لمحبي الكلمات الكثيرة، هذه تجربة فصل صيني طبيعي، 1200 كلمة

هذه الطريقة افضل لي بحيث هزود عدد الكلمات، لكن التغيير سئ او جيد بالنسبة لكم؟ اخبروني برأيكم في التعليقات.

=======================

*كررر* شُق الفضاء و خرج روبين امام الجميع

فور رؤية والده، انحنى قيصر، ووضع قبضته اليمنى على قلبه، ليخرج منه صوت يحمل الرهبة والاحترام الممزوجين بالتوقير، حتى ان كان يُعامله كأب فيما بينهما، يجب ان يعاملك كإمبراطور كوكبي امام الجنود، و خاصةً امام الاعداء:
“معاليك.”

كانت الكلمة كشرارة أطلقت سلسلة من الاستجابات. خلفه، الجينرالات الأربعة تبادلوا نظرات متوترة للحظة، قبل أن ينحنوا هم أيضًا بنفس الانضباط العسكري المهيب، مرددين الكلمة بصوت واحد:
“معاليك!”

ثم، كأنهم وُلدوا ليكونوا صدى لهذه الكلمة، مئات الآلاف من الجنود المصطفين خلفهم صرخوا بها بصوت انفجر في الأفق مثل عاصفة مدوية:
“مـــعــالــيــك!!!”

“…..” لم يكن من دورغر إلا ان تراجع برأسه قليلاً، محاولاً اعادة تقييم الوضع

صوت الصرخة حمل شيئًا أكبر من الكلمات. حمل ولاءً أعمى لا يعرف ترددًا. الأرض ارتجت تحت أقدامهم، والهواء حولهم اهتز و كأن العالم يتهئ لشئ، اولائك الرجال سيقفزوا في الجحيم بلا شك لو أمرهم ذلك الرجل الضئيل بفعلها.

ورغم ذلك، كان روبين يقف بهدوء متناقض مع الفوضى من حوله، تعابيره لم تتلائم مع السُلطة المهولة التي يتمتع بها لكن على الاقل عيناه تلمعان بثقة كافية، وابتسامته المرسومة على وجهه تبدو كأنها المُقرر الأول والأخير في هذا المكان.

بينما كان الجنرالات والجنود ينحنون، حدثت لحظة من التردد لدى كيان اخر. كريكسس، الوحش العملاق الذي يبدو وكأنه تجسيد للطبيعة الغاضبة، فكاه العملاقات الذين يضغطان بعضهما كشفا عن صراع داخلي. كان يحاول الاحتفاظ بكيانه المستقل، يصارع نفسه كي لا يخضع كبقية ذلك الجيش البشري، ليس امام اعين كل تلك الوحوش الذين ينظرون له كملك! …لكنه في النهاية اختار متابعة قراره.

ببطء، انخفض رأسه الضخم، وعيناه المتوهجتان بالأزرق انكسرتا قليلاً. عندما خرج صوته أخيرًا، كان عميقًا كأنما يصدر عن باطن الأرض نفسها:
“معاليك.”

لكن استسلام كريكسس لم يكن نهاية القصة. بل كان بداية تحولٍ خطير.
دورغر الملتهم، الوحش الأعظم الواقف بين الوحوش الطغاة التسعة، حرك رأسه ببطء نحو روبين. عيناه اللتان كانتا تحملان نظرات لا تعرف الرحمة، ركزتا على روبين اكثر. ملك الوحوش فعلاً تهديد، لكن الشخص الذي يُحركه هو التهديد الاكبر. و خرج منه صوت منخفض أشبه بزئير مكتوم: “هسسســـ…”

بمجرد أن انطلقت هذه الهسهسة، الوحوش الطغاة التسعة شدوا أجسادهم. أنيابهم، مخالبهم، وعضلاتهم المتوترة كشفت عن استعداد كامل للانقضاض في أي لحظة. كان واضحًا أن أي إشارة خاطئة من روبين ستطلق فوضى لا يمكن إيقافها.

لكن روبين، وعلى الرغم من كل هذا التوتر، لم يبدُ عليه القلق ولو للحظة. عيناه كانتا تقيّمان دورغر ببرود، تحللان كل تفصيلة في جسده العملاق. رفع حاجبه كأنه أعجب بما يراه، وابتسامته أصبحت أعمق قليلاً:
“مذهل…”

ثم وفي نفس اللحظة تقريبًا، لوح بيده للخلف وكأنه يوجه يرمي شيئاً غير مهم:
“التقط.”

