قبل بضعة ايام– كوكب أر 3

“…اضرب الظهر فتتساقط الارجل، اقطع الرأس فيسقط الجسد، هل انتي مستعدي للمضي في طريقك، ايتها الرأس؟ هاهاها.” الفتاة المدعوة كيري ضحكت بخبث ثم اخرج خنجر طويل، و تقدمت بخطىً خلابة واضعة قدم امام الاخرى

على الأرض، كانت إليزابيث تجاهد لتبقى واعية. دماؤها تنزف بغزارة من الجرح العميق في جانبها، وجسدها يرتجف مع كل محاولة يائسة منها للتحرك. “لا… ليس عليكِ فعل ذلك…” همست بصوت بالكاد يسمع، بينما عيناها، المملوءتان بالدموع، تتوسلان الرحمة. حاولت رفع يدها الضعيفة كما لو كانت تسعى لإيقاف المحتوم، لكن…

ثم صرخت فجأة بصوت مفجوع حين شعرت بالألم يمزقها مجددًا. المرأة الضخمة التي تقف خلفها لحظت انها تحاول عمل شئ فبدأت بلف الخنجر المغروس في جسدها. قوة المرأة الهائلة و اسلوبها الشرس جعلت من صراع إليزابيث شيئًا لا يكاد يُلاحظ، وكأنها فراشة عالقة بين أنياب وحش.

“الوداع، سأتأكد من ارسال جيشك الغازي خلفك. بطريقة اسوأ!” بإبتسامة شيطانية رفعت كيري الخنجر الطويل بلا اهتمام و بـ *سلاااش* ضربت نحو عنق إليزابيث

*بششـــ* بعين مفتوحة غير مُصدقة، سقطت رأس إليزابيث، إرتطمت بالارض عدة مرات قبل ان تتوقف.

“همف، حثالة.” المرأة الضخمة ألقت بقية الجثة للجانب ثم نفضت خنجرها من الدم بواسطة التراب، و وضعته في غمده مجدداً، قبل ان تضحك نحو كيري: “هذا كان اسهل مما توقعنا، هاه؟”

“…..” كيري أطلت النظر لرأس إليزابيث المقطوع، ثم تنهدت، “انها تذكرني بما كنا عليه، حالمة لا تعرف كيف يسير العالم الحقيقي، اشعر بالحزن عليها، هل تسرعنا؟”

“انها مجرد حمقاء، و من عينها كجينرال هو احمق مثلها.” المرأة الضخمة ضحكت بصوت عالٍ، “لو كل جينرالاتهم يتصرفوا بهذه الصبيانية و هم فعلاً في حرب ضد امبراطورية الثعبان العظيم، فهم سيكونوا الخاسرين لا محالة.”

“…” اومئت كيري عدة مرات، عندما يتقابل هذا النوع من الجينرالات الخرقى ضد جينرالات و مارشالات امبراطورية الثعبان العظيم، ماذا قد تكون النتيجة؟ لابد ان مجيئهم هنا هو ضربة حظ و لعلهم يريدوا الاستفادة من غياب امبراطورية الثعبان العظيم عن المكان فقط. عمل اي اتفاقية مع اولائك الغرباء الحمقى كان سيوقعهم في مشاكل اكبر.

ثم ابعدت عيناها عن جثة إليزابيث، بدأً من تلك اللحظة عاملتها و كأنها جيفة حيوان لا تنفع ولا تضر، “ماذا ستفعلين الان، عمتي جاتا؟”

“بدون وجود قائد لن يتمكن الغزاة الجدد من التصدي لنا، عندما نعلن عن موتها سيصابوا بالهلع و الغضب، كل ضابط تحت تلك الجينرالة سيحاول التصرف بنفسه و لن يقبل أوامر من احد اخر.. ماذا سأفعل برأيك في موقف كهذا؟” العمة جاتا ضحكت بخبث، يمكنها بالفعل رفع رؤية جثث الغزاة تتراكم: “سأجمع كل الشباب و الفتيات المتوفرين و نهاجم اليوم، و بعدما ننتهي من تلك المجموعة على حدودنا سنذهب لتمشيط بقية الكوكب من بقاياهم.”

“همم تلك المجموعة على الحدود سهلة فعلاً، لكن المجموعة التي تركتهم و اتجهت غرباً اقوى بكثير، فيهم اولائك العمالقة الذهبيين، انهم يدمروا اي معقل يضعوا اعينهم عليه بسهولة، ايقافهم سيكون صعب جداً…” فركت كيري جبهتها بظهر يداها اللطيفتين

“نحن نراقبهم من فترة، كل بضع ساعات يتفككوا لآلاف البشر و يستريحوا، عندها سنقتلهم،” لوحت جاتا بغير اهتمام، “طالما هو مفتوحين لنا في العلن بينما لا يعرفوا عنا شئ فهم فرائس سهلة كل ما يمكنهم فعله هو الدفاع حتى يصلوا لمصيرهم المحتوم.”

