من ضمن التجارب، هذا اسلوبي العادي لمن نساه في الفصلين السابقين… مجدداً، أيهم تُفضلوا؟ بعضكم اعجبه و بعضكم رفضه بقوة.
“هنالك طرق أخرى يمكننا التفاهم بها.” ابتسامة روبين الأنيقة الواثقة عادت إلى وجهه مجددًا. كل كلامه السابق كان من أجل الوصول إلى هذه اللحظة. ثم أكمل وهو يرفع أصابعه الوسطى الثلاث: “في الحقيقة، بجانب الخيار الواضح وهو محاولة قتل بعضنا البعض، هناك ثلاثة خيارات أخرى.”
“هسسســـ~” ضيّق دورغر عينيه، محاولًا الاستماع دون أن يقول شيئًا.
“الأول، أن تعود إلى عرينك حول بحر السم وتأخذ وحوشك معك. لا أريد أن أراك مرة أخرى طالما أنني حاكم هذا الكوكب. سأكفيك شري، وفي المقابل أريدك أن تسيطر على أتباعك وألا يقربوا إمبراطوريتي. سأخصص لكم مساحة كافية لتعيشوا فيها وتأكلوا بعضكم البعض على راحتكم. إذا تخطى أحدكم تلك الحدود التي سأرسمها لكم، سأقتله، ثم أرسل جيشًا ليقتل مئة ألف منكم كعقاب.” أنزل روبين أول إصبع.
اضطراب
حراشف دورغر أخذت تصطدم ببعضها. “أنت… تبالغ… كثيرًا!!”
غضب دورغر بلغ ذروته بلا شك. حتى في عهد بايثور وأثناء الحروب اليومية، لم يتم حشر جميع الوحوش حول بحر السم كما يقول روبين. بخلاف دورغر المراقب بشدة، كان الآخرون يخرجون للصيد والتجول بحرية. حتى الطغاة التسعة لطالما تحركوا بحرية في أرجاء كوكب صخرة السم!
وكيف إذا خرج أحدهم سيرسل روبين جيشًا لغزوهم وقتل مئة ألف منهم؟ ما هذا بالضبط؟ كيف يمكن لدورغر السيطرة على كل تلك الوحوش؟ وكم مرة سيتحمل هذه الإهانة من غزو وقتل قبل أن يفقد احترام أتباعه أو يجد نفسه مضطرًا للخروج للحرب مرة أخرى؟
“هذا هو خيارك الأول. إن اخترته، لن أعدل فيه حرفًا!” فتح روبين عينيه بسلطة مطلقة، ثم أنزل إصبعه الثاني. “الخيار الثاني هو أن أمنحك مساحة تفوق مساحة بحر السم بثلاث مرات، أي ما يعادل 10% من مساحة الكوكب الكلية. إذا اجتاز أحد الوحوش الحدود، سأقتله هو فقط. لكن بشرط: أن تسلمني مقدار بِركة صغيرة من دمك كل عام. حسب ما أرى من جسدك الضخم، فلا أعتقد أن هذا سيؤذيك كثيراً.”
“غررر–” انتفض الوحش الطاغي الذي يشبه الذئب، وقف الشعر على جسده كأنه تكهرب. كان مستعدًا للهجوم بلا ريب… بِركة من دم مليكهم كل عام؟ بايثور بالكاد أخذ بضع براميل على مدار عشرة آلاف سنة!
عالمًا أن خياراته مبالغ فيها، تكلم روبين بسرعة قبل أن يبدي أحدهم أي رد فعل. ثم أنزل إصبعه الأخير: “الخيار الثالث، هو أن أمنحك المساحة خلفكم بالكامل وحتى هذا المضيق، مساحة تعادل ربع الكوكب تقريبًا، مقابل التعاون.”
“…تعاون؟ هِس هِس هِس~” ضحكة غريبة خرجت من فم دورغر. “ماذا لدى الوحوش… والبشر… ليتعاونوا عليه؟ ماذا لديك أنت… وقد أريده أنا، دورغر الملتهم! كل مصطلحاتكم، طموحاتكم، أحلامكم… كل شيء حولكم… لا يهمني.”
لمعان
روبين أخرج شيئًا من خاتم الفضاء ورفعه إلى الأعلى بيد واحدة.
“هسسس؟” أنزل دورغر رأسه قليلاً ليتفحص ما أخرجه ذلك البشر، ثم فتح عينيه على آخرهما. “هذا..؟!”
ذلك الشيء كان كرويًا بحجم برتقالة تقريبًا، لكنه كان يشع بطاقة طبيعية غير عادية، كما أنه يحتوي على غيوم أرجوانية في داخله. هالة تلك الكرة لم تكن غريبة أبدًا… إنه مسار التدمير!
ابتسم روبين… يبدو أن تخميني كان صحيحًا!
هذا الكوكب لا يحتوي على درر طاقة، ودورغر الذي لم يغادر جوار بحر السم خلال العشرة آلاف سنة الأخيرة، قطعًا لن يعرف شيئًا عن الدرر التي كان يجمعها بايثور. ربما هذه هي المرة الأولى التي يرى فيها درة طاقة!