*باام* الشخص الذي كان تحت إبط روبين طار في قوس عنيف قبل أن يسقط بقوة أمام أقدام قيصر متألماً. الرجل، الذي بدا وكأنه يلفظ أنفاسه الأخيرة، حاول النهوض وهو يئن بصوت مكتوم: “أرغغ… أيها الـ… أغغغ!!” لكن بلا فائدة.

عين قيصر انفتحت على اتساعها للحظة قبل أن يرفع حاجبيه بدهشة واضحة. لقد تعرف عليه فورًا: “إنه ذلك المارشال المزعج!”

لكن المفاجأة الأكبر كانت مسمار الختم المغروز في صدره، قيصر رفع رأسه، ملامحه تحمل شيئاً من الحيرة والتساؤل:
“لماذا مسمار الختم، معاليك؟ هل تنوي تعذيبه، ام اقتله فحسب؟”

لكن روبين، بنفس هدوئه و نظرته المُثبتة على دورغر، أومأ بخفة:
“كلا، ضعه في أحد السجون. تأكد من وجود حراسة كافية حوله، ولا تبالغ في إيذائه، ولا تُدلله. عاملوه كمجرد سجين عادي، لا أكثر.”

قال كلماته وهو ينفض يديه من الغبار كما لو أنه انتهى من عمل بسيط، ثم لوح نحو قيصر بإيماءة متكاسلة:
“حسنًا، يمكنكم الذهاب الآن.”

قيصر تجمد للحظة، كأنه لم يصدق ما يسمعه. نظر إلى روبين يسأله:
“…؟ هل تُكلمنا نحن، معاليك؟ من الذي عليه التراجع؟”

روبين، بابتسامة هادئة لكنها تحمل ثقلاً كالجبل، أجابه دون أن يغير نبرة صوته:
“الجميع… لقد انتهت المعركة.”

“هاه؟”
قيصر رفع حاجبيه بدهشة، وعيناه تتنقلان بين الجنرالات الأربعة الذين وقفوا خلفه. الجميع بدأوا ينظرون إلى بعضهم البعض في ارتباك، وكأنهم جميعًا يشككون فيما إذا كانوا قد سمعوا أوامره بشكل صحيح.

“هسس؟!”
حتى دورغر الملتهم، الوحش الذي لم يكن يعرف سوى لغة القتل، ضيق عينيه العملاقتين. رأسه الضخم الذي كان ينحني قليلاً للأمام ارتفع فجأة للخلف، وكأنه يحاول استيعاب ما سمعه للتو. تصرف روبين لم يكن ضمن أي سيناريو يمكن لدورغر الملتهم تخيله.

“هاها! ليس عليك أن تقولها مرتين، يا صاح!” كان هولاك، بضحكته التي لا تفارقه، أول من كسر هذا الجمود الغريب. قفز برشاقة على ظهر كريكسس العملاق، وصفق على كتف الوحش الضخم قائلاً: “هيا بنا، يا شريك! وقت الرحيل!”

*هااااف*
كريكسس لم يحتج إلى المزيد من التشجيع. جناحاه الضخمان ضربا الهواء بقوة، رافعًا جسده الهائل عن الأرض. كان هو أول من أراد أن يغرب عن هذا المكان المليء بنظرات الوحوش المحبطة، لقد تلقى كمية احراج اليوم تكفيه لألف سنة قادمة.

“خذوني معكم!”
صاح ريتشارد، الذي بدا وكأنه استيقظ للتو من صدمة الموقف. قفز بقوة مذهلة ليهبط بجانب هولاك على ظهر كريكسس.

هولاك تطلع إليه من الأعلى إلى الأسفل، ثم رفع كتفيه بلا مبالاة وضحك:
“حسنًا، أنت قوي بما يكفي لتجلس هنا. اعتبر نفسك في بيتك، هاها!”
ثم ضرب بيده الكبيرة على ظهر ريتشارد بقوة جعلت الأخير يكاد يختنق للحظة.