اومئت كيري عدة مرات لكنها سرعان ما عقدت حاجبيها الكثيفين، “…معك حق، لكن لا يوجد الكثير من اتباعنا على الحدود، ستتمكننين من جمع الف مقاتل بحد اقصى، كيف ستشني هجوم اليوم؟”

بعد موجتي الإبادة على يد المارشال زانوكس وصلت اعدادهم لمرحلة خطرة، كما انهم انقسموا لعدة قبائل صغيرة و انتشروا على مساحات واسعة في مخابئ مختلفة حتى لا تتكرر المأساة مرة اخرى، لكن هذا كان له مساوءه ايضاً، فالان سواءً اعدادهم القليلة او المسافات بينهم تجعل إقامة اي جيش كبير صعب جداً.

لا يمكنهم سوى جمع فرق صغيرة و يعتمدوا على التسلل و القوة الفردية لإحداث اي فارق يذكر.

“لا يمكن الانتظار كثيراً، ألم تسمعي كلامهم عن اكتمال تلك الاشياء المسماه بالمصفوفات خلال ايام و انه لا يمكننا فعل شئ بعدها؟ علينا الضرب الان.” لوحت جاتا بحزم، “الحرية صوب اعيننا اخيراً فلا يمكننا التراجع!”

“معك حق.” اومئت كيري عدة، “اذهبي لجمع ما تقدرين عليه و ابدأئي الهجوم، لكن لا تضغطي على نفسك كثيراً، فقط عكري صفوهم و عطلي بناء المصفوفات تلك، اما انا سأعود لأمي و اجمع جيش من العشائر ثم أوافيك، اتفقنا؟”

“اتفقنا.” ربتت العمة جاتا على رأس كيري، “..كبرتي يا فتاة، اخيراً سننتهي من هذا الكابوس و ستفرغي للبحث عن زوج جيد.”

“حتى بعد التفرغ لا اعتقد اني سأجد احد يمكنه اخضاعي!” ضحك كيري بفخر، ثم انطلقت في اتجاه معين، بعدها عمتها هزت رأسها و انطلقت في الاتجاه الاخر.

*صمت~*

لم يبق في المكان غير جثة الجينرالة إليزابيث و الاشجار الكثيفة التي حولت الغابة أسفلها لظلام دامس

مرت عدة دقائق رحيل المرأتين حتى بدأت تُسمع اصوات الحشرات مجدداً، و بعد عدة ساعات عادت الثقة للوحوش المحلية للخروج مجدداً من مخابئهم بعد الرعب الذي شعروا به من هالة اولائك الثلاثة.

*غررر~*

احد الوحوش الذي يشبه القطاط بدأ ينزل من بين الاوراق المتشابكة اعلى الشجر، يتمشي على الجزع للأسفل ببطئ بأطرافه الستة كأنه يتحدى الجاذبية.

*بووش* قفز ذلك القطط المرقط لجوار جثة إليزابيث ثم بدأ يصدر اصواتاً ليخيف بقية الوحوش، ثم هَم و بفرح نحو رأس إليزابيث المقطوعة، و اخذ قضمة *كراانش*

بقضمة واحدة نهش قطعة كبيرة من رأسها و  معها الجزء الاسود من الخوذة و بدأ يمضغ بسعادة لبضع ثوانٍ.

لكن فجأة *بففـ* هز القط المرقط رأسه بقوة، بصق ما بفمه ثم ركض منزعجاً نحو اقرب مصدر للمياه، ملامحها تنم على القرف الشديد.

================
لدعم هذا العمل مادياً:

باي بال: paypal.me/eslam997

دفع فيزا مباشر موقع كوفي : https://ko-fi.com/teamoney

اي محفظة كاش مصر: 01020451397

بايير: P1017229514

إجمالي دعم هذا الشهر:245$.

+ اي 5$ فوق الـ 150$ الاساسيين = فصل اضافي.
~~~~

لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء

~~~~~~~

الموقع القديم لمشاهدة الفصول القديمة:

novelxs.com/novel/lord-of-the-truth
~~~~~~

سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:

https://discord.gg/AxDFN6uVTE
======
فصول الشهر 49/22

من Zeus

-+=