المغزى؟ الدرة العادية الواحدة تحمل طاقة تعادل ما يقارب 15 مليون حجر طاقة عادي، أو عدة أطنان من جوهر الطاقة السائل. أي كائن حي يسعى إلى القوة، مهما كان نوع مسار تدريبه، سيرغب في امتلاك واحدة وسيعتبرها كنزه الثمين!
لكن هذه ليست مجرد درة طاقة… إنها درة تحتوي على ألفة مسار التدمير، نفس المسار الذي يندرج تحته دورغر. إنها من الدفعة الأولى من الدرر التي تكونت من تضحيات الجنود في الهرم المدرج!
اضطراب
تحرك جسد دورغر الضخم إلى الأمام قليلاً، وانخفض رأسه الضخم المعلق بجوار الغيوم ليلقي نظرة أقرب على الدرة. في هذه اللحظة، بدا كعثٍ مغرم يرى النار لأول مرة!
“…!!” حتى الوحوش الأخرى، وخاصة الطغاة التسعة، لمعت أعينهم.
“تسك تسك~ ليس بعد يا عزيزي. يجب أن نتفق أولاً!” سحب روبين يده التي تحمل الدرة إلى الخلف وهز رأسه ضاحكًا. “أدرك أنك تعلم ما الذي تعنيه تلك الدرة لك، أليس كذلك؟”
توقف
عادت عينا دورغر للتركيز على روبين، لكنه لم يرد على السؤال.
“ماذا؟ ألا تعرف؟ أم أنك لا تريد أن تعرفني أنا؟ إذًا اسمح لي أن أخبرك.” ضحك روبين. “هذه الدرة ستوفر عليك شهورًا وربما سنوات من امتصاص الطاقة التلقائي الذي تقوم به بلورة الوحش أعلى رأسك. مع أنك لم تترقَ في المستوى بسبب الحدود المفروضة عليك، إلا أن الامتصاص المستمر للطاقة سيُصلب جسدك أكثر ويجعلك منيعا ضد أي أحد في نفس المستوى، صحيح؟”
ثم قدم الدرة لتكون أمامه مجددًا ببطء، “أما عن ألفة مسار التدمير، فهل عليّ أن أتكلم عما ستفعله لك؟ حدود استخدامكم لقانون التآكل الثانوي ستشهد تحسنًا ملحوظًا. المدة التي يمكنك استخدامه فيها دون أن تؤذي نفسك ستطول، والأهم… دعنا نقول إن قانون التآكل الثانوي قد لا يكون نهاية المطاف بالنسبة لك!”
“…ماذا تريد… مقابل الدرة؟” دورغر سيكذب لو قال إن قلبه لم يتحرك نحوها.
“مقابل إعطائك ربع الكوكب ليكون مملكتك الخاصة و إعطائك الامان التام على نفسك و حدودك، أريد وعدًا منك أمام أتباعك بأنك ستبذل ما بوسعك للدفاع عن كوكب صخرة السم إذا حاول أحدٌ غيري انتزاعه مني.” بدت الجدية على ملامح روبين في هذه اللحظة، ثم أشار إلى الدرة قائلاً، “ومقابل كل درة من هذه، أريد بركة من دمك.”
ثم مد يده الأخرى نحو بقعة بجواره، حيث بدأت الأرض تنضغط بشدة بفعل قانون الجاذبية الرئيسي حتى شكَّلت وعاءً ضخمًا، “…بهذا الحجم.”
“صااا أنت… تبالغ!!” أحد الطغاة التسعة، الذي كان على هيئة طائر ضخم، فرد جناحيه القرمزيين وصاح غاضبًا.
تلك البركة التي حفرها روبين كانت قادرة على احتواء خمسة أضعاف كمية الدم التي أخذها بايثور على مدار العشرة آلاف سنة الماضية!
“هل تظنون أنني سأعطيه درر التدمير لأجعله أقوى دون مقابل؟ هذه يجب أن تكون مصلحة متبادلة. وبصراحة، لا أعتقد أنني قد بالغت ولو قليلاً. هذه الكمية من الدماء بالكاد تعتبر مقابلًا عادلًا.”
لكن دورغر لم ينتبه إلى كلمات الطاغي ولا لرد روبين. كان ينظر مباشرة إلى عينَي روبين. “…أقلت… مقابل كل درة؟ كم واحدة… لديك؟”
سووش سووش سووش
ضحك روبين، وبمجرد التفكير ظهرت حوله أكثر من ثلاثين درة بدأت تدور حول محورها. “ما رأيك بهذه كدفعة أولى؟”
================
لدعم هذا العمل مادياً:
باي بال: paypal.me/eslam997
دفع فيزا مباشر موقع كوفي : https://ko-fi.com/teamoney
اي محفظة كاش مصر: 01020451397
بايير: P1017229514
إجمالي دعم هذا الشهر:245$.
+ اي 5$ فوق الـ 150$ الاساسيين = فصل اضافي.
~~~~
لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء
~~~~~~~
الموقع القديم لمشاهدة الفصول القديمة:
novelxs.com/novel/lord-of-the-truth
~~~~~~
سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:
https://discord.gg/AxDFN6uVTE
======
فصول الشهر 46/17
————
يوجد تصويت على غلاف جديد للعمل في سيرفر ديسكورد، لا تنسوا المشاركة!
الموضوع التاليالموضوع السابق