أمنوا محيط البوابة حتى يُعاد بناؤها!”
صاح سيف الظل على الضباط، ثم نظر للخلف وصرخ بقوة على الجنود: “هذه أوامر معاليه لكم: أمنوا محيط البوابة حتى يُعاد بناؤها!!”

**تلك الجملة البسيطة كانت ككلمة السر التي فعَلت شيئاً في أذهان الجنود.**
“أمنوا محيط البوابة حتى يُعاد بناؤها!”
“أمنوا محيط البوابة حتى يُعاد بناؤها!”

بدأ الجنود بالترديد بصوت عالٍ بعدما وجدوا هدفاً أخيراً. حتى بدون أي أوامر تأتيهم من الضباط بدأوا بالتركيز على أوامر الأعلى مقاماً، أوامر معاليه المطلقة!!
*بوووووم* *بوووووم*

“أرأيتم هذا؟ الجنود لديهم حس سليم أكثر منكم!!”أحد الضباط أشار للأسفل وصاح على رفاقه بحسرة، ثم، *سوووش* انطلق للأسفل حاملاً سلاحه وهو يردد:
“أمنوا محيط البوابة حتى يُعاد بناؤها!”

*كراااك*
الضابط جايمز ضغط يديه بقوة، ثم في النهاية تنهد وتبعهم: “سننفذ المهمة أولاً، بعدها لا تحاولوا إيقافي!”

ثم تبعه الضابط التالي، ثم التالي. كل واحد قاد جنوده نحو إحدى الثغرات في المصفوفات غير المكتملة، وثلاثة ضباط أخذوا جنودهم ليحاصروا أسياد النقوش والحدادين الإلهيين لحمايتهم.

في رؤوسهم مهمة واحدة تتردد على ألسنتهم. وفوقهم عدد من الضباط الخبراء يعطونهم الأوامر الدقيقة. بسرعة استعادت القوات الدفاعية قوتها. التشكيلات والكمائن التي أعدوها لأنصاف القطط بدأت تؤتي ثمارها. كل بضع ثوانٍ كانت تُلقى جثة منهم على الأرض فاقدة أي أثر للحياة.

“همم؟” جاتا عقدت حواجبها الكثيفة. “…هذا قد يكون سيئاً قليلاً.”

من هو ذلك المعالي الذي جعل الجنود يتناسون موقفهم السيئ وموت جنرالهم، وأوصل معنوياتهم لهذه الذروة حتى أثناء غيابه؟ عند موت الجدة قبل كل تلك السنين، كان لديهم أحد يستطيع لم شمل البقية. بل بعد غياب زانوكس لم يستطع جنوده استخدام كلماته لجمع شملهم.

*ووش* *ووش*

“همم؟”
في هذه اللحظة انطلق من بين دائرة حماية أسياد النقوش شيء يشبه الكرة المضيئة نحو السماء. كانت بطيئة ولامعة، جاذبة جداً للنظر.

“ما الذي..؟” في اللحظة التي وصلت فيها تلك الكرة إلى ارتفاع معين، انفجرت. *بششششــــ*

ذلك الانفجار لم يؤذِ أحداً، لكنه كان كقنبلة الضوء حول الغابة الضبابية، لنهار يوم صيفٍ حار.

“لا!!” عندما رأت جاتا هذا، صاحت بشدة ثم نظرت للأسفل. ظلال أتباعها كانت مرئية إلى حد كبير.

“اقتلوا الدخلاء الملاعين!!”

*سلاااش* *سلااش*

الكرة المضيئة استغرقت 10 ثوانٍ لتفقد بريقها وتنطفئ. خلال تلك العشر ثوانٍ، قُتل أكثر من 80 من جنس أنصاف القطط!

“من أطلق تلك الكرة؟” أحد الضباط المسؤولين عن حماية أسياد النقوش نظر لداخل دائرة الحماية.

“أ-أنا، أنا يا سيدي!” شاب صغير رفع يده، لم يبدو أنه وصل إلى سن الـ 18 بعد. لقد كان أحد مستعملي قانون الضوء الرئيسي القادمين من أجل تقطيع ولحام البوابة!

“هاها، أحسنت! افعلها مجدداً. جميع مستخدمي الضوء، افعلوها أيضاً!”

================
لدعم هذا العمل مادياً:

باي بال: paypal.me/eslam997

دفع فيزا مباشر موقع كوفي : https://ko-fi.com/teamoney

اي محفظة كاش مصر: 01020451397

بايير: P1017229514

إجمالي دعم هذا الشهر:245$.

+ اي 5$ فوق الـ 150$ الاساسيين = فصل اضافي.
~~~~

لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء

~~~~~~~

الموقع القديم لمشاهدة الفصول القديمة:

novelxs.com/novel/lord-of-the-truth
~~~~~~

سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:

https://discord.gg/AxDFN6uVTE
======
فصول الشهر 49/23

من Zeus

-+=