” في الحقيقة يا روبين منذ مغادرتك و حتى الان و نحن ندرس و نتشاور يومياً تقريباً عن ما يمكننا عرضه عليك لقاء إستمرار علاقاتنا.. خلال اول بضع ايام بعد مغادرتك كنا حائرين جداً لأننا نعتقد انك ستمكث مع العائلة الملكية و بالتالي لا يمكنني عرض شئ لا تملكه العائلة الملكية، لكن بعدما عرفنا انك هنا.. المهمة اصبحت اسهل قليلاً،” ميلا اخذت المبادرة و تكلمت ، ثم نظرت للطبريرك براين ” لا اقصد إهانة”

“أهيهي لا مشكلة” ضحك البطريرك، فهو يعرف قدر عائلته جيداً..

إبتسم روبين، ” حسناً إذاً، و ما هو قراركم الاخير؟ ماذا لديكم لتعرضوه لقاء إستمرار علاقاتنا التجارية؟”

“نحن لدينا نقود كثيرة، يمكنك زيادة اسعار مبيعاتك لنا و نحن سندفع لك مِنح تعادل مليون عملة ذهبية سنوياً لدعم دراساتك.” إبتسمت ميلا إبتسامة مليئة بالثقة

عينا بالبطريرك كادتا تقفز من مكانها.. مليون عملة ذهبية سنوية!!

” يمكنني بيع الطلاسم بأي سعر اريد لأي احد اريد، المليون عملة يمكنني توفيرها بعد بضع مزادات… ماذا لديكم ايضاً؟” ضحك روبين

إبتسامة ميلا إختفت و بدأ يدخل الشك قلبها، ” نـ نحن لدينا شبكة تجارية ضخمة يمكننا توفير كل انواع الموارد التي تريدها لأبحاثك… حبوب ، جلود، معادن نادرة.. أي شئ تريده سيكون عندك بلا مقابل!”

اومئ روبين بقوة ، ” حجة جيدة لكن فيها عيب، لقد شكلت علاقة جيدة مع العائلة الملكية بالفعل، أي شئ يمكنكم الوصول له يمكن للعائلة الملكية الوصول له و اكثر… ماذا لديكم ايضاً؟”

بدأ القديسين ينظرون لبعضهم بأطراف أعينهم، المحادثات لا تمر بشكل جيد ابداً…

” روبين، أعطنا بعض الإعتبار، لقد عملنا معاً لفترة ليست بقصيرة!” ميلا رفعت صوتها قليلاً

“كانت علاقة تجارية بحتة و انتم ربحتم منها اكثر مني، لكن اياً يكن.. بسبب علاقتنا تلك انا اُقدر عائلة برادلي و لهذا أمنحكم هذه الفرصة، لم تجيبي بعد… ماذا لديكم ايضاً؟” رد روبين بنفس الإبتسامة و كأنه لم يسمع شئ

ترددت ميلا كثيراً في الكلام، فهذه كانت اخر بطاقة فكروا فيها و لو رفضها سيكونوا في ورطة، لكن في النهاية إستجمعت شجاعتها و تكلمت، ” بكل إحترام، عائلة بورتون لا تملك القوة الكافية لحمايتك من أي محاولة إغتيال، لهذا جئنا نحن الخمسة.. يمكننا ان نُقوي دفاعات عائلة بورتون طالما انت فيها و نحميك، إن حصلت حرب اخرى يمكننا ان نشارك فيها معكم.”

البطريرك براين إبتسم إبتسامة كبيرة من للأذن للأذن عند سماع هذا، فحالياً لا يوجد سوى هو و بيلي في مدينة يورا و هو بالفعل كان مرعوب من فكرة محاولة إغتيال تقع لروبين

“إتفقت مع صاحب السمو ألبيرت ان يرسل بضع قديسين عالي المستوى لحمايتي طوال الوقت، أغلب الظن انهم خارج المبنى الان مستعدين للتدخل إن وقع شجار بيننا… ماذا لديكم ايضاً؟”

“ما-؟!” البطريرك إنتفض من مكانه، كان هنالك قديسين عالي المستوى داخل مدينة يورا طوال الوقت و هو لا يعلم؟ قريبين لدرجة انهم يلاحظوا روبين بشكل منفصل و قريبة طوال اليوم؟ هذ مرعب… و مطمئن!!