بسرعة، اختفى الثلاثة في الأفق على ظهر كريكسس، تاركين وراءهم موجة من الحيرة والارتباك بين الجنود والوحوش على حد سواء.

بعد لحظات، تقدمت الجنرالة كاسيا ليفان، التي حاولت الحفاظ على رباطة جأشها رغم الجو المشحون. وقفت أمام قيصر، واستقامت بكامل انضباطها العسكري قبل أن تقول بصوت رسمي، تحاول تذكيره بالقيام بحركة:
“الجينرال الأعلى، الأوامر أوامر.”

قيصر، الذي كان لا يزال يشعر بشيء من عدم التصديق، أطال النظر في عيني والده. أراد التأكد من أن روبين يعي تمامًا ما يقوله. لكن عندما رأى تلك الابتسامة الواثقة التي يعرفها جيدًا، لم يعد لديه مجال ليقول كلمة اخرى له.

تنهد قيصر أخيرًا، وأعاد المطرد الأسود إلى خاتم الفضاء الخاص به، ثم صرخ بصوت عالٍ وراءه:
“أقيموا بوابات الانتقال الفوري، سنعود للساحة!”

اضطراب! اضطراب!

جيش الإمبراطورية الضخم بدأ يتحرك في موجة منظمة. البعض كانوا مترددين؛ كانوا يرغبون في البقاء لحصد المزيد من النقاط والانتصارات. آخرون كانوا ممتنين لأن قائدهم الأعلى أوقف المعركة؛ لديهم عائلات تنتظرهم.

لكن في النهاية، كانت كلمة قيصر فوق كل اعتبار. انصاع الجميع للأوامر بدون قول كلمة او تغير في تعابير وجووههم، وبدأوا بالعبور عبر بوابات الانتقال الفوري في صفوف ثابتة و بضربات اقدام منسقة كأنهم يعزفون سيمفونية عسكرية مثالية.

بعد ساعة كاملة—

كان المكان قد تغير تمامًا.

دورغر الملتهم، الذي لم يكن يفهم لماذا يغادر هذا الجيش بهذه السهولة، ظل واقفًا في مكانه. عيناه الحادتان تتنقلان بين الجنود المغادرين و بين البشري المسمى روبين بورتون. لم يكن قلقه نابعًا من انسحابهم، بل من حقيقة أن هناك شيئًا غير منطقي يحدث. عقله الوحشي لم يستطع منع نفسه من التفكير، ‘هل هناك خطة أكبر تحاك حولي؟’

لكن دورغر، رغم شكوكه، التزم الصمت. فهو يعرف قاعدة بسيطة: إذا أراد عدو قوي المغادرة، فلا توقفه.

أما روبين، فكان يقف بعيدًا، يضع يديه خلف ظهره ويدندن بصوت منخفض. كانت نغماته هادئة، لكنها قطعاً لا تناسب الأجواء المشحونة.

بززززتــ—
آخر بوابة انتقال فوري أغلقت بصوت خافت. المكان الآن أصبح خاليًا إلا من الوحوش وروبين. حتى ثيو وسيوف الظل، الذين لطالما كانوا على أهبة الاستعداد، تلقوا أوامر ذهنية بالانسحاب، وامتثلوا لها دون تردد.

صفق!
صفق روبين بيديه فجأة، كأنما أعلن انتهاء العرض المسرحي. نظر نحو دورغر، الثعبان ذي القرون الخمسة، الذي كان يراقب كل شيء بصمت مشوب بالترقب.

روبين، بابتسامته الثابتة، قال بلهجة خفيفة ساخرة و هو ينظر في عينا دورغر مباشرةً:
“مرحباً هناك… أتريد الموت؟”

================
لدعم هذا العمل مادياً:

باي بال: paypal.me/eslam997

دفع فيزا مباشر موقع كوفي : https://ko-fi.com/teamoney

اي محفظة كاش مصر: 01020451397

بايير: P1017229514

إجمالي دعم هذا الشهر:245$.

+ اي 5$ فوق الـ 150$ الاساسيين = فصل اضافي.
~~~~

لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء

~~~~~~~

الموقع القديم لمشاهدة الفصول القديمة:

novelxs.com/novel/lord-of-the-truth
~~~~~~

سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:

https://discord.gg/AxDFN6uVTE
======
فصول الشهر 46/15

من Zeus

-+=