“فولب وشامشون؟” رفع قيصر حاجبًا واحدًا مستغرباً من قرار والده. “هل هذه فكرة جيدة؟ إنهم بالفعل خائفون من التعاون معنا، فهل نخبرهم أن يذهبوا ويقنعوا كوكبًا آخر كان في نفس محنتهم أن يخضعوا لنا خضوعًا كاملًا؟ أنت لا تفكر في جعل كوكب أر-1 مجرد حليف تبادل تجاري كما فعلنا مع كوكب جودا، صحيح؟”

“بالطبع لا~ لم أرد مشاكل مع سيد أعلى آخر، لذا تجنبت الشر وابتعدت عن جودا. هذا لا يعني أن الجميع يحصل على نفس المعاملة.” لوح روبين مبتسمًا، “وبما أنهم خائفون منا في جودا، فسيحاولون إرضاءنا وتسليمنا كواكب أخرى حتى نُبعد نظرنا عنهم. سترى، فولب وشامشون سيتفاوضان بالنيابة عنا وكأن حياتهم تعتمد على ذلك!”

رفع قيصر كتفيه وعاد ليقرأ اللفيفة… والده أحيانًا يتصرف وكأنه يلعب الشطرنج، يحرك القطع منتظرًا منها أن تتصرف بالطريقة التي يتوقعها. أما هو فلا يحب ذلك. لا يحب شعور انتظار شيء من أحد آخر. الاعتماد على الإخضاع بالقوة دائمًا يعمل، فلماذا تغييره؟

“معاليك، ماذا نفعل نحن الآن؟” سأل الجنرال مارتن باحترام.

“عودوا للكواكب التي خُصصت لكم.” صفق روبين. “حتى تنتهي المفاوضات، فنحن لا نعرف ماذا سيحدث. لا تتحركوا من هناك حتى ننتهي من بايثور كليًا ونتأكد أن الخطر قد زال.”

“حاضر، معاليك.” انحنى مارتن، ثم لف جسده مفتول العضلات وغادر مباشرة، دون وجود تقرير ليقدمه أو أوامر ليُفصلها له معاليه أكثر. فما الفائدة من البقاء؟

الفتاتان كاسيا وفيكتوريا بقيتا حوالي ساعة إضافية تتصفحان اللفيفة أكثر، وتتحدثان عن ما واجهتاه في كواكبهما الخاصة. بعدما وقفت كاسيا، سحبت زميلتها وغادرتا.

“..علينا بدء تصاميم سفن خاصة بنا اعتمادًا على هذه التصميمات الأولية. ركوب تلك الثعابين الطائرة ليس مريحًا إطلاقًا.” انتهى قيصر من القراءة أخيرًا.

“…ركز على مهمتك التالية. سلّم القيادة لأخيك ثيو ولا تشغل بالك بشيء آخر.” أطال روبين النظر في وجه ابنه لبضع ثوانٍ، ثم أضاف: “عندما يصل هولاك وريتشارد، تأكد من إخبارهم نفس الشيء. يجب أن تصلوا لأفضل حالاتكم بحلول الغد.”

“…..” جلس قيصر، نظر للأرض وأومأ بضع مرات دون قول شيء.

بقي أقل من يوم على موعد المفاوضات، حيث سيذهب هو، ريتشارد، هولاك وساكار مع أبيه إلى معقل الأعداء، مدينة الأمل. عدد الأمور التي يمكن أن تجري بشكل سيئ ببساطة مهول، ونسبة أي نجاح تكاد لا تُذكر. هل هو خائف؟ لا، في الحقيقة. لكن سيكون كذبًا لو قيل إنه لا يتوقع الأسوأ.

“ماذا ستفعل الآن؟” رفع قيصر رأسه وسأل والده.

نظر روبين نحو السقف مبتسمًا، “سأجلس هنا. المكان ليس سيئًا جدًا. ذلك الوغد الثعباني يحب الهدوء مثلي…”

ابتسم قيصر وهز رأسه. لقد عرف فورًا أن أباه يحاول تهدئة نفسه وربما التفكير في سيناريوهات للمعركة. وجوده هنا أكثر سيكون عبئًا عليه فقط، فضرب على فخذه ووقف. “سأذهب أنا إذًا. أراك غدًا.”

وفي طريقه للخروج، لمح شخصًا بجانب عينه. لقد كان رايدين، ما يزال جالسًا مكانه بابتسامة كبيرة تعلو وجهه. “….” فتوجه نحوه وأمسكه من الدرع على قفاه وسحبه معه للخارج.

