“المارشال العنيد هاروس، ألديك كلمات اخيرة؟”
“…؟!” عندما سمع تلك الكلمات تقبل المارشال اخيراً انه يواجه موت مؤكد و ليس مجرد خطر وشيك ككل تلك المرات التي تمكن من القرار منها، هذه المرة هو فعلاً قد يموت!
*ووش* *ووش* تلفت المارشال حوله بفزع ليحاول تحليل المنطقة المحيطة و يجد اي شئ قد ينفع به نفسه، و بكلتا يديه قبض على التربة بسريعة ليحلل كثافة التراب و سرعة انتشاره و ان كان يوجد اي عناصر مفيدة فيها.
بسرعة وجد المارشال كهف ضيق جداً على تسعين متراً فقط، لو دخل ذلك الكهف ثم دمر المدخل بعدها سيتمكن من ابتياع بضع ثوانٍ، خلالهم يمكنه ان يستخدم قانون التآكل الثانوي ليحفر داخل الجبل و يهرب
اما عن كيفية الوصول له، التراب اسفل منه مبتل بمادة ذات رائحة قابلة للإشتعال و هذا السبب الذي جعله لا ينتشر بسرعة عندما حاول احداث عاصفة ترابية قبل قليل، لو استخدم خنجره ذا عنصر النار لإحداث انفجار سيرسل روبين بورتون بعيداً بعدها يستغل الاندفاع الناتج عن الانفجار و ينطلق نحو الكهف!!
الخطة إرتسمت في رأس هاروس في خلال اجزاء من الثانية، ثم قَرب يده بسرعة لخصره حيث يحمل الخنجر، لكن قبل ان يلتقطه لسببٍ ما عيناه ذهبت نحو عيناه روبين.
*با-دوم* عندما تلاقت الاعين، قلب المارشال دق بقوة، ثم توقف لفترة..
في هذه اللحظة روبين كان مُكتف يديه على صدره، و ينظر نحو المارشال بإبتسامة كبيرة، نظرة كلها تحدي و سخرية… عندما لاحظ ان المارشال ينظر نحوه لوح روبين بيده اليسرى مستهزئأً، “هيا.. هيا جرب..”
ذلك الشخص السادي… انه ينتظره حتى يحاول الهرب مجدداً!!
*بووف* كل ذرة مقاومة في جسد المارشال اختفت، الجزء العلوي من جسده فقد قوته ايضاً و تسطح الارض، عيناه مفتوحتان لكنها تراقب السماء في سلام، “لا ندم عندي، إفعل ما عليك فعله.”
“اووه؟” رفع روبين حاجبيه قليلاً، “كنت اتوقع بعض المساومة، ربما بعض التوسل!”
“و هل تعرفني لتتوقع شئ مني يا هذا؟!” المارشال هاروس رفع رأسه قليلاً و صاح على روبين، طالما هو ميت لا محالة فلا داعي لوضع الورود على كلامه
لكن روبين لم يبدو ممانع لإسلوب هاروس، هو فقط رفع كتفيه قليلاً، “هروبك من كل ساحات القتال لم يعط افضل انطباع..”
“كلها كانت ساحات قتال ميؤوس منها، لماذا قد ابق في مكان اعرف اني سأقتل فيه لا محالة بينما يمكنني التراجع و اعادة ترتيب اوراقي؟ أي نوع من الاغبياء قد يفعل هذا؟” صاح عليه المارشال هاروس مجدداً
“اكثر مما تعتقد…” اومئ روبين بضع مرات
اشخاص كثير سيختاروا كما فعل المارشال هاروس، ليس بنفس اسلوبه طبعاً، لكنهم قطعاً سيتراجعوا في ظروف معينة، منهم آرو، ساكار، العجوز غو و ثيو. اما هنالك فريق اخر يضعون ثِقل كبير على الوجه و يفضل الموت على التراجع قبل إتمام مهمته كـ بيون، أليكساندر، ريتشارد و قيصر.
“إذاً كلهم اغبياء! كل من يختار اي خيار بخلاف خياراتي فهو مختلف عقلياً لا يفرق معه ان حيا او مات! اما انا…” انخفض صوت المارشال قليلاً و نظر للسماء، “…انا لم ارد الموت، انا… كان لدي اشياء عظيمة لأنجزها.”
بعد صمت قصير فتح روبين فمه اخيراً، “…انت ما تزال حي، ما يزال يمكنك إنجازها.”
“…هاه؟” المارشال المُمدد رفع رأسه بسرعة، ينظر نحو روبين بإستغراب، “هل ستتركني اذهب؟ سأشكرك بالتأكيد ان فعلت!!”