كلام روبين كان ضربة قاضية للقديسين الخمسة، فلا يوجد بينهم سوى الجينرال إدوارد فقط الذي يمكن إعتباره قديس عالي المستوى، و هو هنا لأنه تطوع للمجئ بنفسه.. لا يمكن للدوق جالان إرسال المزيد من هذا اللمستوى من القديسين!

معنوياتهم هبطت للصفر بعدما كانوا متأكدين من النجاح، كل ما جاؤوا به لا يعد شيئاً في عين روبين…

“روبين..!!” صاحت ميلا غاضبة و وقفت مكانها تحدق به

روبين قهقه و رفع كتفيه لكنه لم يرد عليها..

” السيد روبين، في الحقيقة نحن لا نملك مقترحات اخرى، لكن هذا فعلاً يحيرنا.. انت رجل ذكي و لابد انك تدرك ان وجودنا سيفيدك عاجلاً أم آجلاً، فما الذي قد يرضيك؟ طالما إقتراحاتنا لم تكن على مستوى توقعاتك، رجاءً أعطنا انت شروطك.” تكلم إدوارد بشكل مهذب كعادته، هو لم يفقد الأمل بعد..

إبتسم روبين و نظره إتجاه القديس إدوارد، ” لعلك محق ايها القديس، ربما يوماً ما سأحتاج عائلة برادلي و سأدفع لكم الكثير للإستعانة بمساعدتكم، لكني فعلت هذا على أي حال عندما كنت أسكن عندكم و علاقتنا طيبة.. فما الفائدة إن كانت علاقتنا جيدة ام لا؟ في جميع الأحوال لا يوجد شئ بيني و بين عائلة برادلي غير التجارة و التبادلات…”

هذه الجملة أسكتت القديس إدوارد الذي كان يستعد للمفاوضة و محاولة إقناع روبين، الفرص لا تأتي مرتين.. سابقاً روبين إستغل جالان ليأخذ إنتقامه، و جالان إستغل حاجة روبين له و إنتزع منه طريقة صنع احد اكثر ابتكاراته أهمية و فاعلية.. طلسم النار

سابقاً كان هنالك روبين يحتاج عائلة برادلي و عائلة برادلي تحتاج روبين، أم الأن فالتوازن إنكسر… روبين لم يعد يحتاجهم

اخيراً فهم القديس إدوارد ما يريده روبين قوله.. كل تحضيراتهم كانت بلا فائدة… هذه لم تعد علاقة مبنية على التساوي، لو وافق روبين على إستمرار التعاون فسيكون خدمة شخصية منه، و ليس لقاء ما يمكن للعائلة تقديمه!
في الحقيقة كل الحضور وصلوا لهذا الإستنتاج اخيراً و فقدوا الامل، حتى البطريرك تنهد و هز رأسه

الوحيدة التي لم تفهم بعد هى ميلا التي ما تزال تنظر بغضب نحو روبين!

قهقه روبين بصوت منخفض عندما رأى مظهرها الغضب، ثم وقف..” طالما لا يوجد شئ يمكن لعائلة برادلي تقديمه، فلا داعي للكلام في الموضوع اكثر، لدي المزيد من الأبحاث علي الرجوع لها.. إن وصلتم لعروض اخرى فأنتم تعرفون اين تجدوني!” ثم إلتف و هب للمشي نحو الباب

“روبين!!!” صاحت ميلا و ضربت بقدمها الارض، هى تعرف انهم إن غادروا لن يرجعوا، فلا يوجد شئ تملكه العائلة قد يريده روبين

لكن روبين لم يتوقف عن سماع الصيحة و اكمل طريقه نحو الباب، فهو يعرف انها لن تقول شيئاً جديداً

عندما رأت ميلا هذا إمتلأت عيناها بالدموع… فأغلب الظن انه بعد خروج روبين من هذا الباب لن يلتقيا مجدداً، و ربما لن تراه إلا من بعيد…

البطريرك كان يراقب كل شئ بصمت من الجانب إنتفض عندما رأى دموع ميلا و ضربت فكرة راسه كالصاعقة فوقف بسرعة و صاح، “لـ لحظة! انتظر يا روبين!! العلاقة بينك و بين عائلة برادلي ليس عليها ان تكون تجارية فحسب”


تفتكروا ايه هو حل البطريرك ؟ 😉

كمان تذكير سريع بترتيب القاء رؤساء العائلات النبيلة: العائلة الملكية > دوق > ماركوس> آيرل> فيسكونت> بارون

من Zeus

-+=