“هاي، هل انتهى الاجتماع بالفعل؟ ما زلت أريد أن أحكي لمعاليه عن تفاصيل المعارك!!” اعترض رايدين.

لكن قيصر استمر في السحب على أي حال. “هيا يا بطل، تعال واحكي لي ما تريد في الخارج.”

هوووم

“هيهي~” قهقه روبين على هذا المشهد، ثم عدّل حالته الذهنية سريعًا ليعود وجهه للسكون التام. بعدها، اختفى النور من عينيه.

داخل نطاقه الروحي—
رااااورر!!
باااام بااام

“أوه؟ المكان يبدو مفعمًا بالحياة أكثر من العادة.” تجسيد روبين الفضي ظهر ضاحكًا.

“هل تمزح معي بحق الجحيم؟!” صوت إيفرجرين سُمع من بعيد، ثم جاءت تركض بسرعة نحو روبين، الإرهاق والغضب باديان عليها. “ما الذي كنت تفكر فيه بالضبط؟!”

“ماذا؟ ألم تخبريني أن أستخدم تقنية ملء الروح كثيرًا؟” ضحك روبين بصوت عالٍ وألقى نظرة حوله…

نطاقه الروحي أصبح مليئًا بالكرات البيضاء التي تحوم في الأرجاء. بعضها يرتطم ببعض، وأخرى تناطح الأشجار الفضية الضخمة وتحوم حول مذابح الروح.

بعضها كان يصدر أصواتًا كزئير وزمجرة كنوع من اللعب، لكنها لا تبدي أي عدائية. إنها الأرواح المبدئية للقتلى الذين وجدهم روبين في ساحة المعركة. بعضهم بشر، لكن معظمهم أرواح وحوش. عدد منهم وحوش وبشر في نطاق إمبراطور!!

لكن أعدادهم كانت كبيرة جدًا. في هذه اللحظة، كان يحاول عدد من الكائنات الروحية داخل نطاق روبين القبض على تلك الكرات وتقييدها، لكن أعدادهم الكبيرة وحركتهم السريعة بدا وكأنهم يحاولون القبض على مجموعة أطفال!

“…سأحتاج كل مساعدة ممكنة يوم غد.” تعبير روبين انقلب إلى الجدية، ثم رفع كلتا يديه بمساواة كتفيه.

اهتزاز اهتزاز

أرضية نطاقه الروحي أخذت تتزلزل لبضع ثوانٍ، ثم بدأت تخرج منها نتوءات عدة، تحورت لتتخذ شكل بركان، وخرج من كل بركان مثقاب وعدد من السلاسل… خلال دقائق معدودة، قام روبين بتشكيل عشرين ألف مذبح روح جديد!

أاه!!

كرات الروح المبدئية بدأت تهرب في كل مكان من السلاسل، لكن إلى أين؟ بسرعة وأمام روبين، بدأ يتم القبض عليها بسهولة، وسلسلة كل واحدة منهن تُثبت فوق مذبح قبل أن يبدأ المثقاب في ذلك المذبح بالعمل مباشرة.

وهذه المرة، لم تتحرك المثاقيب برفق أو تنتظر القطرة حتى تتجمع لبضع دقائق وتسقط على الأرضية لتمتص برفق قبل أن تبدأ في جمع غيرها. سرعة الجمع تضاعفت عدة مرات!

“….” برؤية ذلك المشهد المهيب، لم تتمكن إيفرجرين من قول شيء. لم تقدر إلا على إرسال نظرة جانبية نحو روبين قبل أن تعود لتراقب المصير البائس لتلك الكرات الروحية. لكن العتبة الأولى لحياة جديدة تنتظرهم.

أما روبين نفسه، فقد وجه نفسه نحو أكبر مذبح روح موجود، ثم بدأ يمشي نحوه بثبات وحزم ظاهرين. “أعتذر عن تركك تنتظر كثيرًا. دعنا ننتهي من هذا.”

================
لدعم هذا العمل مادياً:

باي بال: paypal.me/eslam997

دفع فيزا مباشر موقع كوفي : https://ko-fi.com/teamoney

اي محفظة كاش مصر: 01020451397

بايير: P1017229514

إجمالي دعم هذا الشهر:245$.

+ اي 5$ فوق الـ 150$ الاساسيين = فصل اضافي.
~~~~

لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء

~~~~~~~

الموقع القديم لمشاهدة الفصول القديمة:

novelxs.com/novel/lord-of-the-truth
~~~~~~

سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:

https://discord.gg/AxDFN6uVTE
======
فصول الشهر 49/21

من Zeus

-+=