“بالطبع لا، تدابيرك كانت كالشوكة في خصري و موجة الوحوش -التي انا واثق انك العقل المدبر ورائها- حصدت الكثير من ارواح جنودي، أي نوع من المجانين تظنني لأترك عدو مثلك يذهب؟” ضحك روبين بصوت عالٍ، “لكن لو أقسمت على الولاء لي سأنسى الماضي كلياً، انت من القلائل الذي أتعبوني لهذه الدرجة، لا احبذ ان اقتلك بهذه البساطة، شخص مثلك يجب ان يظهر موهبته تحت قيادة افضل، قيادتي انا.”
“لا!” رد هاروس بغضب، “مجدداً تفترض اشياء عني لمجرد اني تراجعت اكثر من مرة… انا لست بخائن يا هذا!!”
“حقاً…؟” استغرب روبين و اشار لإتجاه معين، “انا حرفياً سمعتك تسب بايثور هناك.”
“كنت اقول الحقائق فحسب، لكن كونه غبي لا يعني اني مستعد لخيانته من اجل سيد اخر.” عاد هاروس ليتمدد بالكامل على الارض، “…لقد عشت طول حياتي بشرف، فـ كل ما اطمح له مرتبط بشرفي و إسمي، لن اتحول للخيانة للأن فقط من اجل الحفاظ على حياتي، حياتي لا فائدة منها لو الكل نظر نحوي بدنيوية!! …اقتلني فحسب.”
” اوه، هذا جواب معقول اكثر من انك لا تريد خيانة بايثور.” اومئ روبين عدة مرات، ثم طق يديه، “ما رأيك بالتالي… سأتخذك أسير عندي حتى تنتهي الحرب و اقتل بايثور، بعدها سأخرجك بحجة اني سأعينك زعيم على المتبقيين من بنو جنسك، عندها ستكون بطل في اعين كل الاطراف و ستعمل كجينرال عندي محتفظاً بفخرك. و إن انتصر بايثور لأي سبب فهو سيأتي لإنقاذك من سجنك و عندها لن تخسر ايضاً!”
“…ستفعل هذا من اجلي؟” فتح هاروس عيناه على اخرها، هذا كان اكبر مديح قيل له طول حياته
“ما زلت ستأخذ قسم روح أسوا من ذلك الذي سيتخذه آرو.” رفع روبين كتفيه
“من آرو؟”
“شخص من نفس فصيلك.”
“…..” اطال هاروس النظر نحو السماء هذه المرة، “هل تنوي حقاً ترك جنس بشر دورغر على قيد الحياة؟ بعد كل ما حدث…”
“لقد قاتلت البشر اكثر من مرة، و هم من كادوا يُبيدون عائلتي، هل علي ان اقضي عليهم جميعاً الان؟” هز روبين رأسه، “طالما هنالك شخص موثوق يراقب اعدائي المهزومين فلا داعي للإبادة، انا باحث، لست بسفاح! …ماذا، هل لدينا اتفاق؟” مد روبين يده اليسرى نحو هاروس.
“…..” راقب هاروس يد روبين لعدة ثوانٍ، قبل ان يتنهد و يمد يده ليمسك بها، “و لما لا، لا يوجد لدي شئ لأخسره!”
“هاها ممتاز!” سحب روبين هاروس بيده اليسرى نحوه، ثم مسمار كبير ظهر في يده اليمنى
“همم؟ ما هذا—” لم يكد هاروس يقف بشكل مستقيم حين رأى ذلك المسمار الذي يشبه الوتد يتم دكهِ في قلبه، “ااايييخخخ!!!”
“اسف يا صاح، ان كنت ستُسجن فيجب ان تخوض تجربة السجن كاملة، او تحسبني سأخذك للشاطئ؟ هيهي.” قهقه روبين و هو يرَ هاروس يتلوى من الألم، ثم حمله تحت إبطه وفتح شق في الفضاء، “تعال لنرى سَلفك من الجانب الحيواني.”
================
لدعم هذا العمل مادياً:
باي بال: paypal.me/eslam997
دفع فيزا مباشر موقع كوفي : https://ko-fi.com/teamoney
اي محفظة كاش مصر: 01020451397
بايير: P1017229514
إجمالي دعم هذا الشهر:230$.
+ اي 5$ فوق الـ 150$ الاساسيين = فصل اضافي.
~~~~
لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء
~~~~~~~
الموقع القديم لمشاهدة الفصول القديمة:
novelxs.com/novel/lord-of-the-truth
~~~~~~
سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:
https://discord.gg/AxDFN6uVTE
======
فصول الشهر 46/13